يتم تخصيب اليورانيوم الطبيعي (U) في تصنيع مثل هذه الأنواع من الوقود والمواد، مما يزيد من محتوى نظير "U-235" فيه، والذي يوفر الانشطار النووي.
يسمى الخليط الذي يتبقى بعد إزالة اليورانيوم المخصب بـ"اليورانيوم المنضب"، لأنه يحتوي على كميات مخفضة من نظيري اليورانيوم 235 و234. يعتبر اليورانيوم المنضب أقل نشاطا إشعاعيا من اليورانيوم الطبيعي بنسبة 60%.
كيميائيا، لليورانيوم المنضب (DU) تأثير بنفس الطريقة التي يؤثر بها اليورانيوم الطبيعي، بالإضافة إلى أن "DU" هو معدن ذو كثافة عالية جدا، مما يجعله مناسبًا للاستخدام (السلمي) في العديد من الصناعات التجارية مثل السفن والطائرات.
الاستخدامات العسكرية لليورانيوم المنضب
يمكن استخدام هذا النوع من اليورانيوم أيضًا لزيادة قوة دروع المعدات العسكرية، مثل الدبابات ولصنع الذخيرة الخارقة للدروع، وتتمثل ميزة اليورانيوم في الذخيرة الخارقة للدروع في قدرته على الاشتعال عند الاصطدام واختراق الدروع. ويفسر ذلك حقيقة أنه أقوى في الخصائص الفيزيائية، بما في ذلك الكهربائية، ويختلف تأثير اليورانيوم على المعادن التي تستخدم لحماية الدروع، فكلما كانت المركبات أكثر متانة، يؤدي ذلك لإنتاج كمية أكبر من الحرارة. كما أن احتراق الشظايا الصغيرة يمكن أن يؤدي إلى اشتعال إمدادات الوقود للمعدات العسكرية وانفجار الذخيرة.
يمتلك اليورانيوم أيضًا القدرة على "الشحذ الذاتي"، مما ينتج عنه مقذوفات مصممة للمساعدة في اختراق الدروع.
لأول مرة، تم اختراع حشو القذائف باليورانيوم المنضب في الرايخ الثالث، حيث قرروا بهذه الطريقة تعويض نقص "التنجستن" (يُعرف عنصر التنجستن بأنه معدن فولاذي ثقيل ذو لون رمادي، رمزه الكيميائي (W))، والذي كان يستخدم لإنتاج نوى وقذائف خارقة للدروع.
بدأ الجيش الأمريكي في إنتاج قذائف اليورانيوم المنضب الخارقة للدروع في السبعينيات. كما أضافت الولايات المتحدة اليورانيوم المنضب إلى دروع الدبابات المركبة وذخيرة الهجوم البري للقوات الجوية A-10 المعروفة باسم "قاتل الدبابات".
وتدخل الذخيرة مع نوى اليورانيوم المستنفد في الخدمة لدى العديد من البلدان: الولايات المتحدة، وبريطانيا، وروسيا، وألمانيا، وفرنسا، وإسرائيل.
وفقًا للخبراء، في الوقت الحالي، يمكن أن تكون القذائف من العيار الخارق للدروع مع نوى اليورانيوم المنضب جزءًا من حمولة الذخيرة لدبابات "أبرامز إم 1" الأمريكية و"تشالنجر 2" البريطانية.
وبحسب معلومات من مصادر مفتوحة، يمتلك الجيش الروسي أحدث نوع من ذخيرة 3BM60 "الرصاص -2"، التي يتكون جوهرها مما يسمى مادة- B، كما تسمي دوائر الجيش سبيكة اليورانيوم المنضب بـ"التنجستن". وهذه المقذوفة قادرة على اختراق 800-830 ملم من الدروع على مسافة 2 كيلومتر. للمقارنة، ذخيرة "الرصاص -1"، التي تم تطويرها في نهاية عام 1991 على أساس نواة كربيد التنجستن، تخترق درع 700-740 ملم على المسافة نفسها. وفي إطار هذا التسلح بشكل خاص، تم تكييف الدبابة الروسية الحديثة T-80BVM.
في عام 1999، استخدم حلف "الناتو" هذا النوع من المقذوفات خلال العدوان على يوغوسلافيا. وبحسب التحالف، دخل ما مجموعه نحو 10 أطنان من اليورانيوم المنضب إلى البلاد. في السنوات اللاحقة، رفع مواطنو صربيا دعاوى قضائية ضد الناتو بسبب الضرر الذي يلحق بالصحة، والذي، في رأيهم، تسبب من استخدام اليورانيوم المنضب.
بالإضافة إلى ذلك، استخدمت الولايات المتحدة هذه الذخيرة على نطاق واسع خلال القتال في العراق. وفقًا لمجلة "هارفارد إنترناشونال ريفيو"، تم استخدام ما يصل إلى 300 طن من اليورانيوم المنضب خلال حرب الخليج، وتم استخدام ما يصل إلى 2000 طن من هذا اليورانيوم خلال حرب العراق عام 2003.
مخاطر استخدام اليورانيوم المنضب على الصحة
تم ذكر المخاطر المحتملة لاستخدام مثل هذه المقذوفات، التي تحتوي على اليورانيوم المنضب، في الموقع الإلكتروني لوزارة شؤون المحاربين القدامى الأمريكية. ووفقًا للموقع، فإن مثل هذه المقذوفات تشكل خطرًا محتملاً على الصحة إذا دخلت المادة إلى الجسم، على سبيل المثال، من خلال الشظايا أو عند الاستنشاق، ولكن الاقتراب من هذه الذخيرة لا يضر بالصحة.
ومع ذلك، توفر الوزارة الأمريكية للمحاربين القدامى الفرصة لتقديم مطالبة بتعويض العجز عن المشاكل الصحية التي يعتقدون أنها مرتبطة بالتعرض لليورانيوم المنضب، وفقا للموقع.
رسميا، ذخائر اليورانيوم المستنفد ليست أسلحة نووية أو كيميائية، ولا يحظر استخدامها أو تصنيعها بأي شكل من الأشكال في الاتفاقيات الدولية.
يشير موقع الأمم المتحدة إلى أنه وفقًا لنتائج الدراسات التي شاركت فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن التهديد الإشعاعي للسكان والبيئة الناتج عن التلوث المحلي للمنطقة بجزيئات صغيرة من اليورانيوم المنضب بسبب استخدام الذخيرة ليس كبيرا.
ومع ذلك، عندما يتعلق الأمر باكتشاف شظايا أو ذخائر كاملة تحتوي على اليورانيوم المنضب، فهناك خطر محتمل من التعرض للإشعاع للأشخاص الذين هم على اتصال مباشر بمثل هذه الشظايا أو الذخائر.