الخرطوم- سبوتنيك. وقال إسماعيل، في مقابلة مع "سبوتنيك" بمناسبة ذكرى مرور عشرين عاما على الغزو الأمريكي للعراق، "الغزو الأمريكي للأراضي العراقية، جاء لضمان استمرار المصالح الأمريكية والإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب حماية أمن إسرائيل واستقرارها، ولاسيما، أن بعض الدول في المنطقة، أصبحت قوة عسكرية لا يستهان بها مثل سوريا وإيران والعراق، ما يجعل مستقبل آمن إسرائيل في خطر، بحسب الاعتقاد الأمريكي".
وتابع "لم يكن الغزو الأمريكي للعراق قانونيا بأي صورة من الصور، فقد كان خارج أطر القانون الدولي، وموافقة مجلس الأمن الدولي، المنوط به الوضع القانوني لمثل هذه الأفعال"، لافتا إلى أن "مجلس الأمن رفض إعطاء الشرعية للغزو الأمريكي للعراق، لكن أمريكا كانت مصممة، لذلك قامت به من دون موافقة المجلس، وبالتالي الغزو الأمريكي للعراق لم يكن يتمتع بأي صورة من صور الشرعية الدولية والقانونية".
وأوضح إسماعيل، أن "الولايات المتحدة، لها أهداف أخرى من غزو العراق، وكانت مصرة على القيام به سواء بموافقة مجلس الأمن الدولي الذي يمثل الشرعية الدولية الشرعية أو من غير موافقته، وهذه الأهداف تخص الاستراتيجيات والسياسات الخارجية الأميركية المتعلقة استمرار مصالحها بمنطقة الشرق الأوسط وحماية حليفتها بالمنطقة إسرائيل".
وأكد وزير الخارجية السوداني الأسبق، أن الغزو ترك آثارا سلبية على العراق والعراقيين، "تمثلت بنهب ثروات البلاد، والدمار الذي حل بها، وهجرة العقول العراقية، علاوة على أن ملايين العراقيين باتوا لاجئين في دول الجوار".
وأضاف "كما أتاح غزو العراق للحركات والتنظيمات المتطرفة مثل داعش [الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول] وغيره السيطرة على أجزاء واسعة من الأراضي العراقية في فترات من الزمن مما تسبب في تدمير الآثار وتدمير مدن بأكملها مثل (الموصل) وغيرها ثم الفوضى، جراء انتشار الطائفية والخلافات التي أصحبت هي السمة الواضحة بالنسبة للمجتمع العراقي".
وتابع إسماعيل "العراق من الدول التي كانت تتمتع بدخل قومي مرتفع، لكنه بات مديناَ، هذا إلى جانب المظاهرات التي تحدث في الشوارع التي تعد هي نتيجة للأوضاع الاقتصادية السيئة، على الرغم من أن العراق بلد يتمتع بثروات ضخمة لكن آثار الغزو الأمريكي انعكست على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية".
واستطرد قائلا "كما أن وحدة الأراضي العراقية، أصبحت مهددة حينما صوت إقليم كردستان العراق على الانفصال، لولا تدخل بعض دول الجوار، لذلك أقول إن العراق حاليا يعيش أسوأ أحواله بعد 20 عاما من الغزو الأمريكي وعادة تتدخل أمريكا في شؤون الدول لتحقيق أهدافها، ولكنها تترك الدول تغرق في خلافاتها كما حدث أيضا في أفغانستان".
وأشار إسماعيل إلى أن من بين أسباب غزو العراق، أن العراق "كان قد وصل إلى مراحل متطورة عسكريا، بينما السياسات والاستراتيجيات الأميركية بمنطقة الشرق الأوسط تقوم على أن تكون لإسرائيل اليد الطولى، لذلك توجهت أمريكا لغزو العراق، كما تحاول ضرب أي دولة تمثل تهديدا لإسرائيل سواء سوريا أو أيران أو أي دولة في منطقة الشرق الأوسط، ولذلك ضربت الولايات المتحدة البنية التحتية للعراق لتتأكد تماما من استمرار سيطرة حليفتها إسرائيل".
وتابع "كما أن الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، كانت لديه علاقات وثيقة مع الاتحاد السوفييتي، [ثم روسيا]، علاوة على أن الولايات المتحدة، تريد أن تستأثر بثروات العراق سواء كانت نفطية أم زراعية أو معدنية، فقامت بغزوه".
وبدأ الغزو الأمريكي للعراق في 19 - 20 آذار/مارس 2003، واستمرت أكثر من شهر بقليل؛ وشهد 26 يوما من العمليات القتالية الكبرى، التي غزت فيها قوة مشتركة من الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأستراليا وبولندا، العراق.