وأضافت حلمي في تصريحات لـ "سبوتنيك"، أن هناك موافقة بعد إعادة انتخاب الرئيس الصيني على خطته الشاملة لإعادة إصلاح المؤسسات التابعة لمجلس الدولة، بما في ذلك تشكيل هيئات تنظيمة مالية ومجلس بيانات وطني وتجديد عدد من الوزارات السيادية الهامة، وتأتي الاجتماعات كفرصة لفهم سياسات الصين وتمثل بحسب وجهة نظر الصين الديمقراطية التشاورية الاشتراكية في مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية والغرب.
وأكدت أن هناك بعض القضايا المهمة التي ناقشتها الاجتماعات بالتزامن مع إعادة الانتخاب، مثل البحث عن آليات وسبل تطوير الجيش الصيني في ظل التهديدات الإقليمية المحيطة بالصين، ومحاولة انتشال الاقتصاد الصيني والعالمي من الضغوط وانخفاض النمو الاقتصادي العالمي، مؤكدة أن إعادة انتخاب الرئيس هو تأكيد على تمسك أعضاء المجلس التشريعي بالقيادة المركزية والموحدة للحزب الشيوعي الصيني، والسعي لاستكمال التصميم الاستراتيجي للقيادة السياسية في بكين ووضع خطط لمعالجة وإنعاش الاقتصاد الصيني والعالمي.
وبحسب حلمي، انتخاب شي جين بينغ رسالة مهمة ضد المحاولات الأمريكية لعرقلة نجاح الحزب الشيوعي الصيني على الديمقراطيات المتعثرة في الغرب، لا سيما وأن الرئيس الصيني تعمد التأكيد في كل خطاباته على المزايا البارزة لقيادة الحزب الشيوعي في البلاد ونظام الاشتراكية، والديمقراطية بعيدا عن مفهوم الديمقراطية الأمريكية والغربية القائم على فكرة الانتخابات والتصويت.
وأوضحت أن الاجتماع عرض إنجازات الصين في عهد الرئيس الحالي من مكافحة الفقر والبطالة والفساد وكافة النجاحات التي حققها الرئيس الصيني، واهتمامه بتنمية الصناعات المحلية، والاكتفاء الذاتي والتعليم والرعاية الصحية وحماية البيئة، ووضع قوانين صارمة لمكافحة الفساد وإصلاح البنى التحيتية والريف والقرى الفقيرة، وسط تأكيد بكين على تزايد الإعجاب الدولي بتجربتها.
ولفتت خبيرة الشؤون السياسية الصينية إلى توجه الرئيس الصيني نحو بناء الحوكمة وسياسة الحكم الرشيد ونشرها عالميا، وتحقيق التنمية عالية الجودة، وربطها بمبادرة الحزام والطريق الصينية لتحقيق الرخاء المشترك للبشرية، كجزء من تطوير حضارات العالم، مشيرة إلى أن الاجتماع ركز على القرارات السياسية التي اتخذها الرئيس على المستوى الوطني والتي سوف تؤثر دوليا، مثل استمرار الصين في نهجها المتعلق بمواصلة الإصلاح وتأكيد جهود الدولة في استقرار السوق ومكافحة التلوث وتعزيز مبادرة الحزام والطريق، واعتبار التجربة الصينية ملهمة للبشرية وتحت شعار المصير المشترك ومبدأ رابح رابح.
وأشارت إلى أن إعادة الانتخاب تشير إلى نجاح الصين في التعافي بعد المزيد من الأزمات الاقتصادية وجائحة كورونا، وهو يشير إلى استعداد السلطات الصينية لإدارة دفة العالم في الفترة المقبلة من خلال طرح عدد من المبادرات التنموية للرئيس الصيني، لا سيما الدول النامية والأفريقية والعربية لمحاولة قيادة الصين للنظام العالمي والتعددية القطبية في مواجهة الهيمنة والقطبية الفردية.
وجرى انتخاب رئيس الدولة، صباح اليوم الجمعة، في الجلسة الكاملة الثالثة للدورة الأولى للمجلس الوطني الـ14 لنواب الشعب الصيني بالاقتراع السرى. كما أعاد نواب المجلس الوطني، انتخاب شي جين بينغ، لمنصب رئيس المجلس العسكري المركزي في البلاد، وفقا لنتائج التصويت.
وبذلك يصبح شي جين بينغ أول رئيس صيني ينتخب ثلاث ولايات متتالية.
وانتخب شي جين بينغ رئيسًا لجمهورية الصين الشعبية في الدورة الأولى للمجلس الوطني الثاني عشر لنواب الشعب الصيني في 14 آذار/مارس 2013، ثم أعيد انتخابه لولاية ثانية مدتها خمس سنوات في الدورة الأولى للمجلس الوطني الثالث عشر لنواب الشعب الصيني في 17 مارس 2018.