اللافت أكثر ليس تثبيت ميعاد الانتخابات لكن المعارضة التركية التي تنوى الترشح لانتخابات ينافس فيها أردوغان، لا تزال بينها مشكلات تعصف بمحاولاتها للاتحاد ودخول الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في مايو/ أيار، والخلاف الأخير بين أعضاء "الطاولة السداسية" يؤكد أن هذه معارضة "ليست على قبل رجل واحد"، في مواجهة منافس قوي مثل أردوغان وحزبه "العدالة والتنمية".
خرجت رئيسة حزب الجيد، ميرال أكشنار، وهو ثاني أكبر أحزاب المعارضة في تركيا، اليوم الجمعة الثالث من مارس، لتؤكد خروج حزبها من "الطاولة السداسية" لخلاف حول من يتم ترشيحه ممثلا للمعارضة لينافس أردوغان في الانتخابات الرئاسية، رفض أكنشار جاء لأنها وحزبها يريان أن المنافس لأردوغان هما إمام أوغلو، رئيس بلدية إسطنبول، ومنصور ياواش، رئيس بلدية أنقرة، لكن "الطاولة" اختارت أن يكون كليجيدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري هو المنافس لأردوغان في هذه الانتخابات.
خروج حزب الجيد من التحالف كان عقب الاجتماع الذي عقدته "الطاولة السداسية" من أجل الاتفاق حول مرشح المعارضة في الانتخابات المقبلة، حيث يريد زعماء الأحزاب الخمسة الأخرى ترشيح كمال كليشدار أوغلو للمنصب، بينما يرى "الجيد" أن ترشيح رئيسي بلدية إسطنبول وأنقرة هو الأفضل للمنافسة أمام أردوغان.
وقرر المشاركون أن يجتمعوا مرة أخرى في 6 مارس المقبل للإعلان عن المرشح النهائي وذلك عقب التفاوض مع مجالس أحزابهم.
الطاولة السداسية
قامت 6 أحزاب تركية، وهي الجيد، والمستقبل، والسعادة، والديمقراطية والتقدم، والشعب الجمهوري، والحزب الديمقراطي، بتكوين "الطاولة السداسية" من أجل الاتفاق على مرشح للمعارضة في الانتخابات المقبلة، ويعتبر حزب الشعب الجمهوري والجيد هما الأكبر من حيث مقاعدهما داخل البرلمان.
لكن عقب الاجتماع الأخير والخلاف حول اسم المرشح، أو اتفاق 5 أحزاب على اسم واحد دون حزب "الجيد" خرج تامر كايا، عبر حسابه بموقع تويتر وهو عضو المجلس الإداري بحزب الجيد، ليؤكد أنه من المهم وجود مرشح ثالث غير أردوغان وكليشدار أوغلو "حتى لا نندم لمدة 5 سنوات مقبلة".
حزب "الجيد" لم يكتف بمعارضة ترشيح كليشدار، لكن رئيسته، ميرال أكشنار، دعت بشكل واضح كل من إمام أوغلو ومنصور ياواش للترشح قائلة:"أوجّه الدعوة إلى كل من منصور ياواش وأكرم إمام أوغلو، الشعب انتخبكم ووثق بكم وأدعوكم لأخذ المسؤولية على عاتقكم وتلبية تطلعات الشعب".
هل ينافس "الشعب الجمهوري" "العدالة والتنمية"؟
اعتراض حزب الجيد على مرشح الشعب الجمهوري يأتي في ظل عدم قدرة كليشدار أوغلو على الفوز بأي سباق انتخابي أمام أردوغان وحزبه الحكام منذ عام 2010.
كليشدار أوغلو اعتبر أن الأمر وما فعلته ميرال أكشنار كان موجها ضده مباشرة، وخرج ليرد على تصريحاتها بقوله "لا تقلقوا، ستكون الأمور على ما يرام".
وفي وقت سابق قبل الزلزال، كان منصور ياواش، رئيس بلدية أنقرة، يقول إنه إذا اختارت طاولة الستة القرار بأن يترشح للرئاسة أمام أردوغان فسيفعل هذا.
وحزب الشعب الجمهوري، هو أقدم حزب سياسي في تركيا، تأسس عام 1919، ويرأسه كمال كليشدار منذ مايو 2010 وحتى الآن، ويعتبر زعيمة زعيم المعارضة التركية، حيث يعتبر أكبر الأحزاب المعارضة للحزب الحاكم وهو العدالة والتنمية.
أردوغان الذي يتولى السلطة منذ عقدين، لم تستطع المعارضة أن تتحالف بشكل قوي ضده في الانتخابات السابقة (وإن فازت برئاسة بلديات مثل إسطنبول وأنقرة)، وكانت تعول المعارضة هذه المرة على أن تكون متحدة وقوية في مواجهة الحزب الحاكم خصوصا بعد كارثة الزلزال التركي التي راح ضحيتها آلاف، إلا أن الخلافات الأخيرة لا تقول إن أردوغان سيواجه اتحاد قوي من المعارضة.
استطلاعات الرأي التي جرت خلال الفترة الماضية، قالت إن المعارضة لم تحصل على تأييد كبير، وذلك بسبب إخفاقها في إعلان مرشحها للرئاسة في حين تقترب الانتخابات الرئاسية، ويقول أوزر سنجار، رئيس شركة ميتروبول لإجراء الاستطلاعات إن الزلزال لم يتسبب في إضعاف الحكومة كما تتوقع المعارضة.