وقال المصدر لـ"سبوتنيك"، إن الهدنة الجديدة قد تتضمن عدة نقاط، من بينها استئناف تصدير النفط من جميع حقول النفط في الجنوب ومن مأرب في الشمال، ورفع كافة القيود عن ميناء الحديدة وتوسيع رحلات مطار صنعاء، إضافة إلى فتح كافة الطرق بين المناطق التي تسيطر عليها الحوثيين وتلك التي تسيطر عليها حكومة الشرعية.
وأكد المصدر أن التحالف العربي بقيادة السعودية قد التزم أيضاً بدفع رواتب جميع الموظفين اليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين والمناطق الأخرى دون استثناء، وبدء تشكيل لجان لحصر الأضرار الناجمة عن الحرب ومعالجتها وتعويض المتضررين تحت إشراف الأمم المتحدة وضمانة دولية من دول كبرى.
كما يلتزم التحالف باستكمال رفع ملفات الأسرى الذي لم يجر الاتفاق بعد على تحديد موعد اطلاق سراحهم بعد إطلاق سراح الدفعة الأولى من أسرى الطرفين المتفق على إطلاق سراحهم بعد خمسة أيام من هذا التاريخ.
ومن المتوقع أن يتم توقيع الاتفاقية الجديدة بحضور دول كبرى، بما في ذلك روسيا، التي وصلت بارجتها العملاقة الادميرال جورشكوف إلى ميناء جدة السعودي في وقت قريب من موعد التوقيع، ويحتمل أن يجري التوقيع أيضا بحضور إيراني ومجلس التعاون الخليجي وسفراء ومسئولين من دول كبرى أبرزها روسيا.
تأتي مثل هذه الخطوة بعد مباحثات ومشاورات طويلة جرت خلال العام الماضي بين السعوديين والإيرانيين من جهة وبين السعودية والحوثيين من جهة أخرى في عمان.
وبعد توصل الجانبين السعودي والإيراني إلى تقارب وتفاهمات توجتها الوساطة الصينية بإعادة التقارب الدبلوماسي لحلحلة الكثير من المشاكل بينهما وكان أبرز محور ذلك الاتفاق هو قبول إيران الضغط على الحوثيين بقبول إتفاقية جديدة تضمن إنهاء الحرب والجلوس مع الشرعية للتوقيع على اتفاق لا يقتصر على الهدنة فحسب إنما للوصول إلى حل سياسي ينهي الحرب ويضمن عدم تكرار اندلاع الصراع من جديد.
وكان ذلك يسير بالتوازي مع المباحثات السعودية الحوثية التي تحتضنها مسقط لكن العقبة التي ظلت تتأرجح على مدى نجاح أو فشل الاتفاقيات والتحرك الدبلوماسي السعودي الإيراني تتمثل في الفجوات العالقة على المشهد السياسي الداخلي لليمن الذي يرتبط بملفات وقضايا شائكة أبرزها قضية الجنوب.
ويحتمل أن يتطرق بيان التوافق الجديد لقضية الجنوب في محاولة لدغدغة المتشددين الجنوبيين من خلال إدراج عبارات تطلق وعود للجنوبيين بمعالجة قضيتهم لاحقاً بعد الفترة الانتقالية المزمع التوصل إلى تحديدها وإعلانها بعد التوصل إلى الاتفاق النهائي بين الحوثيين والشرعية، بحسب المصدر.
وفي وقت سابق، أمس الخميس، أكدت الأمم المتحدة حاجة اليمنيين إلى سلام شامل، ينهي معاناتهم المستمرة، جراء الصراع الدائر في بلادهم، منذ أكثر من 8 أعوام.
وقالت المفوضية السامية لحقوق اللاجئين، في بيان عبر حسابها على "تويتر"، إن "ثماني سنوات من الصراع، أجبرت 4.5 مليون شخص، 74 في المئة منهم نساء وأطفال على النزوح، وتسببت في ارتفاع معدلات الفقر؛ حيث يعيش 2 من كل 3 يمنيين، تحت خط الفقر".
ويشهد اليمن منذ أكثر من 8 أعوام صراعاً مستمراً على السلطة بين الحكومة المعترف بها دولياً وجماعة "أنصار الله" (الحوثيين)، انعكست تداعياته على مختلف النواحي؛ إذ تسبب في أزمة إنسانية، تصفها الأمم المتحدة بالأسوأ على مستوى العالم.
وتسيطر جماعة "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات في وسط وشمال اليمن، بينها العاصمة صنعاء.
وأطلق التحالف العربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني، لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار؛ في حين بات 80 في المئة من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.