ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مكتب نتنياهو قوله إن رئيس الوزراء ووزير الدفاع، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي أجروا تقييما شاملا للوضع الأمني في إسرائيل وتم منع اليهود من دخول المسجد الأقصى حتى نهاية رمضان
واعتبر وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير أن قرار منع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى هو "خطأ فادح" سيؤدي إلى التصعيد.
وقال مراقبون إن القرار جاء بسبب الضغوط العربية والدولية على إسرائيل، وبعد التوتر الأخير على جبهة لبنان وسوريا وغزة، مؤكدين أن القرار لن يؤثر على دعم اليمين لنتنياهو.
ضغوط عربية
اعتبر محمد حسن كنعان، رئيس الحزب القومي العربي، وعضو الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي السابق، أن قرار نتنياهو بمنع دخول المستوطنين إلى المسجد الأقصى في آخر عشرة أيام من شهر رمضان الكريم، جاء لإرضاء مصر والأردن، بعد أن مارسوا ضغوطًا كبيرة على نتنياهو لوقف الاقتحامات.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، قرار نتنياهو جاء بعد 20 يومًا في شهر رمضان الذي شهد انتهاكات واقتحامات ضخمة من قبل المتطرفين بقيادة بن غفير للمسجد الأقصى، وللمقدسات الدينية في مدينة القدس، دون أن يحرك نتنياهو ساكنًا، بيد أن الضغوط العربية والدولية دفعته لاتخاذ هذا القرار.
وفيما يتعلق بإمكانية تأثير هذا القرار على دعم اليمين، استبعد كنعان هذا الأمر، مؤكدًا أن اليمين الإسرائيلي الفاشي الذي يتزعمه بن غفير وسموتريتش يدركون جيدًا بأن أي حكومة بديلة عن هذه الحكومة لن يتواجدوا فيها، وأن لديهم فرصة الآن لممارسة برنامجهم الفاشي من استيطان وقتل وخنق ومحاصرة للشعب الفلسطيني، وزيادة وتيرة الاستيطان غير القانوني.
وقال إن حكومة اليمين لن تتأثر بهذا القرار، وستستمر في عملها حتى لو أقدم نتنياهو على إغلاق المسجد الأقصى بشكل نهائي أمام المستوطنين وأمام الحركات الفاشية المتدينة التي تمارس استفزازاتها ضد المسلمين في هذه الأيام المهمة.
مراوغة نتنياهو
واعتبر الدكتور أحمد فؤاد أنور، الأكاديمي المصري، والمتخصص في الشؤون الإسرائيلية، أن بنيامين نتنياهو يلعب من وراء هذا القرار بالنار على مستويين؛ الأول استمرار حكومته في سدة الحكومة لفترة أخرى، لا سيما وأنها هشة تقوم على غلاة المتطرفين، فيما يسعى لاسترضاء اليمين حتى لا يكرر سيناريوهات سقوط الحكومة السابقة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، نتنياهو في هذا الإطار يسعى لتكرار لعبة الاستيطان المشروع وغير المشروع، وعلى الرغم من أن الاستيطان برمته مخالف للقانون الدولي ومرفوض، إلا أنه يحاول القول بإن هناك دخولا مشروعًا، ومنعًا لغير المسلمين من الدخول بأوامر من الاحتلال الإسرائيلي.
ويرى أنور أن نتنياهو يهدف من وراء هذا القرار كذلك إلى تخفيف الضغط العربي والدولي، وغضب الجماهير الفلسطينية والعربية والشارع الإسلامي في جميع أنحاء دول العالم، لا سيما بعد الجريمة الأخيرة في اقتحام الاحتلال وفضه للمسجد الأقصى من المعتكفين والاعتداء على المصلين أكثر من مرة خلال شهر رمضان.
وأوضح أن المأزق الذي يعاني منه نتنياهو قد يؤدي به إلى سقوط حكومته على يد المتطرفين الذين يسعون إلى إرساء واقع ومبدأ جديد في المسجد الأقصى يتمثل في صلاة اليهود بداخله، عبر اقتحامه بالمئات وسط حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
ولفت الأكاديمي المصري، إلى أن نتنياهو يحاول استرضاء الطرفين، ويسعى للظهور أمام الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي بمظهر كابح المتطرفين في هذه المرحلة الحساسة والمهمة.
وكان وزير الأمن القومي الإسرائيلي، إيتمار بن غفير، قد أمر، السبت الماضي، بزيادة أعداد الشرطة داخل المسجد الأقصى، لتفريغه من المعتكفين، لإفساح المجال لاقتحامه من قبل المستوطنين.
ومنذ بداية شهر رمضان، صعّدت إسرائيل من هجماتها ضد الفلسطينيين، لا سيما في المسجد الأقصى في القدس المحتلة ومحيطه، وأدت أعمال العنف الإسرائيلية إلى هجمات صاروخية انتقامية، وعمليات شنّها مقاتلو المقاومة الفلسطينية.
وتطورت الأحداث إلى إطلاق رشقات صاروخية من جنوب لبنان وغزة وسوريا على مستوطنات وبلدات في شمال وجنوب إسرائيل بالإضافة إلى الجولان السوري المحتل، فيما ردت الأخيرة، بقصف ما قالت إنها أهداف تابعة لحماس في صور جنوبي لبنان، وأخرى في قطاع غزة.