وأضاف، في اتصال مع "سبوتنيك" اليوم الأربعاء: "هناك تقدم على الأرض يتعلق بدخول سفن المشتقات النفطية وعدد محدود من السفن التجارية إلى ميناء الحديدة بجانب عدد من الرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء".
وقال البخيتي: "بشكل عام ما تحقق غير كاف، وهذا التقدم الذي حدث في الملف الإنساني لم يكن ناتج عن استيقاظ ضمائر لدى قيادات العدوان (التحالف والشرعية)، بل نحن من فرضنا ذلك بقوة السلاح".
واستطرد: "ما حققناه من منع سرقة ونهب ثروات اليمن النفطية والغازية كان بفضل الله ثم قدراتنا الصاروخية والجوية، لأن دول العدوان لا تفهم سوى لغة القوة، وتدرك الآن أن وقف الحرب وتحقيق السلام أصبح مصلحة مشتركة فيما بيننا وبينهم".
وأشار القيادي في "أنصار الله" إلى أن سقف الأهداف التي وضعتها دول العدوان كان عاليا، والآن أصبح لديها مشكلة في التراجع عن تلك الأهداف بشكل كبير.
وقال: "فك الحصار بشكل كامل ربما يحتاج إلى جولة عسكرية قادمة، إذا لم تفهم دول العدوان الرسالة بشكل كامل، وما سبق أن حققناه كان نتيجة لقصف العمق السعودي والإماراتي".
ووجه محمد البخيتي رسالة إلى التحالف السعودي الإماراتي في اليمن بأنه "سيأتي اليوم الذي سيتم فيه رفع الحصار ووقف العدوان وتحقيق السلام، خاصة وأن موازين القوى باتت تميل لصالح اليمن على حساب دول العدوان"، مضيفا: "لماذا لا نكتفي بهذا القدر من الدماء ونسمح بتحقيق السلام في اليمن والمنطقة دون تكبد أي خسائر جديدة، سواء بالنسبة لليمن أو بالنسبة لهم".
وقال البخيتي إن شروط السلام في اليمن معروفة، وتتمثل في استعادة اليمن لسيادته واستقلاله وانسحاب كل القوات الأجنبية ورفع الحصار بشكل كامل.
وتابع: "أهم شروط الهدنة الطويلة هى فصل الملف الإنساني عن الملف السياسي وإذا ما تحققت الشروط السابقة فلا مانع من استمرار المفاوضات السياسية من أجل التوصل إلى الحل النهائي، لكن حتى الآن لم تتحقق تلك الشروط.
واتفقت الأطراف اليمنية، مساء الاثنين الماضي، على "خطة تنفيذية للإفراج عن 887 أسيرا، بعد اجتماع استمر عشرة أيام في سويسرا.
واتفقت الأطراف، بعد ختام الاجتماع "على الاجتماع في شهر مايو/ أيار المقبل لمناقشة المزيد من عمليات الإفراج عن الأسرى، كما التزمت الأطراف أيضا بتبادل الزيارات المشتركة إلى مرافق الاحتجاز التابعة لكل منهم، وتمكين الوصول إلى جميع المحتجزين خلال هذه الزيارات".
ورحب المبعوث الأممي هانس غرونبرغ بما تم التوصل إليه، موجها الشكر إلى جميع الأطراف على تقديم التنازلات اللازمة للتوصل إلى هذه النتيجة.
وتابع: "انضم لمئات الأسر اليمنية في تطلعنا للتنفيذ العاجل والسلس لعمليات الإفراج، ويحدوني الأمل بأن تنتهي قريبًا معاناة جميع اليمنيين الذين ما زالوا ينتظرون لم شملهم مع أحبائهم الذين يتألمون بسبب المخاوف بشأن مصير ذويهم".
وقال غروندبرغ: "تظل الأمم المتحدة مستعدة وحريصة على تيسير التقدم نحو إطلاق سراح جميع المحتجزين لأسباب تتعلق بالنزاع، ونشجع الطرفين على اتخاذ مبادرات فردية للإفراج عن المزيد من المحتجزين بشكل مستمر.
وأعلنت الأمم المتحدة، في وقت سابق، انطلاق أعمال الاجتماع السابع للجنة الإشرافية لتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى والمحتجزين، في سويسرا برئاسة مكتبه ومشاركة اللجنة الدولية للصليب الأحمر وعضوية أطراف النزاع في اليمن.
وتبادلت الحكومة اليمنية وجماعة "أنصار الله" اليمنية في ديسمبر/ كانون الأول 2018 قوائم بنحو 15 ألف أسير لدى الطرفين، عبر آلية لتفعيل اتفاق تبادل الأسرى ضمن جولة مفاوضات السلام في ستوكهولم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 أذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة نحو 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 في المئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.
8 سنوات من الحرب في اليمن
© Sputnik