وتقترب الهند حاليا من تجاوز الصين لتصبح هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
وتكافح الصين لزيادة معدل المواليد، بعد سنوات من سياسات تحديد النسل والطفل، وفي 2016 ألغت الحكومة الصينية سياسة الطفل الواحد، وفي 2021 ألغت حدود الإنجاب، والشهر الماضي قالت الحكومة الصينية إنها ستقدم إعفاءات ضريبية للأسر التي لديها أطفال دون سن الثالثة لتحفيز معدل المواليد في البلاد.
وتواجه الصين بعد عقود من النمو المطرد، تحديات ديموغرافية خطيرة، بما في ذلك عدم التوازن بين الجنسين وشيخوخة السكان، نتيجة لسياسة "أسرة واحدة وطفل واحد" التي أقرتها في أواخر السبعينيات.
سمحت هذه السياسة للأسر في المدن بإنجاب طفل واحد فقط، وطفلين في القرى، إذا كان الطفل الأول فتاة، لكن في عام 2013، بدأت السلطات في تخفيف بعض القيود من أجل حل القضايا الناشئة.
ولم تكن الإجراءات كافية لزيادة معدل المواليد، ووفقا للبيانات الصادرة عن المكتب الوطني للإحصاء في الصين، كان معدل المواليد في عام 2021 هو 7.52 مولود لكل 1000 شخص، وهو أدنى مستوى منذ بدء تسجيل البيانات في عام 1978، وكشف المكتب انخفاض عدد السكان إلى 1.412 مليار في العام الماضي مقارنة بـ 1.413 مليار في عام 2021، وكان معدل النمو الطبيعي سالبًا لأول مرة منذ عام 1960.
ومن جانبها ترى مو تشنغ، الأستاذة المساعدة في قسم علم الاجتماع والأنثروبولوجيا في جامعة سنغافورة الوطنية، أن "الأزواج ينجبون عددًا أقل من الأطفال، أو يختارون عدم إنجاب أي طفل على الإطلاق".
وأضافت، في تصريحات لموقع "CNBC": "لا يزال كوفيد-19 يحمل العديد من التداعيات السلبية، وقد تسبب في إحساس عام بعدم اليقين تجاه المستقبل (...) هناك شعور بالعجز يمنع العديد من النساء من الرغبة في إنجاب الأطفال". وتابعت:
"ارتفاع تكلفة المعيشة يدفع المزيد من الناس بعيدًا عن الرغبة في زيادة أسرهم".
ومن جانبه، قال الخبير الاقتصادي آندي شي: "الصين بها عدد أكبر من الأمهات في القوة العاملة مقارنة بالدول الغربية".
وأشار شي، في تصريحات نقلها موقع "CNBC"، إلى أن هناك رغبة في الحصول على وظيفة في الصين، و"كونك أمًا ربة منزل ليس هدفًا أبدًا".
وأكد شي أنه "مع حصول المزيد من النساء على مؤهلات أعلى وترقيتهن في المراتب في محل عملهن، فإنهن يتوقعن أن يكسب أزواجهن أكثر منهن".