باحث لـ"سبوتنيك": زيارة بلينكن للنيجر تؤكد سعي أمريكا لنفوذ أكبر في الساحل الإفريقي

أثارت زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين إلى النيجر، ردود أفعال متباينة بين مرحب بها ومشكك في نواياها في ظرف تعاني فيها منطقة الساحل الإفريقي من انعدام الأمن وتبحث فيه دولها عن شركاء دوليين لمساعدتها في محاربة الجماعات المسلحة المنتشرة في المنطقة.
Sputnik
الرباط- سبوتنيك. وفي هذا الصدد قال الباحث السياسي النيجري محمد سيدبا، في تصريحات لـ"سبوتنيك"، إن هذه هي الزيارة الأولى لوزير خارجية أميركي إلى النيجر حيث شكلت فرصة لمناقشة سبل تعزيز الشراكة بين البلدين، والرفع من مساهمة أمريكا في دعم جهود النيجر في مجالات التنمية والأمن والديمقراطية.
وأوضح الباحث أن "مباحثات بلينكن مع الرئيس النيجري محمد بازوم استغرقت ثلاث ساعات، إضافة إلى اجتماعات أخرى عقدها مع عدد من المسؤولين على رأسهم وزير الخارجية حسومي مسعودو، حيث حاولت نيامي الحصول على وعود بمساعدات أكبر مما تُقدم لها واشنطن في مجال محاربة الفقر".
بلينكن وابن فرحان يلتقيان على هامش اجتماع مجموعة العشرين
وأضاف أن بلينكن الذي زار النيجر في إطار جولة إفريقية جاء ليؤكد أن واشنطن لديها الكثير لتقدمه لإفريقيا وخاصة لمنطقة الساحل التي فقدت فرنسا مكانتها السابقة فيها، وأشار الباحث إلى أن أمريكا لم تخفي يوما رغبتها في المشاركة في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل، لكن جهودها لا زالت متواضعة في هذا المجال، رغم إنها تمتلك قاعدة عسكرية في النيجر.
وأكد الباحث أن النيجر تكتسي أهمية خاصة في منطقة الساحل الإفريقي لأنها حافظت على النهج الديمقراطي، فرغم الصعوبات والتحديات الكثيرة لم تستسلم نيامي للانقلابات العسكرية وللتغيرات غير الدستورية، كما حدث في الدول المجاورة، كما أنها لا زالت تقاوم النفوذ المتزايد للدول العظمى في منطقة الساحل... لذلك فالنيجر مناسبة لواشنطن من أجل منح دعم متعدد الأبعاد لبلد ينعم بالاستقرار في محيط غير مستقر.
وفيما يخص استفادة منطقة الساحل الإفريقي من الدعم الأمريكي اعتبر الباحث أن إعلان بلينكن عن تقديم مساعدات إنسانية جديدة بقيمة 150 مليون دولار لمنطقة الساحل الإفريقي يؤكد استعداد الإدارة الأمريكية الحالية للعودة بقوة إلى مساعدة منطقة الساحل.
العملية العسكرية الروسية الخاصة
بلينكن: لا نريد تصعيد الصراع في أوكرانيا ونأخذ ذلك في الاعتبار عند تقديم مساعدات إلى كييف
وتُعول النيجر وهي دولة غير ساحلية وواحدة من أفقر دول العالم على ما يمكن أن تقدمه لها الدول المتقدمة في مجالات الأمن الغذائي والمناخ والطاقة، حيث تواجه النيجر تحديات بيئية كبيرة فهي واحدة من أكثر البلدان تضررا من تغير المناخ، حيث تفقد 100 ألف هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة في الصحراء كل عام، وفقا للأمم المتحدة.
وتدعم أمريكا النيجر في مجال مكافحة الإرهاب، من خلال التدريب والدعم اللوجستي للقوات المسلحة النيجرية، وتوجد قرب العاصمة نيامي قاعدة عسكرية أمريكية وأخرى في منطقة أغاديز شمال البلاد على الحدود مع الجزائر وليبيا، تُستخدم لتسيير طائرات بدون طيار لمهاجمة المتطرفين ومراقبة تحركاتهم.
وأعلن بلينكن خلال زيارته للنيجر عن تقديم مساعدات إنسانية جديدة لدول الساحل، بمبلغ 150 مليون دولار، ليصل إجمالي هذه المساعدات إلى 233 مليون دولار لعام 2023.
مناقشة