وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أن التصويت جاء كذلك احتجاجًا على التصريحات المتطرفة التي خرجت من وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، المتعلقة بفلسطين، مؤكدًا أن المجلس النيابي ينتظر اعتذارًا رسميًا من قبل الكيان الإسرائيلي عن هذه التصريحات.
وحول موقف البرلمان المعلن، ومدى الإصرار على تنفيذه من قبل الحكومة، قال إن الأمر يتوقف على موقف إسرائيل، فإذا لم تقدم الحكومة الاعتذار الرسمي الموجود، سيصمم مجلس النواب على طرد السفير الإسرائيلي من الأردن.
وفيما يتعلق بموقف البرلمان من الاتفاقيات الموقعة ما بين الأردن وإسرائيل، قال إن المملكة تحترم كافة الاتفاقيات التي وقعت عليها، بيد أن الطرف الآخر لا يلتزم بها، ولا يحترم معايير الأمم المتحدة أو قرارات وأنظمة الشرعية الدولية، لذلك لا يمكن المضي قدمًا في احترام هذه المعاهدات إذا لم تبادلها إسرائيل نفس الاحترام.
وقال إن الأردن لن يحترم أي اتفاقيات تم توقيعها مع الكيان الإسرائيلي، طالما لا تلتزم هذه الحكومة اليمينية بتنفيذها، مؤكدًا أن المملكة ستصمم على هذا المبدأ في تعاملها مع إسرائيل وتسير نحوه.
وصوت مجلس النواب الأردني، اليوم الأربعاء، "بالأغلبية على مقترح بطرد السفير الإسرائيلي من عمان"، احتجاجا على تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش.
وقال رئيس مجلس النواب الأردني، أحمد الصفدي، إن "هناك مقترحا مطروحا للتصويت بطرد السفير الإسرائيلي، فصوت أغلبية النواب على ذلك"، حسب وكالة الأنباء الأردنية- بترا.
وطالب الصفدي، "الحكومة بإجراءات فاعلة ومؤثرة تجاه استخدام وزير مالية إسرائيل لخريطة مزعومة تضم حدود المملكة والأراضي الفلسطينية المحتلة"، مؤكدا رفض النواب لما جاء من أفعال الوزير الإسرائيلي.
وكان بتسلئيل سموتريتش، قال خلال زيارته للعاصمة الفرنسية باريس، أمس الاثنين: "إن الشعب الفلسطيني اختراع لم يتجاوز عمره 100 عام"، حسب قوله.
وأضاف سموتريتش أن قواعد القانون الدولي لها خمس خصائص تحدد الأمة - التاريخ والثقافة واللغة والعملة والقيادة التاريخية، متسائلًا: "من كان أول ملك فلسطيني؟ ما هي لغة الفلسطينيين؟ هل كانت هناك عملة فلسطينية من قبل؟ هل هناك تاريخ أو ثقافة فلسطينية؟ لا يوجد".
وأعلنت وزارة الخارجية الأردنية استدعاء السفير الإسرائيلي في عمّان، على خلفية ما وصفتها بـ "التصريحات العنصرية" لسموترتيش.
ووفق بيان نشرته وزراة الخارجية الأردنية، عبر حسابها في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، فقد استدعت السفير الإسرائيلي في عمّان، إثر استخدام وزير المال الإسرائيلي خريطة لإسرائيل تضم حدود المملكة الأردنية الهاشمية والأراضي الفلسطينية المحتلة.
وقال البيان إن الوزارة أبلغت السفير الإسرائيلي أن "ذلك يمثل تصرفاً عنصرياً متطرفاً وخرقاً للأعراف الدولية ومعاهدة السلام"، لافتًا إلى أن "تصرفات وتصريحات هذا الشخص المتطرف الحاقد لا تنال من الأردن ولا تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق".
من جهتها، اعتبرت الرئاسة الفلسطينية تصريحات وزير المال الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، "محاولة لتزييف التاريخ وتزويره، وتكشف عنصرية الحكومة الإسرائيلية التي تحاول إنكار وجود الشعب الفلسطيني، الموجود على هذه الأرض منذ الأزل".
وصرّح سموتريتش، الشهر الماضي، في أعقاب هجوم شنه مستوطنون على بلدة حوارة شمالي الضفة الغربية، أنه يجب على إسرائيل محو هذه البلدة، ما أثار ردود فعل عربية ودولية منددة، الأمر الذي دفعه إلى التراجع في النهاية والقول إن ما قاله كان مجرد "زلة لسان".