وأضاف: "هذا أمر موجود ونعيشه منذ سنوات وقد ازدادت هذه الظاهرة حدة مع وصول هؤلاء المتطرفين، الذين يوصفون بأنهم يمين متطرف الى السلطة في إسرائيل، أعتقد أن وصول هذه الفاشية العنصرية إلى الحكم في إسرائيل سيؤدي إلى اكتشاف العالم مدى عنصرية هذا النظام وكراهيته للفلسطينيين وسياساته الهادفة لتصفية هذه القضية العادلة".
وأردف المطران "نحن من ناحيتنا لا نخاف من ظاهرة التطرف هذه فمن يقرأ تاريخ الكنيسة المسيحية في هذا المشرق وفي حقب كثيرة يلحظ أن هنالك اضطهادا واستهدافا ومحاولات كان الهدف منها القضاء على الوجود المسيحي في هذه الأرض المقدسة، ولكن هذا لم يحدث فنحن باقون وأجراس كنائسنا ستبقى تقرع مبشرة بقيم المحبة والأخوة والسلام، فنحن لا نبادل الضغينة بالضغينة والعنصرية بالعنصرية وندعو من أجل هؤلاء العنصريين لكي ينير الرب قلوبهم وعقولهم فيكتشفوا أن الله محبة، أما البغضاء والكراهية فهي أمور لا تنسجم إطلاقا مع القيم الروحية والدينية النبيلة".
"شعبنا الفلسطيني الذي استهدف منذ وعد بلفور وحتى اليوم مرورا بالنكبات والنكسات والتشريد إنما عانى من المظالم والمعاناة لم تكن مقصورة على جهة دون الأخرى، فكل أبناء شعبنا الفلسطيني عانوا من هذه السياسات الظالمة مسيحيين ومسلمين، ولكن هنالك تيارا صهيونيا متطرفا من المستوطنين، الذين يحملون كراهية عمياء تجاه المسيحيين وكنائسهم ومقدساتهم فالتعديات ازدادت في الآونة الأخيرة، وما حدث مؤخرا في كنيسة الجثمانية كما وفي غيرها من الكنائس والمقابر قبلها، إنما هو مؤشر على أن هؤلاء المتطرفين المستوطنين لا يحترمون التعددية الدينية ويظنون أن القدس لهم وليست لسواهم في حين أن مدينة القدس هي مدينة مقدسة في الديانات التوحيدية الثلاث ويجب احترام خصوصيتها، فهي مدينة تختلف عن أية مدينة أخرى في هذا العالم ولا يحق لأية جهة أن تدعي بأن القدس لها وليست لسواها".
"شر البلية ما يضحك، وما صرح به هذا المتطرف إنما يثير السخرية ونحن لا نأخذه على محمل الجد، فهؤلاء هم عنصريون وليسوا قادرين على أن يغيروا أو يبدلوا من أهمية الحضور المسيحي في هذه الأرض المقدسة وعراقة هذا الحضور".
"إننا نعتبر الاضطهاد الممنهج الذي تتعرض له الكنيسة الأرثوذكسية في أوكرانيا بأنه اضطهاد يستهدف الكنيسة الأرثوذكسية كلها، فهذه كنيسة شقيقة تربطنا وإياها أواصر المحبة والأخوة والصداقة منذ سنوات طويلة ووفود الحجاج كانت تأتي دوما من أوكرانيا وسيادة المتروبوليت أونوفريوس ومطارنة الكنيسة الأوكرانية كانوا دائما يزورون القدس ويصلون في كنيسة القيامة وفي كنيسة المهد كما وفي غيرها من الكنائس".
وأردف "من المؤلم والمحزن أن هنالك جهات في هذا العالم تريد أن تفرض علينا كنيسة أرثوذكسية بديلة في أوكرانيا تنسجم والأطماع الغربية ونحن بدورنا نقول إننا لا نعترف بأي كيان بديل ولا نعترف إلا بالكنيسة الأرثوذكسية الأوكرانية القانونية والشرعية، التي يرأسها سيادة المتروبوليت أونوفريوس، فهذا هو موقفنا الثابت تجاه هذه الكنيسة الشقيقة".