وخلال احتفالات عيد "نوروز" التي تقام سنوياً في دمشق وسط أجواء كرنفالية ترمز لفصل الربيع، أشار ناشطون أكراد سوريون أنهم يعتزون بقوميتهم الكردية وفي ذات الوقت متمسكون بوطنيتهم السورية.
يوم الانتصار على "الضحاك"
في هذا السياق، قال أديب شاكر عكيل وهو إعلامي من منطقة القامشلي بمحافظة الحسكة (شمال شرق سوريا) في تصريح لـ "سبوتنيك" على هامش احتفال بعيد النوروز أقيم في دمشق: "يوم نوروز يعني باللغة الكردية "يوم جديد" وهو يوم الانتصار على ظلم الملك الضحاك الذي كان يقتل الناس، وهو منعطف تاريخي حياة الأمم والشعوب عموماً وفي تاريخ الأمة الكردية".
أكراد دمشق يحتفلون بـ النوروز: نحن جزء لا يتجزأ من النسيج السوري
© Sputnik . Hani Almahasneh
وأضاف عكيل: "في هذا اليوم نقول لكل شعوب العالم، كل عام وأنتم بخير ونحن نحترم كل الشعوب، ونؤكد أننا جزء من النسيج السوري ونحن ندافع عن كل تراب الوطن بكل ما نملك من قوة".
نحن جزء من الوطن
بدوره، صرح آزاد عيسى من منطقة المالكية في ريف الحسكة (شمال شرق سوريا) لـ"سبوتنيك" بقوله: "أنا مقيم في مدينة دمشق منذ 40 عام، عيد نوروز بمفهومنا الكردي هو يوم الاستقلال والسلام وقد أقيم هذا الاحتفال قبل 2700 سنة، حيث تم القضاء على ظلم الملك الضحاك الذي قتله كاوا الحداد، ومنذ ذلك الوقت وإلى يومنا هذا يتم إشعال النار مساء يوم العيد في 21 مارس /آذار، وهو يوم الربيع والإزهار والحرية".
وأردف عيسى: "نحن في سوريا نعتبر أن الأكراد جزءاً لا يتجزأ من النسيج السوري ونعتز بقوميتنا وكذلك نعتز بوطنيتنا (السورية) أيضاً لأننا جزء من هذا الواطن وعلينا أن ندافع عنه".
أكراد دمشق يحتفلون بـ النوروز: نحن جزء لا يتجزأ من النسيج السوري
© Sputnik . Hani Almahasneh
وتابع: "في كل عام نحتفل في يوم 21 مارس/آذار حيث يظهر المحتفلون باللباس الفلكوري الذي يتميز باللون الأخضر والأصفر والأزرق وكل الألوان التي ترمز لفصل الربيع، وخلال هذه الاحتفالات يتم إلقاء الشعر وإقامة الدبكات الفلكورية".
وحدة الشعب السوري
من جانبه، قال مهفان عيسى وهو ناشط اجتماعي لـ "سبوتنيك": "أقيم في مدينة دمشق والأصل من منطقة ديريك (المالكية) في محافظة الحسكة، ونحن نحتفل بعيد النوروز الذي يمثل رأس السنة الكردية ويسمى ’’يوم جديد’’ وبداية سنة جديدة وبداية الربيع، نحتفل به مع الشعب الإيراني وهو عيد خلاص الشعب الإيراني من اضطهاد الملك الضحاك المستبد".
وقال عيسى: "نحن كأكراد في سوريا ملتزمون بالقومية الكردية، لكننا في ذات الوقت نحن نسيج طبيعي من النسيج العربي السوري، ونوجه رسالة من خلال هذه الاحتفالات، وهي رسالة تضامن مكونات الشعب السوري مع بعضها البعض، ونؤكد أننا لن نتغلب على المشكلات التي نمر بها اليوم إلا بوحدة الشعب السوري وتضامن هذا النسيج الرائع والجميل".
ويحتفل الأكراد في مختلف أرجاء العالم بعيد "النوروز" الذي يصادف يوم 21 مارس من كل عام، حيث يعد هذا اليوم موعد بداية السنة الجديدة، ويعني اسم "نوروز" بالكردية "يوم جديد". ويرمز الاحتفال بعيد النوروز في الموروث الكردي إلى الانتصار على الظلم، ففي هذا اليوم انتفض الكرد تحت راية "كاوا" الحدّاد، ضد الملك الضحّاك وأطاحوا به.
ويقوم الأكراد في ليلة 20 مارس بإشعال نار "شعلة نوروز" رمزاً لانتصار "كاوا الحداد" على الضحاك الطاغية والمستبد، وفي اليوم التالي يخرجون إلى أحضان الطبيعة بثيابهم التراثية احتفاءً بالحرية.
ويتمتع هذا العيد بدلالاته وطقوسه الخاصة لدى الأكراد عامة، فهو يمثل رأس السنة الكردية أول أيام الربيع، كما أنّه عيد لمعظم الشعوب الإيرانية.
ومن طقوس الاحتفال بعيد النوروز، ارتداء الأزياء التقليدية للشعب الكردي، حيث يرتدي الرجال اللباس الأخضر التقليدي، أما النساء فترتدي الأثواب الملونة والمزركشة المستمدة من ألوان زهور الطبيعة.
ويبدأ الاحتفال بالخروج من البيوت إلى أحضان الطبيعة وتحضير الأطعمة التقليدية، وإقامة حفلات الشواء احتفالاً وبهجةً بالمناسبة. كما تسمع الأناشيد والأهازيج الكردية القديمة، وحديثا، بات المطربون والفنانون الكرد يقيمون الحفلات في هذا اليوم ويؤدون فيها رقصاتهم التقليدية.
وتكتسب النار قدسية خاصة في هذا العيد، ففي الأسطورة الكردية أشعل كاوا الحداد ناراً عظيمة فوق الجبل ليخبر القرى المجاورة لقريته عن الانتفاضة التي أشعلها، وكان هذا في يوم الحادي والعشرين من مارس/آذار.
يُذكر أنّ منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أدرجت في فبراير/شباط من عام 2010 عيد نوروز في القائمة النموذجيّة للتراث الثقافي غير المادي للبشرية وأقرّت يوم 21 مارس/آذار يوم نوروز العالمي.