ونقلت وكالة الأنباء العراقية (واع)، مساء اليوم السبت، عن بيان للرئاسة العراقية أن "الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد، استقبل في مقر إقامته في نيويورك، وزير الزراعة والغابات التركي وحيد كيرشيجي ممثل تركيا لمؤتمر المياه والوفد المرافق له، وبحضور وزير الخارجية فؤاد حسين، ومحافظ البصرة أسعد العيداني".
وأكد جمال رشيد أن هناك خطوات إيجابية اتخذها العراق للتوصل إلى معالجات جذرية لمشكلة المياه، وأن حكومة محمد شياع السوداني ماضية في عملها وبانتظار إقرار الموازنة لإنجاز المشاريع الضرورية بهذا الشأن.
وأشار الرئيس العراقي إلى أن الجهات المعنية في بلاده اتخذت إجراءات عملية لتحسين أساليب إدارة المياه والحفاظ عليها لمواجهة شحة المياه في العراق، لافتا إلى أن "جميع مصادر أنهار العراق والروافد تقع خارج البلاد وهذا يستدعي المزيد من التعاون للوصول إلى صيغ وتفاهمات تضمن حصصا مائية عادلة وكافية لجميع الأطراف".
وبيّن عبد اللطيف جمال رشيد أهمية معرفة الخطط المائية لدى تركيا بهدف التمكن من وضع الخطط اللازمة في العراق، وهو ما استدعى معه التشديد على ضرورة الاستفادة من الخبرات التركية في مجال إدارة المياه والزراعة، منوها إلى وجود مخاطر تواجه بلاده بسبب انخفاض نسبة المياه المتدفقة عبر الحدود والتصحر والجفاف وقلة الأمطار وانعكاساتها السلبية على مجمل حياة العراقيين خاصة القطاع الزراعي.
ومن جانبه، نقل الوزير التركي وحيد كيرشيجي، تحيات الرئيس رجب طيب أردوغان، إلى نظيره العراقي الرئيس عبد اللطيف جمال رشيد، موضحا أن العلاقات الثنائية الطيبة ستسهم في حل كافة المشكلات المتعلقة بملف المياه بين البلدين.
وأشار وحيد كيرشيجي إلى أهمية زيارة شياع السوداني إلى تركيا يوم الثلاثاء الماضي، ولقائه أردوغان، فضلا عن لقائه وزير الموارد المائية التركي ورغبة الجانبين في التوصل إلى تفاهمات بشأن الحصص المائية، معربا عن استعداد تركيا لنقل الخبرات في مجال إدارة المياه واستخدام الطرق الزراعية الحديثة إلى العراق.
وكانت وزارة الموارد المائية العراقية، قد طالبت، أول أمس الخميس، الجانب التركي بزيادة الإطلاقات المائية باتجاه نهر الفرات.
وأفادت وزارة الموارد المائية العراقية بأن زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، مؤخرا إلى تركيا، على رأس وفد حكومي يشمل وزير الموارد المائية، عون ذياب عبد الله، قد تمخضت عن جملة من الإجراءات الإيجابية.
وأكد بيان الوزارة العراقية أنه من النتائج الإيجابية لزيارة السوداني لأنقرة، موافقة تركيا على زيادة الإطلاقات المائية لنهر دجلة إلى الضعفين ولمدة شهر، وذلك على خلفية الوضع المائي الحرج للعراق وتدني الخزين المائي وقلة الإيرادات المائية للبلاد.
ويذكر أن ملف المياه من أولويات عمل الحكومة العراقية بدعوى أن المياه تمس حياة المواطنين، حيث أشارت وزارة الموارد المائية العراقية إلى "مطالبة الوزير ذياب الجانب التركي بزيادة الاطلاقات المائية لنهر الفرات واستمرار التباحث على المستوى الوزاري والفني لمتابعة الإطلاقات المائية باتجاه العراق".
وناشدت بغداد، أنقرة، وضع أسس ثابتة تضمن حصة العراق من الجانب التركي لنهري دجلة والفرات، بالإضافة إلى تفعيل مذكرة التفاهم التي تمت المصادقة عليها عام 2021، وهي المذكرة التي تضمنت بنودا كثيرة بشأن سبل تعزيز التعاون المثمر والبناء بين البلدين.
ومطلع الشهر الجاري، أظهر مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، انخفاضا كبيرا بمنسوب نهر دجلة في محافظة ميسان، جنوبي البلاد، بينما قررت وزارتا الزراعة والموارد المائية في العراق تخفيض المساحة المقررة للزراعة.
ويأتي ذلك بسبب قلة الإيرادات المائية القادمة من تركيا وإيران، وسط تحذيرات من أن شح المياه بات يهدد بانهيار أمن العراقيين الغذائي.
وتهدد نقص كميات المياه نسبة كبيرة من المواطنين الذين يعملون بالأراضي الزراعية، علاوة على إمدادات المياه لباقي القطاعات، وتزايدت الدعوات لجلسات النقاش والتفاوض بين الأطراف المشتركة في تلك الأزمة والمتمثلة في تركيا وإيران وسوريا والعراق.