جاء ذلك على لسان الكاتب الأمريكي مايكل هيرش، في تحليل نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، بمناسبة مرور 20 عاما على غزو العراق في الـ 19 من مارس/ أذار عام 2003.
استشهد الكاتب بالمثل الذي كتبه المؤرخ الإغريقي الشهير ثوقيديدس، قبل نحو 2500 عاما، عندما وصف الحرب بـ "المعلم الصارم".
وقال هيرش: "في الغالب تسعى الأمم للتعلم من الأخطاء التي ارتكبتها في حروب سابقة، لكن ذلك لا ينطبق على الولايات المتحدة الأمريكية".
فقبل 20 عاما، قامت الولايات المتحدة بغزو العراق، وهي الحرب التي نتج عنها آثار بعيدة المدى وشكلت أكبر الأخطاء الاستراتيجية في التاريخ الأمريكي.
وتابع الكتاب: "حتى الآن، لا يزال النقاش عن أسباب حرب العراق محدودا".
وأضاف: "لماذا لم يتحول غزو العراق إلى درس في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية؟".
ويقول الكاتب الأمريكي إن الغطرسة والإفراط في الحديث عن غزو العراق، يشبه حالة اللامبالاة بإشعال الحروب، التي تحدث عنها المؤرخ الإغريقي ثوقيديدس، قبل آلاف السنين.
وتابع: "ما كان يقوم به دعاة الحرب في الماضي هو نفس الشيء الذي يشكل واقعنا في الوقت الحالي".
ولفت الكاتب إلى أن الآثار التي ترتبت على حرب العراق قادت إلى الانتقاص من وضع الولايات المتحدة الأمريكية في الشرق الأوسط.
وتابع: "كان أبرز مثال على ذلك هو فتح الطريق أمام الصين لتقوم مؤخرا برعاية التقارب السعودي الإيراني".
ووصف الكاتب ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية في غزو العراق بأنه "انحراف غير عن المسار" أدى إلى استنزاف الموارد الأمريكية وساهم في تشكيل مرحلة الفشل التي استمرت 20 عاما في أفغانستان.
وتابع: "كان غزو العراق سببا من أسباب الفشل في أفغانستان، التي انسحبت منها القوات الأمريكية في 2021 بأسلوب فوضوي وضع نهاية للاستراتيجية الأمريكية التي تهدف لإعادة تشكيل الدول وفقا لرؤيتها".
وبدأ قصف العراق جوا في 19 مارس 2003، بينما بدأت العمليات البرية في 20 مارس واستمرت الحملة لأكثر من شهر، بما في ذلك 26 يوما من العمليات القتالية الكبرى، التي قامت بها قوة مشتركة من القوات الأمريكية والبريطانية والأسترالية والبولندية.
وفي الأول من مايو/ أيار 2003، أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش (الابن) نهاية العمليات القتالية الكبرى في العراق.