ما هي المكاسب التي قد تحققها إيران من استئناف العلاقات مع السعودية؟

قبل أسبوعين، في 10 مارس/آذار الجاري، قالت إيران إنها ستستعيد العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية بعد انقطاع دام سبع سنوات في إطار تسوية بوساطة الصين.
Sputnik
الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في بكين، هو نتيجة ما يقرب من عام ونصف من المحادثات الهادئة في الغالب بين إيران والمملكة العربية السعودية، والتي يسرتها مجموعة من الدول بما في ذلك الصين والعراق وعمان وروسيا والولايات المتحدة.
أحد الأسباب الرئيسية للتوصل إلى الاتفاق الآن، وفقًا لمصادر في طهران، هو اعتراف السعودية بضرورة الوصول إلى السبب الجذري للمشكلة التي تواجهها في اليمن، حيث تدعم طهران جماعة "أنصار الله"، من خلال العمل مع إيران و إعطاء فرصة للمصالحة.
تأمل إيران أن تكون قد قامت ببناء اتفاق دائم يؤدي، في الوقت المناسب، إلى المصالحة مع مجلس التعاون الخليجي، ويعزز التقارب الإقليمي، ويساعد على تخفيف التوترات في مناطق الصراع في الشرق الأوسط أو إنهائها.
نائب أمين عام "حزب الله" اللبناني: المنطقة تتحرك عكس اتجاه الولايات المتحدة وإسرئيل
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، ما الذي ستجنيه إيران من العلاقة مع السعودية في ظل العقوبات؟.
تقول شيرين هانتر أستاذة العلاقات الدولية في جامعة جورج تاون: "في رأيي، توصلت كل من إيران والسعودية إلى نتيجة مفادها أنهما غير قادرتين على التغلب على بعضهما الآخر تماما، وبالتالي يجب أن يكون بينهما نوع من التعايش السلمي، ولكن في الوقت الحالي علينا الانتظار ولنرى ما إذا كانت هذه الاتفاقية ستستمر وستؤدي إلى أن يكون هناك نوع من التعاون أم أنها ستبقى كنوع من السلام البارد".
وأضافت في مقابلة مع وكالة ايلنا للأنباء ردا على سؤال ما إن كنا سنشهد نهاية للحرب في اليمن، لاسميا أنه بعد أيام قليلة من الاتفاق بين طهران والرياض، تم الإعلان عن انطلاق مفاوضات السلام في اليمن: "النجاح في إحلال السلام في اليمن له عدة جوانب. أحد هذه الجوانب هو دور الجهات الأجنبية والجانب الآخر هو العلاقات بين الجماعات اليمنية. لذلك، على الرغم من أن تحسين العلاقات بين إيران والسعودية ربما يكون قد ساعد في عملية السلام اليمنية، إلا أنه لن يكون وحده قادرا على حل هذه المشكلة".
الاتحاد الأوروبي يفرض عقوبات جديدة على إيران تشمل 32 شخصا وكيانين
وشددت على أن "تحسين العلاقات بين طهران والرياض قد يساعد في حل الخلافات الداخلية للعراق وربما لبنان، لكن يجب أن نضع في الاعتبار أن العديد من هذه المشاكل الإقليمية متجذرة في الانقسامات الداخلية لدول المنطقة، وبدون هذه الانقسامات، لا يمكن للجهات الأجنبية الفاعلة أن تلعب دورا في شؤون تشارك هذه البلدان".
وردا على سؤال حول ما إن كان الاتفاق مع السعودية يمكن أن يلعب دورا في تحسين الاقتصاد الإيراني قالت هانتر: "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسوف يتحسن موقع إيران في المنطقة. ربما يمنع تحسين العلاقات بعض تصرفات الفاعلين الإقليميين ضد إيران، لكن في المجال الاقتصادي، برأيي، طالما استمرت العقوبات، فلن يكون هناك الكثير من الانفتاح".
العاهل السعودي يبعث برسالة إلى الرئيس الإيراني ويدعوه لزيارة رسمية إلى الرياض
وختمت بقولها: "رغم كل شيء، فإن الاتفاق الأخير لم يعمل على إزالة بعض الجذور الرئيسية للتوتر بين إيران واللاعبين الإقليميين. لذلك، رغم أن هذا الاتفاق إيجابي للغاية، إلا أنه ليس علاجا لمشاكل إيران".
في السياق، نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن أليكس فاتانكا، مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط بواشنطن: "إن الوضع الاقتصادي هو جزء رئيسي من سبب قرار الإيرانيين الآن إبرام اتفاقية خفض التصعيد هذه مع السعوديين".
وخلصت الصحيفة إلى أنه "حتى مع الصفقة السعودية. فإن الدولة لديها احتمالات قليلة لتحقيق تحول ما لم تتمكن من الإفلات من العقوبات بسبب برنامجها النووي".
مناقشة