مدير المجمع العلوي السوري يندد بحرق الجنود الأوكران للقرآن الكريم

ندد الباحث الديني العلوي ومدير المجمع العلوي السوري الشيخ الدكتور أحمد أديب أحمد بما قام به بعض الجنود الأوكران من تدنيس وحرق القرآن الكريم.
Sputnik
وقال في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك": "هذه الجريمة النكراء تؤكد أنه ليس للإرهاب دين ولا جنسية، بل إن الإرهاب عابر لكل لكل الأديان ولكل الجنسيات. بالأمس كان مرتدياً لباس الإسلام متمثلاً بجبهة النصرة وداعش في سورية، واليوم أصبح مرتدياً لباس المسيحية في أوكرانيا متمثلاً بهؤلاء الإرهابيين الجدد من الجنود الأوكران الذين حرقوا القرآن الكريم".
وأضاف مدير المجمع العلوي السوري: "لا يوجد عاقل يقبل أن يدنس مقدسات الآخرين السماوية لأنه في حقيقه الأمر يدنس مقدساته أيضاً، وذلك لأن المصدر واحد، فمصدر الدين الذي بلغه سيدنا المسيح عليه السلام هو نفس مصدر الدين الذي بلغه سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، لأن الله تعالى يقول للنبي محمد في القرآن: (إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً)، كما أن النبي المسيح يقول في الإنجيل: (الكلام الذي تسمعونه ليس لي، بل للآب الذي أرسلني)، ونحن لا نفرق بينهما امتثالاً لقوله تعالى: (لا نفرق بين أحد من رسله). وبهذا يمكن القول: إن دين النبي المسيح هو دين النبي محمد لا فرق بينهما لقوله تعالى: (إن الدين عند الله الإسلام)، ولم يقصد به الشريعة المحمدية فقط، بل قصد به دين الاسلام الذي دعا إليه آدم وموسى وعيسى ومحمد وجميع الأنبياء عليهم السلام.
مسلمو القرم يدينون بشدة قيام الجيش الأوكراني بحرق صفحات من القرآن
وأكد الشيخ أحمد أديب أحمد، أن "هؤلاء الإرهابيين الجدد أساؤوا لدين النبي المسيح الذي يزعمون انتمائهم إليه زوراً وكذباً قبل أن يسيئوا لدين النبي محمد الذي يعادونه، وأنهم خاسئون ليسوا مسيحيين على دين المسيح، بل هم في حقيقة الأمر أعداء الله وأعداء الأنبياء والرسل جميعاً وأعداء الإنسانية كلها".

"يؤسفنا شكل هذه الجريمة البشعة، إلا أننا نرتقي في فهمنا لحقيقه الدين، ولا ننجر إلى فتنة يريدها من يقف خلف هؤلاء الإرهابيين الجدد، أقصد أمريكا وإسرائيل ومن لف لفيفهما. ونعلم تماماً أنهم وإن أحرقوا القرآن الكريم فإنهم لن يستطيعوا حرق ذكر الحق مهما فعلوا، وإن دنسوه فإنهم لن يستطيعوا تدنيس الحق لقوله تعالى: (لا يمسّه إلا المطهرون). وإن فعلهم هذا لا يختلف عن فعل أولئك الذين حاولوا تدنيس سفينة سيدنا نوح معاندةً ومكابرةً وكفراً فما كانت النتيجة إلا أن غرقوا ونجا نوح ومن معه في السفينة، كما أن فعلهم لا يختلف عن فعل فرعون الذي أراد قتل سيدنا موسى صغيراً فنجاه الله في التابوت في اليم، ولا يختلف عن فعل الرومان الذين أرادوا صلب سيدنا المسيح فرفعه الله، ولا يختلف عن فعل أبرهة الذين أراد تدمير الكعبة فحماها الله بكرامة سيدنا عبد المطلب، ولا يختلف عن فعل النواصب الذين أرادوا قتل سيدنا الحسين فرفعه الله... وكل هذا يدل على أن حقيقة الإنكار خاصة بشياطين الأرض وأشرارها الذين يمثلهم الإرهابيون مهما غيروا لباسهم إسلامياً أو مسيحياً أو يهودياً أو وثنياً أو غير ذلك".

وختم مدير المجمع العلوي السوري قائلاً: "هذه الجريمة النكراء تزيدنا إيماناً ويقيناً بدين الحق، وتزيد تمسكنا أيضاً بنهج الحق الذي نحن عليه، وتؤكد أن هناك أياد خفية تريد إشعال الفتن والحروب الأهلية والدينية في كل بقاع الأرض، ومن واجب علماء الدين أن يقفوا في مواجهتها ليعلّموا الناس كيف يقبلون بعضهم بعضاً، ويتعاملون ويتعايشون مع بعضهم تحت مظلة الحق المطلق لقوله تعالى: (تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم)".
مناقشة