وجاء تقرير الشبكة التلفزيونية الأمريكية "بي بي إس" (بوبليك برودكاستينغ سيرفس)، بمناسبة مرور 20 عاما على إطلاق عملية "الصدمة والرعب" التي كانت بداية لغزو العراق في شهر مارس/ أذار عام 2003.
وقالت الشبكة إن الولايات المتحدة الأمريكية تحتفظ بقوات صغيرة في العراق (تقول إنها لمهام غير قتالية) بعد عقدين من غزوه ليكون لها وجود دائم يؤكد استمرار علاقاتها العسكرية وشراكتها الدبلوماسية مع دول محورية في الشرق الأوسط.
وتابعت: "يقدر عدد القوات الأمريكية الموجودة في العراق بـ 2500 جندي منتشرون في أماكن متفرقة وخاصة في بعض المنشآت العسكرية في بغداد وشمالي البلاد".
ولفتت الشبكة إلى أنه رغم الفارق الكبير بين حجم الوجود الحالي للقوات الأمريكية وبين ما كانت عليه في السابق، إلا أن الحفاظ على وجود دائم في العراق يمثل أهمية كبيرة لواشنطن لإظهار التزامها تجاه المنطقة في مواجهة النفوذ الإيراني.
وتناول التقرير كيف بدأت الولايات المتحدة هجومها الواسع ضد العراق من خلال هجمات جوية حولت أجزاء كبيرة من الدولة إلى حطام عام 2003.
وتابعت: "بدأت الولايات المتحدة غزو العراق بمزاعم كاذبة عن إخفاء الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين لأسلحة دمار شامل".
وقالت الشبكة: "تلك المزاعم ثبت خطأها لاحقا ولم تتمكن واشنطن من إثبات حقيقة وجود أسلحة دمار شامل بعدما تسببت في انهيار العراق".
ولفتت إلى أن الغزو الأمريكي للعراق قاد إلى إسقاط صدام حسين وتفكيك نظام الحكم الذي كان على رأسه وتسريح الجيش.
وتابعت: "رغم ترحيب العديد من العراقيين بإزاحة صدام حسين من السلطة، إلا أن فشل الحكومات التالية في توفير الخدمات الأساسية للمواطنين والحرب الأهلية والأزمات الإنسانية التي تلت ذلك، جعلتهم يشعرون بخيبة الأمل".
وبحسب الشبكة، فإن القوات الأمريكية التي انسحبت من العراق عام 2011، عادت بعد ظهور تنظيم "داعش" الإرهابي (المحظور في روسيا وعدد من الدول)، في 2014 بدعوة من الحكومة العراقية واستمر حتى نهاية التنظيم في 2019.
وبعد ذلك استمر القوات الأمريكية في العراق بأعداد قليلة ضمن مهام تدريبية أو مهام تتعلق بمكافحة الإرهاب، كما تقول الشبكة، التي أوضحت أنه رغم تصريحات المسؤولين الأمريكيين عن دور تلك القوات في مكافحة "داعش"، إلا أن السبب الرئيسي لها هو التصدي للنفوذ الإيراني.
الغزو الأمريكي للعراق: قوات الطرفين
© Sputnik