وذكر 4 مسؤولين مشاركين في مفاوضات انضمام أوكرانيا إلى "الناتو"، أن ألمانيا والمجر كذلك تعارضان المساعي لانضمام كييف إلى "الناتو".
وظهرت هذه الخلافات خلال اجتماع عُقد لوزراء خارجية "الناتو"، في بروكسل الأسبوع الجاري، حيث من المقرر أن يمضي مسؤولو الدول الأعضاء الشهرين المقبلين في مفاوضات، قبل أن يتم عقد قمة الرؤساء في العاصمة اللتوانية فيلنيوس، في يوليو.
زيلينسكي يحذر
تأتي مفاوضات انضمام كييف إلى "الناتو"، وسط تحذيرات من الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، بأنه لن يحضر قمة فيلينوس، إلا إذا عُرضت عليه خطوات ملموسة للانضمام إلى "الناتو"، مثل ضمانات أمنية من جانب أعضاء الحلف، بعد انتهاء العملية العسكرية الروسية الخاصة، أو حصول كييف على تعاون أعمق مع الحلف.
وقال زيلينسكي في خطاب ألقاه الأسبوع الجاري:
"أود أن أخبر جميع شركائنا، الذين يبحثون باستمرار عن حلول وسط بشأن طريق أوكرانيا إلى "الناتو"، أن بلادنا لن تساوم في هذه القضية".
واشنطن: نريد التركيز على الصراع في أوكرانيا بالمقابل
بدلا من ذلك، فقد كشف تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" أن أمريكا تحث الحلفاء على الاستمرار في التركيز على المساعدات العسكرية والمالية والإنسانية قصيرة الأجل لأوكرانيا، من أجل مساعدتها على مقاومة العملية العسكرية الروسية الخاصة، وصدها في نهاية المطاف.
وأفاد مسؤولون أمريكيون بأن الدعم العملي، مثل تسليم الذخيرة يجب أن يكون الأولوية الرئيسية لقمة الرؤساء في فيلنيوس، إذ لا تؤدي المناقشات حول علاقة سياسية محتملة بعد بدء الصراع، إلا إلى تشتيت الانتباه عن ذلك الهدف.
وأضاف التقرير أن "واشنطن تشعر بالقلق من أن تعميق العلاقات خلال الصراع قد يغذي رواية الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عن معركة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي نفسه، وأن موسكو قد تصعّد الصراع، بما في ذلك من خلال احتمال نشر أسلحة نووية".
وقال مسؤول أمريكي بارز للصحيفة: "لكي نتطرق إلى مسألة متى وكيف يتم إشراك أوكرانيا في حلف "الناتو"، يجب علينا، كما أشار الأمين العام، ستولتنبرغ، "ضمان أن تسود أوكرانيا كدولة مستقلة ذات سيادة".
ولفتت "فاينانشال تايمز" إلى أن أحد الخيارات قيد الدراسة، هو ترقية لجنة "الناتو" وأوكرانيا الحالية، إلى مجلس "الناتو" وأوكرانيا، وهي خطوة من شأنها رفع مكانة أوكرانيا كشريك في الحلف، مما يجعلها أكثر انخراطا في اجتماعات ومشاورات "الناتو"، بما في ذلك تعزيز المعلومات الاستخبارية، مشيرة إلى أن روسيا لديها مثل هذا الشكل مع "الناتو"، والذي تم تجميده منذ انطلاق عمليتها العسكرية الخاصة.
أمريكا: باب الحلف مازال مفتوحا أمام أوكرانيا
أثناء وجوده في مقر "الناتو"، يوم الأربعاء الماضي، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين، للصحفيين إن "باب الحلف لا يزال مفتوحا" أمام أوكرانيا.
وأضاف:
"لا يوجد تغيير في ذلك"، متابعا أن التركيز الفوري يجب أن ينصب على مساعدة أوكرانيا في الاستعداد لهجومها المضاد ورفع قواتها "إلى مستوى معايير الناتو و... التوافقية".
انضمام أوكرانيا إلى "الناتو"... وعود عمرها 15 عاما
في عام 2008، وافق "الناتو" على أن تصبح أوكرانيا عضوا بحلف شمال الأطلسي في مرحلة ما، لكنها لم تحرز تطورا بشأن هذا الأمر منذ ذلك الحين، وفي ذلك الوقت، كانت أمريكا هي التي دعت "الناتو" إلى منح أوكرانيا جدولا زمنيا محددا للانضمام، ما يسمى بخطة عمل العضوية، إلا أن فرنسا وألمانيا تراجعتا، وسط مخاوف من أن هذه الخطوة قد تستفز روسيا.
وفي العام الماضي 2022، تقدمت أوكرانيا رسميا بطلب للحصول على عضوية "الناتو"، بعد العملية العسكرية الروسية الخاصة، كذلك فعلت فنلندا والسويد، مع الإشارة إلى أن فنلندا انضمت بالفعل إلى التحالف رسميا في وقت سابق من الأسبوع الجاري.
وقال مسؤولون إن الأمين العام لـ"الناتو"، ينس ستولتنبرغ، قدم الشهر الماضي للدول الأعضاء ورقة اقتراح توضح العروض "العملية والسياسية" لكييف، وشمل ذلك اقتراحا بإعلان جديد حول علاقة أوكرانيا مع "الناتو"، بناءً على بيان عام 2008.