وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تحليل لها، الاثنين، إن إدارة بايدن قلقة بشأن التحركات التي قد تتخذها الحكومة الإسرائيلية في ضوء التطورات الأخيرة سواء داخليا فيما يتعلق بخطة حكومة بنيامين نتنياهو لإضعاف القضاء والتي تلقي معارضة أمريكية، أو إمكانية شن إسرائيل عملية مفاجئة ضد إيران.
لهذا السبب قرر بايدن أن يرسل إلى إسرائيل، في وقت قصير، أكبر اثنين من كبار الشخصيات في البنتاغون - رئيس الأركان الأمريكي ووزير الدفاع.
وأضافت الصحيفة: "السبب في ذلك، بحسب عضو بارز في منظومة الأمن الإسرائيلية، هو أن البيت الأبيض والبنتاغون يخشيان أن تفاجئ الحكومة الإسرائيلية الحالية الولايات المتحدة وتجرها إلى صراع عسكري في الشرق الأوسط، في حين أن الولايات المتحدة ومعظم حلفائها يستثمرون معظم مواردهم في أوكرانيا وفي تصعيد الصراع "البارد" مع الصين".
وقالت: "من وجهة نظر أمريكية، الوضع الآن مشابه لما كان عليه في 2010-2012، عندما كان باراك أوباما رئيسا، وخطط رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ثم وزير الدفاع إيهود باراك لمهاجمة إيران".
لهذا السبب وصل رئيس الأركان المشتركة للجيش الأمريكي، الجنرال مارك ميلي، إلى إسرائيل يوم الخميس الماضي بدعوة من رئيس الأركان هرتسي هاليفي. بعده مباشرة، في يوم الخميس المقبل، سيأتي وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إلى تل أبيب في زيارة سريعة، بدعوة من وزير الدفاع يوآف غالانت، وفق "يديعوت".
قال المتحدث باسم ميلي إن المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين سيناقشون آخر التطورات في إيران والمنطقة. ومن إسرائيل، سيتابع المسؤولان الأمريكيان إلى عواصم أخرى في الشرق الأوسط، لكنهما حتى لا يخفيان أن المحادثات في إسرائيل هي الأمر الملح الذي جاءا من أجله.
وتأتي الجولة الأمنية الأمريكية غير المتوقعة في ظل تقرير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة (IAEA)، والذي بموجبه قامت إيران بتخصيب كمية صغيرة من اليورانيوم إلى مستوى 84% في منشأة بوردو المحصنة. تسبب النبأ الذي نشر قبل أسبوعين بعاصفة في أجهزة الأمن الإسرائيلية.
وتابعت الصحيفة: "حتى الآن، كان معروفا أن إيران قامت بتخصيب اليورانيوم إلى مستوى 60 وأنها قد راكمت بالفعل ما يقرب من 70 كيلوغراماً في هذا المستوى العالي من التخصيب، ونتيجة لذلك قدر الغرب أنه بنهاية المطاف بحلول عام 2023، ستمتلك إيران اليورانيوم المخصب بدرجات متفاوتة بكمية تكفي لعشرة أجهزة متفجرة نووية".
ومضت بالقول: "الآن، بعد الكشف عن التخصيب إلى 84% في بوردو، تم تقصير الجدول الزمني المقدر الذي أقرته أجهزة الاستخبارات الغربية فيما يتعلق بالنووي العسكري الإيراني إلى حد كبير. قال مسؤول أمريكي كبير علق على إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية في جلسة استماع بالكونغرس الأسبوع الماضي، إن إيران لديها الآن القدرة على إنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لرأس نووي واحد في 12 يومًا فقط".
هناك عدة قضايا على جدول الأعمال في اللقاءات بين المسؤولين الإسرائيليين والأمريكيين:
الأولى - كيف يمكننا بشكل مشترك ردع إيران عن تخصيب اليورانيوم إلى مستوى (90%) من المواد الانشطارية بكمية تكفي لقنبلة واحدة أو أكثر؟ تعتقد إسرائيل أن التهديد العسكري الإسرائيلي الأمريكي الموثوق به والعقوبات الشديدة الإضافية ستجعل الإيرانيين يفكرون مليا، وفق الصحيفة العبرية.
الثانية - كيف سترد إسرائيل والولايات المتحدة إذا أصبحت إيران دولة عتبة نووية كاملة. لا يخفي المسؤولون الأمريكيون عن نظرائهم الإسرائيليين مخاوفهم بشأن سيناريو يأمر فيه رئيس الوزراء نتنياهو بمهاجمة إيران، ليس فقط لأنه سيحبط البرنامج النووي الإيراني، لكن لأنه سيُسكِت الاحتجاج العام داخل إسرائيل ضد خطة نتنياهو لإصلاح القضاء ويجعله على هوامش أجندة الجمهور الإسرائيلي.
وبحسب الصحيفة: "لهذا يطالب الأمريكيون ألا تتحرك إسرائيل دون التنسيق والتأكيد معهم. ويقول إنه رغم أن إسرائيل دولة ذات سيادة، إلا أنه من الأفضل أن نقرر بشكل مشترك كيف نتصرف لأننا في النهاية سنضطر أيضا إلى المشاركة في الحرب التي ستندلع، والسبب أن الجنود الأمريكيين المتمركزين في الشرق الأوسط سيكونون في خطر إذا هاجمت إسرائيل بشكل غير متوقع".
المسألة الأخرى هي أن واشنطن ستطالب إسرائيل بالامتناع عن الأعمال المدنية والعسكرية التي من شأنها إشغال الوضع الأراضي الفلسطينية المشتعلة بالفعل، وأيضا التسبب (من خلال إنشاء مستوطنات جديدة وبناء قائم واسع النطاق) في عدم جعل خيار حل الدولتين ممكناً بعد الآن. كما سيطالب الأمريكيون الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن الأعمال التي من شأنها أن تؤدي إلى نزاعات في الحرم القدسي والقدس في شهر رمضان، مثل اقتحام إيتمار بن غفير الحرم القدسي فور تشكيل الحكومة.