ووصلت مساعدة وزير الخارجية الأمريكي بربرا ليف، مساء الأحد، إلى مدينة بنغازي؛ للقاء قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر، كما التقت العديد من الأطراف في عموم ليبيا.
وبدأت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية جولة في المنطقة تشمل الأردن ومصر ولبنان وتونس، تستمر حتى 25 مارس/آذار الجاري.
شملت اللقاءات في ليبيا، الأطراف السياسية والعسكرية في الشرق والغرب بما فيها رئيس الحكومة الليبية عبد الحميد الدبيبة ووزيرة خارجيته والمشير خليفة حفتر والمستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان.
أهداف واشنطن
وفق الخبراء، فإن الزيارة تهدف للتأكيد على رغبة واشنطن في إجراء الانتخابات والقبول بنتائجها، وممارسة الضغوط على الأطراف الليبية.
وتسعى واشنطن للحفاظ على الساحة الليبية باعتبارها ضمن نطاقها الحيوي في المنطقة، خاصة في ظل معلومات عن سعيها لإقامة قواعد عسكرية دائمة في ليبيا، وهو ما يتطلب وجود حكومة منتخبة توقع معها الاتفاقيات.
ويشير الخبراء إلى أن واشنطن تدفع نحو إجراء الانتخابات نهاية العام عبر المبادرة التي طرحها المبعوث الأممي عبد الله باتيلي في وقت سابق، والتي تحقق أهداف الولايات المتحدة بوجود حكومة منتخبة وبرلمان ورئاسة أقرب لواشنطن، بديلا عن الحالة الراهنة.
خطة باتيلي
يذكر أن خطة باتيلي تنص على تشكيل لجنة تسييرية للانتخابات في ليبيا تضم ممثلين عن المؤسسات والشخصيات السياسية والقبائل والمجتمع المدني والمرأة والشباب، تتولى اعتماد القانون الانتخابي ووضع التدابير اللازمة لتنفيذ الاستحقاق الوطني الذي يترقبه الليبيون.
يقول أستاذ القانون الدستوري الليبي محمد الزبيدي، إن واشنطن تعتبر ليبيا ضمن مجالها الحيوي في المنطقة، وإن واشنطن لا تريد منافسة أي دول أخرى لها في ليبيا وفي المقدمة روسيا.
يضيف في حديثه لـ"سبوتنيك"، أن الحضور الأمريكي في المشهد الليبي يهدف لقطع أي علاقات بين الأطراف الليبية والجانب الروسي بأي شكل من الأشكال وعلى كافة المستويات.
دعم إجراء الانتخابات
فيما يتعلق بالحالة الراهنة، يوضح الزبيدي أن "واشنطن تريد إجراء الانتخابات خلال هذا العام من أجل وجود حكومة توقع معها اتفاقيات تتعلق بالنفط وإعادة الإعمار ووجود قواعد عسكرية في ليبيا وجوانب أخرى".
ورأى أن "واشنطن تحاول الضغط على القوات المسلحة بالقبول بأي نتائج انتخابية مرتقبة، تقدر نتائجها بأنها ستكون في صالح الميليشيات التي تسيطر على الكتلة السكانية الأكبر وعلى مساحة 20% من النطاق الجغرافي".
يشير الزبيدي إلى أن "الولايات المتحدة تملك اليد العليا في ليبيا في الوقت الراهن، خاصة أن حلفاء الجيش في الشرق، وهم سياسيون، في حين أن حلفاء غرب ليبيا يتواجدون عسكريا على الأرض، وهم يتبعون السياسة الغربية والأمريكية".
ضغوط أمريكية
ويرى الزبيدي أن الضغط الأمريكي قد يدفع نحو إجراء الانتخابات خلال العام الحالي والقبول بنتائجها تحت الضغوط والتهديدات.
من جانبه، يقول المحلل السياسي الليبي السنوسي إسماعيل، إن السياسة الأمريكية في ليبيا غير واضحة منذ العام 2019 حتى الآن، وإن زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، تأتي في وقت لم تعد فيه الكلمة والتأثير بشكل كامل للجانب الأمريكي في ظل توازن القوى في ليبيا.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التدخل العسكري الذي جرى من الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2011، تبعه التعاون ضد تنظيم "داعش" في سرت في العام 2016، لكن موقفها أصبح غامضا في السنوات الأخيرة، بما سهم في حالة الاحتراب بين الأطراف الليبية.
تجاهل التوافق الليبي
يوضح إسماعيل أن موقف الولايات المتحدة الأمريكية من دعم مبادرة باتيلي وتجاهلها التوافق بين المؤسسات التشريعية في البلاد يسير في نفس اتجاه موقفها خلال السنوات الأخيرة، في حين تبدو المواقف الروسية التي أكدت على ضرورة مراعات التوافقات الليبية بين الأطراف المحلية هي الأكثر تأييدا من الشارع الليبي.
ولفت إلى أن الأطراف الليبية تتجه نحو توافقات محلية بما يحقق التقدم للأمام، خاصة أن ما أشار إليه الجانب الأمريكي بإمكانية إجراء الانتخابات في ظل وجود حكومتين غير ممكن، وأن واشنطن مطالبة بتغيير سياستها في ليبيا، خاصة أنها لم تعد تملك أوراق الضغط على كافة الأطراف الليبية.
وفي وقت سابق، أعلن باتيلي خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، عن مبادرة جديدة لتشكيل لجنة رفيعة المستوى تضم القادة السياسيين وزعماء القبائل للقيام بوضع الأسس الدستورية والقانونية لإجراء الانتخابات الليبية هذا العام.
وقال إن الأطراف الليبية تتطلع إلى إمكانية وضع خارطة طريق بحلول منتصف يونيو/ حزيران المقبل للوصول إلى إجراء الانتخابات، مؤكدا أن ما وصفها بـ"الأجسام السياسية التي انتهت صلاحيها" هي السبب في حالة عدم الاستقرار التي تعانيها ليبيا.
يذكر أن خطة باتيلي تنص على تشكيل لجنة تسييرية للانتخابات في ليبيا تضم ممثلين عن المؤسسات والشخصيات السياسية والقبائل والمجتمع المدني والمرأة والشباب، تتولى اعتماد القانون الانتخابي ووضع التدابير اللازمة لتنفيذ الاستحقاق الوطني الذي يترقبه الليبيون.