وأضاف في مقابلة مع "سبوتنيك"، أن إسرائيل فرضت العديد من القيود على المصلين داخل المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، منها المتعلق بالعمر، أو التفتيش، لكنها في النهاية إجراءات احتلالية لا يمكن وقفها، وهي تحد من تدفق المصلين للمسجد بيسر وسهولة، مشيرًا إلى أن التعهدات التي التزمت بها إسرائيل خلال مؤتمر شرم الشيخ والمتعلقة بوقف الاستيطان واقتحام المسجد الأقصى، مجرد أحاديث لا تطبق على أرض الواقع.
وشدد على ضرورة تمسك المرابطين بالصلاة داخل المسجد الأقصى رغم كل التضييقات، مطالبًا بتدخل المجتمع الدولي بما فيه الدول العربية والإسلامية لمنع الاحتلال من التصعيد ووقف انتهاكاته بحق الأقصى والحرم الإبراهيمي، والمقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في القدس بشكل عام.
وإلى نص الحوار..
بداية.. كيف استعددتم لشهر رمضان الكريم في المسجد الأقصى المبارك؟
استعدادات استقبال شهر رمضان في مدينة القدس بدأت منذ فترة، وتسير على قدم وساق في كل المستويات، سواء فيما يخص إدارة الأوقاف والترتيبات بالمسجد الأقصى، من أجل صلاة القيام وصلاة التراويح وإحياء هذه الليالي المباركة في رحاب المسجد، وأداء باقي الصلوات، والدروس الدينية، وكذلك الإمامة والخطابة، وكل ما يلزم من الشؤون الدينية في شهر رمضان، حيث يكثر المصلون بطبيعة الحالي في المسجد خلال هذا الشهر، ما يحتاج إلى إجراءات وترتيبات خاصة تتعلق بالنواحي الدينية وتنظيمها.
تم الاستعداد كذلك من جانب النظافة والترتيب بالمسجد، وهناك جهات تشرف على هذا الجانب، إضافة إلى تكثيف تواجد العيادات والفرق الطبية داخل مقراتها في المسجد الأقصى، حيث تقوم بمساعدة المصلين والصائمين، وتقديم الدعم الطبي والإسعافات في حال الضرورة، هذا إضافة إلى تواجد الفرق المتطوعة لمساعدة المصلين وترتيب الصفوف بين النساء والرجال، بالتعاون مع كافة المؤسسات والمتطوعين وحراس المسجد من الجمعيات وطلاب الجامعات، في هذا الشهر هناك خلية نحل تعمل في المدينة المقدسة من أجل تقديم كافة التسهيلات اللازمة لراحة المصلين وأداء العبادات، وتهيئة كل الأجواء الإيمانية التي يحتاجها رواد المسجد للصلاة والعبادة، وهذه الإجراءات والترتيبات تتخذها الجهات المختصة بالتعاون مع كافة المشاركين لخدمة الموسم الرمضاني بالشكل الذي يليق بالمدينة المقدسة وحرمة الشهر الفضيل، وأبناء القدس والمرابطين في المسجد وكافة الشعب الفلسطيني.
فرض إسرائيل عدة قيود على الصلاة داخل المسجد الأقصى في شهر رمضان.. كيف تتعاملون معها؟
بالفعل يفرض الاحتلال الإسرائيلي بعض القيود على أعمال المصلين القادمين للمسجد الأقصى خلال هذا الشهر، وذلك إضافة إلى القيود التي يفرضها منذ البداية من خلال الحواجز التي يقيمها وتوقيف القادمين للمسجد والسؤال عن هوياتهم، وهي إجراءات لا يحق فرضها، حيث تشكل إعاقة في تحقيق الانسياب المطلوب لحركة المصلين تجاه المسجد، لكنها في النهاية إجراءات احتلالية لا نستطيع أن نوقفها، وهي تحد من تدفق المصلين للمسجد بيسر وسهولة.
وكيف تعتقد أن تسير الأمور خلال هذا الشهر في ظل التهديدات المستمرة من المستوطنين باقتحام المسجد الأقصى؟
دعوات المستوطنين بتنفيذ اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى خلال شهر رمضان موجودة وقائمة، والعدوان على المسجد مستمر، والاقتحامات تكاد تكون بشكل شبه يومي وبأعداد كبيرة، ومع الأسف تكون تحت إشراف السلطات الرسمية الإسرائيلية وبحماية من جهات الأمن الإسرائيلية المتعددة التي ترافق المقتحمين وتقدم لهم الحماية، على الرغم من كونهم مقتحمون ومعتدون تزودهم إسرائيل بكل هذه الأعداد من الجنود بحجة الأمن والحماية.
تعهدت إسرائيل في مخرجات لقاء شرم الشيخ والعقبة بوقف الانتهاكات واقتحامات المسجد.. إلى أي مدى تلتزم تل أبيب بهذه التفاهمات؟
نأمل أن يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بالتفاهمات التي تعهد بها خلال لقاء شرم الشيخ ومن قبله العقبة، وأن يحترم حرية العبادة وحق الوصول إلى أماكن العبادة، لا سيما المسجد الأقصى المبارك الذي يحمل قدسية خاصة ويعد قبلة المسلمين خلال هذا الشهر تحديدًا، لكن في النهاية الاحتلال يتحدث عن الكثير من الأشياء والتعهدات، لكن على أرض الواقع لا يطبق أي من هذه الالتزامات.
يطلق المرابطون في المسجد الأقصى الكثير من المبادرات في هذا الشهر.. ما أهميتها وأهدافها؟
شهر رمضان هو موسم العبادة والطاعة، والمرابطون حريصون على التواجد داخل المسجد في جميع الأوقات، وعادة ما يطلقون الكثير من المبادرات منها ما أعلنوا عنه هذا العام بعنوان "سنفطر في القدس"، والقصد منها الخير والإحسان وتقديم المعونات للمصلين القادمين للمسجد، ونأمل أن تكلل كل هذه المبادرات الطيبة للمرابطين والمتطوعين بالنجاح، وتساهم في مساعدة المصلين وخدمتهم خلال هذا الشهر الفضيل.
بعيدًا عن المسجد الأقصى.. إلى أين وصلت الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسات الدينية؟
الاقتحامات والاعتداءات والانتهاكات الإسرائيلية كثيرة ومتكررة ودائمة، ولا بد من تحرك المجتمع الدولي بأسره، وليس فقط الأمة العربية والإسلامية، على الجميع بذل جهود مضاعفة من أجل دفع الاحتلال للكف عن كل الإجراءات التي يقوم بها، سواء المسجد الأقصى أو المسجد الإبراهيمي، أو باقي المقدسات الدينية الإسلامية والمسيحية في الأراضي المقدسة، أو في فلسطين بشكل عام.
دائمًا ما تحذر من خطورة المساومة على حقوق الفلسطينيين في المسجد الأقصى.. لماذا؟
المسجد الأقصى خارج إطار المفاوضات والمساومات، المسجد إسلامي وكل ما فيه للمسلمين وحدهم، وهو ينبع من الموقف الإسلامي والديني والعقائدي الذي يمنع أي تقسيم للمسجد، أو المساومة عليه من قبل الاحتلال الإسرائيلي، هو قبلة كل مسلم، وكل الفلسطينيين، ولا يمكن القبول بأي إجراءات أو انتهاكات بحقه.
كلمة أخيرة توجهها للمرابطين في المسجد الأقصى ولعامة المقدسيين والفلسطينيين بمناسبة هذا الشهر؟
نقول للمرابطين والمقدسيين وكل أبناء الشعب الفلسطيني إننا نشد على أيديكم في هذا الشهر الفضيل، من أجل التمسك بالصلاة وشد الرحل للمسجد الأقصى وأداء كافة الطاعات بداخله، وعدم تركه رغم كل الإجراءات الصعبة التي يمارسها الاحتلال ضدكم، ومن أجل منعكم من الوصول إليه والصلاة بداخله.
أجرى الحوار: وائل مجدي