وفق الخبراء في تقارير عدة، لوحظ زيادة أعداد تنظيم "داعش" الإرهابي في المنطقة أخيرا، فضلا عن الأسلحة المتطورة التي باتت بحوزته والتي يشار إلى تقديمها من بعض الأجهزة الغربية وجماعات تهريب السلاح في المنطقة.
وبحسب الخبراء، انتشر عناصر التنظيم في المنطقة بكثافة مطلع أبريل/نيسان، ولوحظ تحركات مغايرة لعناصر التنظيم مدججين بالسلاح، وسط تحذيرات من عمليات محتملة.
ويشير الخبراء إلى أن أسلحة متطورة وجدت مع العناصر الذين تم تحييدهم في فترات سابقة، تؤكد الدعم الغربي للتنظيم، في ظل تزايد المؤشرات على العلاقة بين بعض الأجهزة الغربية والتنظيم، كما جرى في سوريا في سنوات سابقة.
تزايد النشاط الإرهابي
ويتزايد النشاط الإرهابي في حوض بحيرة تشاد الذي يضم أجزاء من الكاميرون وتشاد والنيجر ونيجيريا ومنطقة الساحل الوسطى على طول حدود بوركينا فاسو ومالي والنيجر.
من ناحيته قال الأكاديمي التشادي إسماعيل محمد طاهر، إن وجود عناصر في المنطقة ليس جديدا، حيث أن أربع دول من حوض بحيرة تشاد وهي نيجيريا والنيجر والكاميرون وتشاد شهدت وجود هذا التنظيم من فترات.
وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن الدول المعنية شكلت قوة عسكرية وشنت في يناير/كانون الثاني 2022، هجمات برية وجوية على قواعد التنظيم في المنطقة، خاصة في الجانب النيجيري، بالإضافة إلى هجمات أخرى في يونيو/حزيران من العام نفسه، حيث لقي فيها نحو 1000 "داعشي" حتفهم.
منافسة بين التنظيمات
وأوضح تنظيم "بوكو حرام" (المحظور في روسيا) ينافس تنظيم "داعش" في المنطقة، حيث يحظى الأول بشعبية أكبر، نظرا للانتماء العرقي والثقافي للمنتسبين إليه.
يشير الأكاديمي التشادي إلى أن أعداد أفراد التنظيم غير معلومة ولكنها مرشحة بالزيادة خاصة في ظل انتشار الفقر الذي يمثل أهم عوامل ترسيخ الإرهابيين في المنطقة، إضافة إلى أن الوضع في ليبيا والذي يضغط على الجماعات المتطرفة يدفعهم للجوء إلى إقليم البحيرة، إضافة لهشاشة الوضع الأمني في غربي تشاد والنيجر.
يلفت الأكاديمي التشادي إلى أن ما يتم تداوله يشير إلى وجود تمويل خفي يحصل عليه التنظيم، موضحًا أن منظمات المجتمع المدني وبعض المنخرطين في متابعة الملف يؤكدون الدعم بالاستناد إلى بعض المعدات والأسلحة التي وجدت في حوزة أفراد التنظيم الذين تم تحييدهم.
انتشار التنظيم
فيما قال المحلل التشادي أبكر إدريس حسن، إن توسع تنظيم "داعش" في القارة الأفريقية، لم تسلم أي من المناطق الجيوسياسية الأربع من نشاطه، ومن أسباب انتشاره هي الموارد الطبيعية، إلى جانب عوامل أخرى من أجل الخدمات اللوجستية، وحشد الأموال.
يلفت في حديثه مع "سبوتنيك"، إلى أن "حوض بحيرة تشاد" هو أكبر منطقة عمليات للتنظيم، وهي المنطقة ذاتها التي يوجد فيها تنظيم "بوكو حرام" الإرهابي.
وشكلت الدول المعنية في المنطقة، قوة مشتركة في عام 2015، ضد متشددي بوكو حرام، كما أن تشاد ضمن "تحالف دول الساحل" لمحاربة "داعش" الذي يستهدف مالي والنيجر وبوركينا فاسو.
تضم منطقة الساحل والصحراء تنظيم نحو 1300 مقاتل، ويترتب على ذلك مخاطر على دول القارة في ظل تشابك المصالح فيها، كما أصبحت العمليات الإرهابية وسيلة لتبليغ رسالة احتجاج دموية وتوجيه الضربة للمؤسسة الأمنية، وفق المتحدث.
ويلفت المحلل التشادي إلى أن اتهامات توجه للدول الغربية بدعمها للتنظيم، استناداً إلى بعض الروايات التي تتناقل بشأن تلقي التنظيم دعماً غربياً من عناصر القوات الأجنبية الموجودة في المنطقة، نسبة لامتلاك تلك التنظيمات الأسلحة المتطورة الحديثة بحوزتهم.
وفقا لتقديرات مؤشر الإرهاب للعام 2022، الصادر عن معهد الاقتصاد والسلام، فشلت حتى الآن الاستجابات الدولية والإقليمية للعنف في وقف الزيادة المتواصلة في مستويات الإرهاب، بسبب النمو السكاني المتزايد في المنطقة، والنزوح بسبب عوامل التغير المناخي والنزاعات الأهلية المستمرة في العديد من الدول.
جماعات في منطقة الساحل
وتضم منطقة الساحل والصحراء تنظيم "نصرة الإسلام والمسلمين"، بنحو 1700 مقاتل، إضافة إلى تنظيم "داعش" بقيادة أبو الوليد الصحراوي ويبلغ عدد عناصره نحو 1300 مقاتل.
أما تنظيم "المرابطون" يبلغ عدد عناصره نحو 700 مقاتل، ومجموعات صغيرة أخرى، إضافة نحو 4 آلاف عنصر من "داعش" على الحدود الليبية في الصحراء، بحسب الخبراء
وشهدت منطقة الساحل ارتفاعا في مؤشر عنف الجماعات الإرهابية، الذي تضاعف نحو 4 مرات منذ عام 2019، وهو ما يشير على مخاطر متزايدة
ومن بين 135 منطقة إدارية في مالي وبوركينا فاسو وغرب النيجر، شهدت 84 مقاطعة (نحو الثلثين) هجمات عام 2022، وكان هذا الرقم في 2017 أقل من الثلث (40 مقاطعة).