وقال الإرياني عبر "تويتر"، إن "الإحصائية التي نشرتها الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين، عن حجم النزوح من مناطق مديرية حَّريب جنوب شرقي محافظة مأرب، جراء التصعيد الأخير والمتواصل للحوثيين في المنطقة، تكشف عن مأساة جديدة تسببوا بها غير آبهين بدعوات التهدئة ولا الأوضاع الإنسانية المتفاقمة ولا حرمة الشهر الفضيل".
وأضاف: "المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي مطالبون باتخاذ موقف واضح من هذا التصعيد باعتباره استهتاراً صارخاً بدعوات وجهود التهدئة واستعادة الهدنة الإنسانية وما رافقه من قصف صاروخي ومدفعي على قرى ومنازل المواطنين، وموجة نزوح هي الأكبر منذ قرابة العام".
وأشار وزير الإعلام والثقافة اليمني إلى "أن الإحصائيات أكدت نزوح 2198 مدنياً غالبيتهم من النساء والأطفال والشيوخ، يمثلون 304 أسر بعد أن تعرضت قراهم ومنازلهم ومزارعهم للقصف من قبل الحوثيين بالطيران المسير وقذائف المدفعية والهاون" على حد قوله.
وتشهد مديرية حَّريب جنوب مأرب، منذ يوم الثلاثاء الماضي، قتالاً بين الجيش اليمني وجماعة "أنصار الله" إثر هجوم واسع للأخيرة سيطرت خلاله على مواقع استراتيجية تمكنها من السيطرة على المديرية المحاذية لمدينة مأرب من الجهة الجنوبية.
وتكتسب السيطرة على مدينة مأرب، أهمية سياسية وعسكرية واقتصادية كبيرة في الصراع باليمن، إذ تضم المدينة مقر وزارة الدفاع وقيادة الجيش اليمني، إضافة إلى حقول ومصفاة صَافِر النفطية.
ومنتصف آذار/مارس الجاري، دعا المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، أطراف الصراع في اليمن إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، معرباً عن قلقه من تصاعد الاشتباكات في عدة جبهات، لاسيما في مأرب وتعز شمال شرقي وجنوب غربي اليمن.
ويشهد اليمن تهدئة هشة منذ إعلان غروندبرغ، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، عدم توصل الحكومة اليمنية وجماعة "ًأنصار الله" إلى اتفاق لتمديد وتوسيع الهدنة التي استمرت 6 أشهر.
ومطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، قالت "أنصار الله"، إن مفاوضات تمديد الهدنة وصلت إلى طريق مسدود، في ظل اشتراط الجماعة دفع الحكومة رواتب الموظفين العموميين من عائدات النفط والغاز المنتج من المحافظات التي تسيطر عليها القوات الحكومية.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.