وأردف موضحا في اتصال هاتفي مع "سبوتنيك"، أن "هناك توافقات بشأن تلك المفاوضات، تم تسريب بعض منها، وسيتم الإعلان عنها بشكل رسمي حال التوصل إلى اتفاق كامل كما حدث مؤخرا بين السعودية وإيران".
وأضاف: "المؤكد أن الصراع سيستمر حول مسائل كثيرة خلّفتها الحرب، كما أن عملية السلام ستأخذ وقتا طويلا وتمر بحالات متعددة من المد والجزر، وليس الأمر في المتناول بأن تحسم الأمور فور الاتفاق عليها، فقد أنتجت الحرب وضعا معقدا للغاية وخريطة الصراعات كذلك معقدة وذات مستويات متعددة ومتداخلة".
وأشار ناجي إلى أن "الجنوب العربي، بالتأكيد منطقة مهمة للغاية على المستوى المحلي والدولي، وبالتالي نتوقع أن يكون هناك صراع خارجي وكذلك محاولات داخلية لإعادة السيطرة على الجنوب من قبل قوى ذات توجهات مختلفة في اليمن، لكن شعب الجنوب شعب مقاوم ولديه قدرات للدفاع عن نفسه ويتسلح بقضيته العادلة وإرادته الوطنية".
وتابع:
"وسوف نعمل بكل قوة لتكون تلك التوافقات التي تجري بين صنعاء والرياض خاصة بالجمهورية العربية اليمنية، وإن شملت الجنوب العربي، ففي إطار عدم تجاوز حقه في بناء دولته المستقلة وعلى كامل أرضه، لأن تجاوز حق شعب الجنوب العربي في تقرير مصيره وإقامة دولته لن يحقق الأمن والاستقرار المنشود للمنطقة".
وقال ناجي: "الجميع بمن فيهم المبعوث الأممي لليمن هانس غروندبرغ، يعلمون أن لا أمن أو استقرار في ظل عدم حل القضية الوطنية الجنوبية بتمكين شعب الجنوب، ولم يسبق في التاريخ أن كان الجنوب جزء من دولة اليمن الشقيق، بل لم تنشأ في التاريخ دولة بإسم اليمن إلا في عام 1918، ولم يكن الجنوب العربي جزء منها، ولا شك بأن طموحات جيراننا في اليمن وبقية القوى الأخرى، أهدافهم متوافقة على أن يحكموا اليمن ويبقوا الجنوب العربي تحت سيطرتهم، نظرا لموقعه الاستراتيجي وكذلك موارده الطبيعية المتعددة وسكانه الأقل عددا، ويستخدموا ذلك للضغط والابتزاز على دول الخليج بهدف زعزعة استقرارها".
وتابع:
"ومن خلال تجربتنا معهم، فإنهم لا يلتزموا بأي اتفاق، وفي كل الأحوال، فإن "أنصار الله" اليمنية سيظلوا يتحركون وفقا لسياسة إيران في المنطقة التي لا تخفي نواياها في الهيمنة على دول الجزيرة بأسرها ناهيك عن استخدام أدواتها لتصفية الحسابات مع المجتمع الدولي".
وأوضح القائم بأعمال الأمين العام لـحزب رابطة الجنوب العربي (الرابطة) في اليمن، فضل محمد ناجي، أنه "بكل تأكيد سيجري احتواء الهيئات السياسية القائمة في النظام الهجين الذي سينتج عن التسوية المرتقبة، وخاصة قوى الشرعية التابعة للعربية اليمنية، ومن هنا فإن بقاء ما يسمى بالشرعية مرهون باستمرار الحرب والصراع، ومن جانبنا ندعم جهود السلام وايقاف الحرب والتوجه نحو تحقيق تطلعات شعب الجنوب العربي في إقامة دولته، التي ستكون رافد قوي للأمن الإقليمي وحسن الجوار وتبادل المصالح ومكافحة الإرهاب".
ويشهد اليمن تهدئة هشة، منذ إعلان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبرالماضي،عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" اليمنية إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ومطلع تشرين الأول/ أكتوبرالماضي، قالت جماعة "أنصار الله" اليمنية، إن مفاوضات تمديد الهدنة وصلت إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطرعليها القوات الحكومية.
وتسيطرالجماعة، منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات بوسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/مارس 2015، عمليات عسكرية دعما للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ126 مليار دولار، في حين بات 80% من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.