جاء ذلك في رسالة لدريان بمناسبة حلول شهر رمضان، نشرتها وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.
وقال مفتي الجمهورية: "قرأت قبل أيام أن ما نزل بلبنان ما عرفه بلدنا من أكثر من قرن. وقد عبر شعبنا في عام 2019 عن إرادته الخلاص من كل هؤلاء الناس، الذين ما راعوا الحرمات، ولا تحملوا المسؤوليات، كيف يفرغ منصب رئاسة الجمهورية؟ وتتصدع المؤسسات؟ وكيف تتعاظم الجرائم، وتتصاعد وتيرة المجاعة؟ لو كان هناك مسؤولون من أي نوع كان".
وأضاف: "بصراحة، وبدون مواربة: إما انتخاب رئيس للجمهورية، وتشكيل حكومة، أو الفوضى التي بدأت معالمها تظهر شيئا فشيئا في الوطن، ويدفع الثمن المواطن".
ودعا دريان إلى الاحتكام إلى الدستور، وانتخاب رئيس للبلاد، اليوم قبل الغد، مضيفًا: "لا نستطيع الانتظار أكثر من ذلك، والاستجابة لمطالب الناس وحاجاتهم، الذين بدأوا يفقدون الحد الأدنى من مقومات الحياة، ومن المؤسف أن الطبقة السياسية في مكان، والشعب في مكان آخر".
وتابع بقوله: "يا ساسة لبنان، كفى بالله عليكم تضييع الوقت، أصبحنا في المراحل الأخيرة من الانهيار، وحدوا رؤيتكم في مصير بلدكم، اتقوا الله في هذا الشعب الصابر الصبور المتألم. نريد حلا للخروج من النفق المظلم، إلى متى الانتظار لانتخاب رئيس للجمهورية؟ هل المطلوب الانهيار الشامل ليبنى على الشيء مقتضاه؟".
وحذر المفتي من الدعوات لتقسيم العاصمة بيروت، قائلا: "دار الفتوى كانت وستبقى الحريصة على وحدة اللبنانيين، وترسيخ عيشهم المشترك، وتوحيد صفوفهم، والتصدي لكل من يعمل على تمزيق وحدة الوطن، فالبعض ينادي ويعمل على تقسيم بلدية بيروت العاصمة، التي هي رمز وحدة اللبنانيين في عيشهم الواحد، فبيروت بمسلميها ومسيحييها لن ترضى بالتقسيم، ونحن سنقف سدا منيعا في مواجهة المس بوحدة بيروت".
ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي، فشل البرلمان اللبناني 11 مرة في انتخاب رئيس للجمهورية خلفا للرئيس السابق ميشال عون، الذي انتهت ولايته في أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
وينص الدستور اللبناني على انتخاب رئيس الجمهورية في الدورة الأولى من التصويت بأغلبية ثلثي البرلمان (86 نائبا)، مع الاكتفاء بالأغلبية المطلقة (النصف+1) في دورة التصويت الثانية حال اكتمال نصابها بحضور 86 نائبا.
وتلقي كتل برلمانية باللوم على جماعة "حزب الله" وحلفائها في تعطيل انتخاب الرئيس من خلال التصويت بأوراق بيضاء في الدورة الأولى والانسحاب في الدورة الثانية كي لا يكتمل النصاب، فيما يقول مسؤولون في "حزب الله"، إنهم يريدون "رئيسا لا يطعن المقاومة في الظهر".