وفق ما نُشر في وسائل الإعلام العبرية حتى الساعة 15:00 توقيت غرينتش، فإن الحديث مرتبط بتفجير عبوة ناسفة "نوعية" قرب مفترق مجدو شمالي البلاد أدى إلى إصابة مواطن من فلسطيني 48 بجروح وصفت بالخطيرة.
فقرب مفرق مجدو في مرج ابن عامر في الشمال، ما بين مدينتي أم الفحم والناصرة، انفجرت عبوة ناسفة أمس الأول (الاثنين) على مقربة من سجن يؤوي ما بين 800 و900 أسير فلسطيني.
حظرت الرقابة الإسرائيلية النشر حول تفاصيل التفجير، وسمحت بنشر معلومات تقول إن الانفجار أصاب مركبة عربية يقودها شاب من بلدة سالم المجاورة، يدعى عمر شرف الدين (21 عاما).
تصاعدت الانتقادات في الإعلام العبري لتعتيم الحكومة والأجهزة الأمنية على الواقعة، وسط مطالب بالكشف عن حقيقة ما حدث.
وفي هذا الصدد تقول الصحفية ليئات رون، في مقال لها بموقع "والا" العبري، اليوم الأربعاء:
"في اليومين الأخيرين، تعامل دولة إسرائيل سكان الشمال كطفل صغير وغبي، لا يحتاج إلى معرفة الحقيقة، حتى لا يسبب مشاكل لا داعي لها".
وتضيف: "منذ انفجار القنبلة بالقرب من سجن مجيدو وإصابة شرف الدين من قرية سالم بجروح خطيرة، يعلم الجميع أن شيئا ما يحدث، لكن لا يُسمح لأحد بالتحدث عنه، إثر التعتيم الكاسح والاستثنائي الذي أصدرته الرقابة العسكرية".
وتتابع رون: "الطريق السريع 65 تم إغلاقه لمدة يوم تقريبا، لكن من المستحيل إضافة تفاصيل، فالناس يرون قوات كبيرة من الجيش والشرطة تتجول في كل مكان، ولا يفهمون السبب".
وتقول الصحفية الإسرائيلية إن مجموعات (غروبات) والواتساب باتت تعج بالشائعات حول حقيقة ما يحدث، دون أن تكون هناك أي معلومات يمكن الاعتماد عليها.
وتردف بالقول: "رؤساء السلطات المحلية في الشمال ينفجرون من الغضب والاحباط. في بداية الحدث، عندما حاولوا تهدئة السكان وإعطائهم التعليمات، قفز عليهم قادة كبار في الجيش وحذروهم من أنهم يلحقون الضرر بأمن إسرائيل وأنه لا ينبغي لهم التجرؤ على التفوه بكلمة واحدة".
وتشير إلى أن رؤساء السلطات المحلية الذين لا يتم إطلاعهم على كل المعلومات، لكنهم يعلمون معظمها ولا يستطيعون الرد على السكان الخائفين الذين يلجؤون إليهم لتفسير ما يحدث.
وقالت رون: "نحن نتحدث عن أولياء أمور يخشون إرسال أبنائهم إلى رياض الأطفال والمدارس وشركات متضررة بسبب الخوف وعدم اليقين والشائعات".
من جانبها، ذكرت صحيفة "يسرئيل هيوم" في مقالها الافتتاحي أن الحادث الأمني الذي يتوقع أن يتم الكشف عنه في الساعات المقبلة، شغل الدولة بأكملها في الـ 24 ساعة الأخيرة مع انتشار الكثير من الشائعات على شبكة الإنترنت".
وأشارت إلى أن وزير الدفاع يوآف غالانت أجرى خلال الساعات الأخيرة عددا من تقييمات الأوضاع في أعقاب الأحداث الأمنية، بمشاركة رئيس أركان الجيش اللواء هارتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، ورئيس الاستخبارات العسكرية أهارون حاليفا ومسؤولون كبار آخرون في الأجهزة الأمنية.
وقدمت مختلف الأجهزة الأمنية للوزير غالانت النتائج الأولية للتحقيق في الأحداث. ووجه وزير الدفاع بمواصلة الجهود لضمان استمرار الحياة اليومية للمواطنين الإسرائيليين.
بعد ظهر اليوم الأربعاء، أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي اختصر أيضا رحلته إلى ألمانيا (سيعود مساء غدا الخميس بدلا من الجمعة) مشاورات أمنية مع غالانت.
في السياق، كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن القيادة أوصت باستمرار فرض التعتيم الشديد على الحادث الأمني في مجدو، في المقابل أوصى ضباط كبار في الجيش بوقف التعتيم على القضية، ومنع انتشار الشائعات.
وكان موقع "والا" العبري، ذكر مساء أمس الثلاثاء أن المخاوف تتصاعد في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من تفجير العبوة الناسفة قرب مجدو، وقال إنه "يذكرنا بانفجارات العبوات الناسفة ضد قوات الأمن الإسرائيلية في لبنان".
وأشار إلى أن هذا التفجير ومن قبله محاولات أخرى لتنفيذ عمليات تفجيرية أظهر ارتفاع مستوى التطور العلمي والتكنولوجي للمنفذين.
من جانبها، أشارت صحيفة "هآرتس" العبرية إلى أن القنبلة المستخدمة في "تفجير مجدو" تشبه القنابل التي استخدمها "حزب الله" اللبناني لاستهداف آليات إسرائيلية في لبنان قبل الانسحاب الإسرائيلي والتي كانت تزرع على جانب الطريق.