وأضاف السعدي، في اتصال مع سبوتنيك، أن "الحديث عن السلام طوال الأشهر الماضية كان بين السعودية ونصار الله كطرف فاعل ومؤثر على الساحة، هذا الحديث افتقد الأدوات بالنسبة للرياض، أما بالنسبة للحوثيين فمركزهم ثابت لم يتغير ويحتفظون بقوة وبالشروط التي طرحها في مفاوضات استوكهولم بالسويد، بالتالي افتقدت الرياض التي تقود التحالف العربي أهم أداة متمثلة في عملية التواجد على الأرض لكي تفرض سلام يمكن تنفيذ بنوده في المحصلة النهائية، وتواترت الأخطاء في هذا الجانب منذ أن تخلت عن الشرعية في البداية وسلمت الجنوب وعدن للإمارات في المناطق المحررة، والتي وظفت كل الأمور في حربها مع السعودية في إطار المعركة القائمة بينهما على المستوى الإقليمي".
وأشار السعدي إلى أنه "بعد التخلي عن الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي من جانب السعودية والمجيء بالمجلس القيادي أو ما أطلق عليه مجلس مشاورات الرياض والذي قام على أسس ردات الفعل تقريبا، حيث لاحظنا أن هذا القرار جاء خلال ساعات ولم تتم دراسته، فعندما وجهت لنا الدعوات للمشاركة في مشاورات الرياض، كانت المعلومات تقول أن الطرف الحوثي سوف يحضر المشاورات، على أن تبدأ عملية السلام من تلك النقطة، لكن في آخر لحظة اعتذر الحوثي ورفض الحضور، بالتالي مشاورات الرياض تمت من طرف واحد وهو التحالف والشرعية، وهنا جاء مجلس العليمي الذي يعاني من نفس مشكلة الضعف السابقة التي جاءت نتيجة تخلي السعودية عن الشرعية".
وأكد رئيس تجمع القوى المدنية أن السلام، "أينما وجد يجب أن تتواجد أدواته على الأرض، ومن وجهه نظري أرى أن هناك أطراف كثيرة مستفيدة من استمرار الحرب بما فيها التحالف حتى يرتب أوراقه الإقليمية، وبالتالي يستطيع فرض السلام أو الحل الذي يخدم مصالحه، ومحليا نجد أن أنصار الله قد دخلوا عملية السلام وقبلوا باللقاء مع السعودية لعدة مرات، وهذا يدل أنهم قابلين بالسلام،لكن بشروطهم التي وضعوها، والمعضلة التي تواجه التحالف أن انتهاء الشرعية تعني عدم قانونية تواجد التحالف اليمن، وبالتالي لا بد من وجود تلك الشرعية ولو بصورة شكلية، حيث أن مشاورات الرياض أقصت القوى الوطنية الحقيقية.
ونوه إلى أنه قد تكون أطراف الصراع في اليمن مكتفية في هذا الوقت بالهدنة غير المعلنة، كما يبدوا أن المشاكل الدولية انعكست على الأزمة اليمنية ومكنت واشنطن من الانفراد بها، وهذا الأمر في اعتقادي سوف يستمر بالوضعية التي يفرضها التحالف وتفرضها الإدارة الأمريكية بشكل عام.
ويشهد اليمن تهدئة هشة بين أطراف الصراع، منذ إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هانس غروندبرغ، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ومطلع أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت جماعة أنصار الله، وصول مفاوضات تمديد الهدنة إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وتسيطر جماعة أنصار الله، منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات بوسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.