خبير صيني: زيارة شي جين بينغ لموسكو تؤكد مكانة روسيا الفريدة في الخطط الدبلوماسية الصينية

عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ، محادثات اليوم الثلاثاء، في قصر الكرملين بحضور عدد من المسؤولين من البلدين.
Sputnik
ووصل الرئيس الصيني، يوم الاثنين، إلى العاصمة الروسية موسكو، في أول زيارة خارجية له منذ إعادة انتخابه رئيسا للصين للمرة الثالثة، وهو ما يراها الخبراء خطوة بالغة الأهمية في ظل التعقيدات الحالية على المستوى العالمي.
وقال الرئيس الصيني خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين، اليوم، إنه تم اختيار روسيا كأول دولة يزورها لأن ذلك يتوافق مع المنطق التاريخي.
متابعا: "لقد اخترنا روسيا لتكون المحطة الأولى في زيارة الرئيس الصيني الخارجية. هذا يتماشى مع المنطق التاريخي. لأننا أكبر قوى مجاورة لبعضنا البعض، فنحن أيضًا شركاء استراتيجيون شاملون".
الرئيس الصيني ورئيس الوزراء الروسي يعقدان محادثات ثنائية في موسكو... فيديو
تعليقا على الزيارة وانعكاساتها على المستوى الثنائي والدولي، قال المحلل الصيني المختص بالشؤون الدولية، تشاو تشي جيون، إن زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ، إلى العاصمة الروسية موسكو، في أول زيارة خارجية له منذ إعادة انتخابه رئيسا للصين للمرة الثالثة، تشير بقوة إلى الأهمية الكبيرة التي توليها الصين لتنمية العلاقات الصينية الروسية، وتسلط الضوء على مكانة روسيا الفريدة في الخطط الدبلوماسية الصينية.
وأضاف الخبير في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الصين وروسيا تلتزمان بتطلعاتهما الأصلية كما حافظتا دائمًا على التطور المطرد للعلاقات الثنائية، إلى جانب دعم بعضهما البعض بقوة في حماية مصالحهما الأساسية، لافتا إلى أن تطور العلاقات الصينية-الروسية له عدة قوى دافعة: السياسة والاقتصاد والتجارة والشعب.
وفق المحلل السياسي، فإن المستوى الأقوى يتمثل في التعاون السياسي، خاصة أن تطور العلاقات الصينية-الروسية لا يخضع للتدخل والتهديد والإكراه من أي طرف ثالث، حيث تعد كل من الصين وروسيا دولتين رئيسيتين في العالم، تربطهما شراكة استراتيجية شاملة وتنسيق كبير، بما يتماشى مع المصالح الأساسية لكلا الجانبين وإرادة الشعب في البلدين، الأمر الذي يدفع إلى الاستقرار والازدهار الإقليمي.
شي جين بينغ يدعو بوتين لزيارة الصين هذا العام
يوضح المحلل الصيني أن الدعم المتبادل بين الجانبين لا يقتصر فقط على القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية لكل منهما، لكنه يمتد إلى تطابق المواقف في الشؤون الدولية.
بعض أوجه التعاون يتمثل في التنسيق داخل المنظمات الدولية والهياكل متعددة الأطراف مثل "الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون، ومؤتمر التفاعل وبناء الثقة في آسيا، والبريكس" وغيرها لدعم متعدد الأقطاب.
المستوى الثاني من القوى الدافعة لتطور العلاقات بين البلدين، وفق جيون، يمثل في الجانب الاقتصادي، خاصة أن اقتصادات الصين وروسيا تتكامل إلى حد كبير، حيث عززت التسوية المباشرة للتجارة بين البلدين بالرنمينبي أو بالروبل من مرونة العلاقات الاقتصادية والتجارية.
منذ تفشي الوباء، وصل حجم التجارة الثنائية إلى مستوى قياسي بلغ 190.27 مليار دولار أمريكي في عام 2022، كما تعد الصين أكبر شريك تجاري لروسيا لمدة 13 عامًا متتالية.
الرئيس الصيني: اخترت زيارة روسيا أولا لأننا نشكل أكبر القوى والشركاء الاستراتيجيين
في الشهرين الأولين من هذا العام، اقترب معدل نمو التجارة الصينية الروسية من 26%، فيما لعبت تجارة الطاقة الدور الأبرز، حيث يشدد المحلل الصيني على أهمية الدور الروسي في ضمان أمن الطاقة لدى الصين.
مع توقيع الاتفاقية الحكومية الدولية بشأن توريد الغاز الطبيعي عبر طريق الشرق الأقصى بين الطرفين، في المستقبل، من المتوقع أن يصل خط أنابيب الغاز الطبيعي الروسي السنوي إلى الصين إلى 48 مليار متر مكعب.
يلفت الخبير الصيني إلى أن مبادرة "الحزام والطريق" التي أطلقتها الصين و"الاتحاد الاقتصادي الأوراسي" بقيادة روسيا حققت نتائج مثمرة، في السنوات الأخيرة، حيث تم فتح جسر "بلاغوفيشتشينسك-خيخه" وجسر سكة حديد "تونغ جيانغ" وغيرها من الجسور النهرية الحدودية أمام حركة المرور الواحد تلو الآخر، مما يوفر المزيد من الضمانات للتدفق السلس للأشخاص والبضائع بين الجانبين، كما يتطور التعاون العملي بين الصين وروسيا في مختلف المجالات باستمرار.
انتهاء المحادثات بين الرئيسين الروسي والصيني والتي استغرقت 4 ساعات ونصف الساعة
أما المستوى الثالث وفق تشي، وما يعتبره بأساس متين للرأي العام الاجتماعي، يتمثل في تعزيز العلاقات بين الشعبين، فمنذ عام 2006، أنشأت الصين وروسيا أنشطة عديدة لتعزيز التبادلات بين الشعبين، منها "العام الوطني" و"عام السياحة" و"عام التبادل الإعلامي" و"عام التعاون المحلي والتبادل" و"عام الابتكار العلمي والتكنولوجي" و"عام التبادل الرياضي" إلى جانب العديد من الأنشطة. كما لعبت المشاركة الجماهيرية الواسعة دورا مهما في تعزيز التفاهم المتبادل، إذ استمر التعاون في مجالات العلوم والتكنولوجيا والشباب والسياحة والتعليم في التوسع.
وتابع بقوله: "يمكن توقع أن تكون زيارة الرئيس شي جين بينغ لروسيا من أجل الصداقة والتعاون والسلام منبعاً قوياً يضخ دفعة جديدة وقوية في تنمية العلاقات الثنائية، ويساعد على تطوير العلاقات والتعاون في مختلف المجالات، إذ أصبحت رحلة الصداقة والتعاون والسلام هذه، معلمًا جديدًا لشراكة روسيا الاستراتيجية الشاملة في العصر الجديد، مما يمنح المزيد من الاستقرار والطاقة الإيجابية إلى السلام والتنمية في العالم".
ووصل الزعيم الصيني إلى موسكو في 20 مارس/ آذار في زيارة رسمية، وذلك في أول جولة خارجية له منذ إعادة انتخابه لولاية رئاسية ثالثة.
مناقشة