خبير سعودي: عودة سوريا إلى "الحاضنة العربية" هو انتصار للدبلوماسية الروسية والعربية

رأى الكاتب والباحث السعودي في الدبلوماسية العامة والإعلام السياسي، عماد المديفير، أن عودة سوريا إلى الجامعة العربية، واستعادة العلاقات مع الدول العربية؛ ستعد انتصارا كبيرا تحققه الدبلوماسية الروسية والعربية.
Sputnik
عمان – سبوتنيك. وقال المديفير، في مقابلة مع وكالة "سبوتنيك"، مُعلقاً على زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد، إلى الرياض، أمس الأربعاء، "إن عودة دمشق للحضن العربي، سيكون نصرا للدبلوماسية الروسية والعربية.

"الروس بالتأكيد، يريدون إعادة "النظام" السوري إلى الحضن العربي؛ وظهر ذلك من خلال زيارات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إلى عدة عواصم عربية، والحديث عن ضرورة عودة دمشق إلى الجامعة العربية".

عماد المديفير
الكاتب والباحث السعودي في الدبلوماسية العامة والإعلام السياسي
وأضاف، "حتى الآن، لم تتضح الصورة العامة، عما إذا كانت الخطوات المتعلقة بإعادة سوريا إلى الحضن العربي، ستنجح بالفعل في المرحلة المقبلة؛ لا سيما مع المعارضة، التي أبدتها الولايات المتحدة الأمريكية لهذا المسار، وكذلك الأمر بالنسبة لدول أوروبية، مثل بريطانيا وألمانيا".
وتابع قائلاً، "كذلك الأمر بالنسبة لمستقبل علاقة إيران بـ"النظام" [الحكومة السورية]. بالتالي ما من بد، أن على النظام السوري نفسه مساعدة نفسه بنفسه، والعمل على وقف ما يهدد أمنه ومستقبله، والمتمثل اليوم بالتغلغل الإيراني، وسيجد العرب والروس مجتمعين في مساعدته"؛ على حد قوله.
السعودية وسوريا تبحثان خطوات تسوية سياسية شاملة للأزمة السورية
وحول زيارة المقداد إلى السعودية، أشار المديفير، إلى أن، باعتبارها الأولى من نوعها منذ 11 عاماً، بدعوة من نظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان؛ منبعها حرص المملكة على بذل كافة الجهود، للتوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها وانتمائها العربي، ويحقق الخير والنماء لشعبها.

"هذه الزيارة [تضمنت] عقد جلسة مباحثات، تمحورت حول الجهود المبذولة للوصول إلى حل سياسي، يحافظ على وحدة سوريا وأمنها واستقرارها، وتسهيل عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم، وتأمين وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضررة في سوريا؛ وذلك قبيل الاجتماع المزمع عقده في جدة غداً الجمعة".

عماد المديفير
الكاتب والباحث السعودي في الدبلوماسية العامة والإعلام السياسي
كما تأتي زيارة المقداد إلى السعودية كذلك، على وقع الاتفاق السعودي - الإيراني - الصيني الأخير، بشأن موافقة الرياض على استعادة العلاقات الدبلوماسية مع طهران، ضمن إطار من الاشتراطات، التي أبرزها "عدم التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية"؛ بحسب الخبير السعودي.
وزير الخارجية السوري يعتزم زيارة الجزائر وتونس
ويرى المديفير أن ذلك يشكل فرصة ذهبية للحكومة السورية؛ إذ إن "السعودية اليوم، تقود العرب للانفتاح على تغيير في المسار السياسي في الشرق الأوسط، متى ما صدقت طهران والتزمت بتعهداتها ضمن إطار الضمانة الصينية".
وأردف قائلا، "وبالتالي، ربما الذهاب إلى أبعد من ذلك، والسعي إلى إعادة اصطفاف الشرق الأوسط الواسع، لاكتمال منظومة الأمن والاستقرار في المنطقة، والذي يتطلب بالتأكيد إيجاد حلول سياسية واقعية للأزمة السورية، وبما يكفل إنهاء معاناة الشعب السوري الشقيق".
وأشار المديفير، إلى الآثار المترتبة على العقوبات الاقتصادية، والمقاطعة العربية؛ في الوقت الذي تحاج فيه سوريا للاستثمارات العربية، والتبادل التجاري مع أشقائها العرب، وإعادة الإعمار.
وكان وزراء الخارجية العرب علّقوا، في اجتماع طارئ عقدوه في القاهرة، أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر 2011، عضوية سوريا في الجامعة العربية؛ إثر اندلاع الأزمة السورية.
تجدر الإشارة، إلى أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى العراق والأردن ومصر، يعتزمون الاجتماع في مدينة جدة، يوم غد الجمعة؛ للتباحث حول سوريا.
مناقشة