وقال الدكتور مختار غباشي، الأكاديمي المصري، والأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية، في حديثه لـ"سبوتنيك"، إن الصين تعد من أكبر المستثمرين في الساحة الأفريقية بحدود 254 مليار دولار.
وأضاف أن ذلك يعادل أكثر من ضعف الاستثمارات الأمريكية في هذه المنطقة، حيث طورت الصين علاقاتها الخاصة مع العالم العربي، من خلال زيارة الرئيس للمملكة العربية السعودية في اجتماعه الثلاثي مع دول التعاون الخليجي ومصر، وإبرامه لمزيد من مذكرات التفاهم وخطابات النوايا مع دول المنطقة.
وأوضح أن الصين تعتمد على 51% من احتياجاتها النفطية من 5 دول عربية، على رأسها السعودية، ووجودها بهذا الحجم في الدول العربية التي تقع تحت الوصاية الأمريكية الغربية، يعكس الرغبة والرضى العربي عن قيادة الزعيم الحالي، والواضحة من خلال اجتماع الرئيس الصيني مع قادة الدول العربية، ناهيك عن خط الحرير الذي تستفيد منه 140 دولة على مستوى العالم.
وأشار إلى أن هناك تناميا للعلاقات الصينية العربية بقوة وفي عهد الرئيس الحالي، حيث أصبحت اللغة الصينية أساسية في 5 دول عربية، و20 جامعة عربية اعتمدت اللغة الصينية كلغة أصيلة بجانب اللغات الأخرى، وهناك علاقات استراتيجة تربط الصين بـ 12 دولة عربية.
ويرى أن الوجود الصيني في العالم العربي وداخل الساحة الأفريقية وتجمعها مع روسيا فيما يسمى بتجمع شنغهاي، الذي يضم الهند وباكستان وإيران وتركيا يوحي بأن بكين قادمة للعالم كقوة عظمى، ونجاح الصين في ظل هذه الزعامة أوحت وبالإجماع أن ينتخب الرئيس الصيني للمرة الثالثة، ليقود الصين خلال المرحلة القادمة، وهي أصعب مراحل الاستقطاب الدولي والإقليمي على مستوى العالم.
وفي السياق ذاته، قال خبير الشؤون الآسيوية، حسين إسماعيل لـ"سبوتنيك"، إن انتخاب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، شي جين بينج لولاية ثالثة كان متوقعا، بعد أن أقر الحزب في مؤتمره السنوي العشرين خلال أكتوبر الماضي باختياره كأمين عام للحزب الشيوعي الصيني.
واعتبر إسماعيل الرئيس الصيني مختلفت عمن سبقوه من الزعماء في البلاد، من خلال طرحه العديد من النظريات والتصورات لبناء الصين في "العصر الجديد"، وحتى على الساحة الدولية طرح العديد من القيم والمفاهيم تأخذ صيغة "ذات نمط صيني".
ويرى حسين إسماعيل بأن شي جين بينج له إنجازات تحققت على مستوى الاقتصاد والدفاع وكذلك على المستوى النظري وفي بناء الحزب، من خلال حملات لمكافحة الفساد داخل الحزب وتعزيز وجوده في كافة المؤسسات والأقاليم، مما أعطاه زخما أدى في النهاية إلى إعادة انتخابه لفترة ثالثة.
وعن الملف الاقتصادي، أكد أن بكين حددت معدل النمو الاقتصادي المستهدف لعام 2023 بنسبة 5 في المئة، في ظل شبح الركود الذي يعم العالم والأسواق الخارجية في حالة تراجع، مؤكدا أن الصين ستعمل على توسيع السوق الداخلية لتعويض ما قد ينجم عن ضعف التصدير.
وأكد أن الانفتاح الاقتصادي سياسة ثابتة للصين بمعنى أن الاقتصاد العالمي معتمدا على الصين وأيضا العكس، مما يعني أنها ستواصل المضي في إجراءات الانفتاح.
ووفقا له، فإن منطقة الشرق الأوسط تمثل أهمية متزايدة للصين في السنوات الأخيرة ولاحظنا زيارة الرئيس الصيني للمنطقة العام الماضي وعقدت أول قمة عربية مع الصين في الرياض.
واعتبر أن منطقة الشرق الأوسط على المستوى الاقتصادي بالغة الأهمية للصين من حيث إمدادت الطاقة أو كسوق كبيرة مستوعبة للكثير من المنتجات الصينية، مبينا أنها أيضا تقع في منطقة ممرات مهمة في حركة التجارة الصينية.
ولفت إلى أن الصين تنظر لمنطقة الشرق الأوسط بشكل أوسع، باعتبار أنها تضم الدول العربية، إيران، تركيا، إسرائيل، وما يميز سياستها هناك، هي أنها تحافظ على علاقات متوازنة مع كافة القوى الإقليمية في المنطقة وبالتالي فإن الوجود الصيني يزداد بحالة من القبول.
وأعاد نواب المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، اليوم الجمعة، انتخاب شي جين بينغ، لمنصب رئيس جمهورية الصين الشعبية، لولاية ثالثة مدتها خمس سنوات، وفقا لنتائج التصويت. وجرى انتخاب رئيس الدولة صباح اليوم الجمعة في الجلسة الكاملة الثالثة للدورة الأولى للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني بالاقتراع السرى.
كما أعاد نواب المجلس الوطني، انتخاب شي جين بينغ، لمنصب رئيس المجلس العسكري المركزي في البلاد، وفقا لنتائج التصويت وبذلك يصبح شي جين بينغ أول رئيس صيني ينتخب ثلاث ولايات متتالية.
وانتخب شي جين بينغ رئيسًا لجمهورية الصين الشعبية في الدورة الأولى للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب الصيني في 14 آذار/مارس 2013، ثم أعيد انتخابه لولاية ثانية مدتها 5 سنوات في الدورة الأولى للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني في 17 مارس 2018.