وأفادت وكالة "إرنا"، صباح اليوم الجمعة، بأن تصريحات عبد اللهيان جاءت خلال مؤتمره الصحفي المشترك في العاصمة السورية، دمشق، مع نظيره السوري فيصل المقداد.
وجدد وزير الخارجية الإيراني دعوة بلاده جميع الأطراف إلى احترام سيادة وسلامة أراضي سوريا وأمنها واستقرارها، معربا عن تعاطف وتضامن الحكومة والشعب الإيرانيين مع الحكومة والشعب السوريين بحادث الزلزال الأخير الذي وقع في السادس من الشهر الماضي.
وقال عبد اللهيان:
نحن في دمشق اليوم للتعبير عن تضامننا وتعاطفنا مع كل أحبائنا المتضررين من الزلزال الذي ضرب البلد الصديق والشقيق سوريا.
وأفاد بأن "تقاعس المجتمع الدولي عن العمل وعدم اهتمامه بالمشاكل التي سببتها العقوبات وسنوات الحرب الإرهابية في سوريا وعدم الاهتمام المناسب بأوضاع ضحايا الزلزال أثبت مرة أخرى المعايير المزدوجة للأدعياء"، مضيفا أن إيران وسوريا صديقان في الأوقات الصعبة، وأن بلاده ستبقى صديق الأيام الصعبة لسوريا.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، قد وصل إلى سوريا أمس الخميس، قادماً من تركيا محملاً بوجهة النظر التركية لعملية تطبيع العلاقات مع دمشق.
واستقبل الرئيس السوري بشار الأسد الوزير الإيراني، وجرى اللقاء ملفات عدة وأهمها تداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة، والجهود التي تبذلها طهران لتقليص الهوة بين سوريا وتركيا مع دخول إيران إلى جانب روسيا على خط الوساطة بين البلدين.
الرئيس الأسد رحب خلال اللقاء بانضمام إيران إلى الاجتماعات والجهود التي تبذل في إطار بناء الحوار بين البلدين، مؤكدا أنه يجب أن "يكون هنالك تحضير جيد لها يستند إلى أجندة وعناوين ومُخرجات محددة وواضحة، وأن تحقق مصلحة الشعب السوري".
الوزير الإيراني وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية والمغتربين السوري فيصل المقداد في دمشق أكد على وحدة الموقف السوري والإيراني في مواجهة الكيان الصهيوني وممارساته الإجرامية في الأراضي العربية المحتلة، كما شدد على أن بلاده تنظر بعين التفائل إلى التقارب السوري التركي وما يعكسه من استقرار في المنطقة.
وأضاف: "نرحب بالانفتاح الاخير للعلاقات السورية مع بعض الدول، ونشعر بالارتياح جداً بأن الدول الإقليمية أصبحت تتمتع بالواقعية، واتخذوا مواقف واقعية بالنسبة للدور الهام لسوريا وموقعها الحقيقي"، مشيرا إلى: "تكوّن القناعة لدى الحكومة الإيرانية بأن المحادثات الثنائية ومتعددة الأطراف هو الحل الرئيسي لحلحلة الأزمات والمضي قدماً في طريق التطور المستدام لهذه المنطقة".
بدوره، المقداد شدد الاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيق مع استمرار وجود الاحتلال الأجنبي على الأراضي السورية، مشيداً بالجهود الإيرانية تعبر عن دور حقيقي في تحقيق الاستقرار بالمنطقة، وأوضح المقداد أن سوريا حاربت ثلاثة حروب خلال الأعوام الماضية واثنتان منها صنع الإنسان، مؤكدا الحصار المفروض على سوريا يوازي بتأثيره كارثة الزلزال.
ودعا الوزير السوري الدول الغربية إلى التعامل مع المعاناة الإنسانية في بلاده بشكل موضوعي بعيداً عن التسيس، مؤكدا أن المساعدات الإنسانية لمتضرري الزلزال وصلت إلى جميع المناطق السورية حتى التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة شمالي غرب البلاد.
وكانت حطّت طائرة الوزير الإيراني ظهر الخميس 9 آذار في مطار اللاذقية الدولي قادمةً من تركيا في زيارة رسمية هي الثانية له هذا العام لبحث آخر التطورات الإقليمية والدولية مع المسؤولين السوريين، حيث استهل زيارته بجولة على المناطق المتضررة في محافظة اللاذقية جراء الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة في الـ 6 من الشهر الماضي.