مجلس القيادة اليمني يلوح بالعودة للخيار العسكري في مواجهة "أنصار الله"

لوح رئيس مجلس القيادة اليمني، رشاد العليمي، اليوم الأربعاء، بالعودة إلى الخيار العسكري في مواجهة جماعة أنصار الله، حال استنفاد كافة الجهود مع الجماعة لحل الأزمة القائمة في البلاد سياسيا، مشككا في جدية الجماعة لتحقيق السلام في البلد العربي الذي يعاني ويلات الصراع منذ 8 أعوام.
Sputnik
القاهرة – سبوتنيك. جاء ذلك في كلمة مسجلة بُثت خلال الاجتماع العام لهيئة التشاور والمصالحة الذي عُقد في العاصمة المؤقتة عدن جنوب اليمن، وحسبما نقلت عنه وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" الحكومية.
"أنصار الله" تعلن انتظام وصول السفن التجارية وسفن الحاويات إلى موانئ الحديدة
وقال العليمي: "سنتداعى للميلشيات (في إشارة إلى جماعة أنصار الله) بردع جماعي حازم، في حال استمرار تعنتها، واستنفاد كافة المساعي لدفعها نحو خيار السلام العادل والمستدام القائم على الأسس، والمرجعيات المتفق عليها محلياً وإقليمياً ودولياً (في إشارة إلى المبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار والقرارات الأممية وخاصة 2216)".
وأضاف: "سنجتمع في نهاية المطاف بعون الله على أرض صنعاء، نصرة لأهلنا المقهورين هناك تحت نير الميلشيات، ووفاء بوعد السلام، وإنهاء الانقلاب، وإعادة الاعتبار للهوية الوطنية، وترسيخ انتماء بلدنا وشعبنا إلى حاضنته العربية".
واتهم العليمي، جماعة أنصار الله، بإفشال هدنة الأمم المتحدة التي انقضت في اليمن مطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بالقول: "منذ وقت مبكر أدركنا، أن إحداث التحولات في مسار المواجهة ضد المشروع الإيراني وعملائه، يتطلب عكس الصورة المضللة عن القضية اليمنية العادلة، والطبيعة الإرهابية للميلشيات الحوثية، فكان حراك رئاسي، وحكومي إقليمي، ودولي، وتعاط جاد مع الجهود الحميدة لتثبيت الهدنة الإنسانية التي ضاقت منها الميلشيات سريعا".
وانتقد رئيس مجلس القيادة اليمني، موقف المجتمع الدولي من الأزمة اليمنية، قائلا إن "الموقف الدولي لم يرق بعد إلى مستوى الفعل، إلا أنه بات أكثر وضوحا، ويقينا بأن السلام لا يمكن ان يأتي من كهوف الخرافة والحق الإلهي في حكم البشر، والقمع المنفلت لحقوق الانسان (في إشارة إلى جماعة أنصار الله)".
وشكك العليمي في جدية جماعة أنصار الله في تحقيق السلام في اليمن، بقوله: "زدنا قناعة بأن الميلشيات الحوثية لا يمكن أن تكون مشروعا جادا لسلام مستدام، لذلك حصلت على التصنيف الذي تستحقه من مجلس الدفاع الوطني، ومجلس جامعة الدول العربية، كمنظمة إرهابية".
واتهم العليمي، الجماعة بمحاولة خنق الحكومة اقتصادياً من خلال استهداف موانئ تصدير النفط أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي، مؤكداً أن العائدات النفطية تمثل 65% من إجمالي الإيرادات الحكومية.
وقال: "مهما حاولت الميلشيات الإرهابية خنق مواردنا، وتجويع شعبنا فلن يثنينا ذلك عن ابتكار الحلول، والتكيف مع المتغيرات لإبقاء مصالح الناس، وأحلامهم متقدة إلى الأبد".
وأضاف أن "الهجمات الإرهابية الحوثية على المنشآت النفطية، كانت اختبارا حقيقيا على هذا الصعيد، مع توقف صادرات القطاع النفطي التي تمثل 65 بالمئة من إجمالي الإيرادات العامة، ما وضع المجلس والحكومة أمام خيارات صعبة".
وتابع: "كان علينا، إما الاستجابة الطارئة لاحتواء التداعيات المدمرة، أو الرضوخ، والاستسلام للكارثة التي تريد بها الميلشيات إغراق البلاد في أزمة جوع شاملة، بما في ذلك توقف رواتب الموظفين، والخدمات الأساسية، والتدخلات الإنسانية المنقذة للحياة".
"أنصار الله" تتهم التحالف العربي بتنفيذ 11 هجوما جويا على الحديدة
وجدد رئيس مجلس القيادة اليمني، الالتزام على السير على قاعدة الشراكة والتوافق مع المكونات السياسية اليمنية المنضوية في المجلس لتحقيق الأهداف المشتركة للمرحلة الانتقالية في اليمن.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة أنصار الله إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ومطلع تشرين الأول/أكتوبر الماضي، قالت جماعة أنصار الله، إن مفاوضات تمديد الهدنة وصلت إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وتسيطر جماعة أنصار الله، منذ أيلول/سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات بوسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية. حسب الأمم المتحدة.
مناقشة