وقال خليل أحمد دود الرجال، في اتصال مع "سبوتنيك"، الخميس، إن الحكومات المتعاقبة على حكم السودان والنخب النيلية "كانت ولا تزال تفتعل الأزمات لتستأثر بمنافع البلد وخيراته، ويجني سواهم المساوئ".
وأضاف أن "تلك النخب والحكومات تصنع الأزمات بمباركة حواضنها الاجتماعية حتى تخلد بتلك المزايا التي ورثتها من المستعمر جزاء عمالتها له" على حد قوله.
واتهم دود الرجال النخب السياسية بتجنيد وتجييش القبائل العربية عندما انفجرت الثورة في دارفور لإعاقة المشروع الثوري "لتخلو لها الساحة، للاستئثار بخيرات البلد".
"القبائل العربية (ممثلة مليشيا الجنجويد التي هي غالبها من تلك القبائل)، أدخلت شرطا لنظام الإخوان المسلمين والنخب النيلية وحواضنها، والشرط هو أن تتصدى تلك المليشيات للثورة وتجابهها مقابل أن تكتب لها الحكومة كل أراضي قبائل غرب السودان باسمها" على حد قوله.
واعتبر دود الرجال أن "الأحداث المستمرة منذ شروق فجر الثورة حتى ساعتنا هذه، تنفيذٌ لهذا البند (سياسة الأرض المحروقة)، من أجل خلو الأرض لحواضن الجنجويد، لذا ترى الجنجويد حتى بعد رحيل البشير تمارس نفس التنكيل من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب".
وأشار رئيس مفوضية العدالة إلى "أحداث فوربرنقا قبل أيام، وقبلها كرينك بيوم وقبلها تندتي وسواها من الأحداث الدامية والتي لا تخرج جميعها عن صياغ فلسفة أطماع تلك المليشيات في الأرض وفقا للشرط الذي ذكرناه، رغم بطلانه وفقا للشواهد والأدلة التاريخية التي تؤكد ملكية الأرض للقبائل الأفريقية".
وحول زيادة حدة القتال في الآونة الأخيرة يقول: "زيادة حدة القتال هذه الأيام أسبابه تختلف جملة وتفصيلا عن قضية الأرض، إذ يتعلق بأن هذه المليشيات وبعد سقوط نظام البشير أو حتى إسقاطه تغيرت أطماعها تماما وباتت تحلم بحكم السودان بأسره، وذلك بعد دخولهم الخرطوم ومجالستهم النخب التي كشفت نفسها أنها نخب خاوية من فنون وفلسفة الحكم، ولا تعرف من الحكم إلا نهب ثروات السودان وإشعال نار الفتن".
"باتت قيادة الجنجويد تنظر لهم نظرة عادية كالذي كان ينظر للجبل من بعيد فيراه أملس ولما اقترب رأى ما به من وعورة منظره، فما كان إلا أن سلحت مليشياتها بكل أنواع الأسلحة حتى سلاح الجو لتحقق هدفها وهو حكم السودان، الأمر الذي ترفضه مليشيات الجيش والشرطة والأمن".
ولفت إلى أن "ازدياد حدة الأحداث بغرب السودان فضلا عن الاحتقان الحاصل الآن بمدينة مروي ومدن الشمالية والخرطوم بين الجيش والدعم السريع هو نتيجة مصاحبة للبيانات والبيانات المضادة والتصريحات الصحفية بين الطرفين وإقامة وافتعال إفطارات جماعية جعلوا منها منصات للتحشيد والتحشيد المضاد والاستقطاب الذي لا يخلو من القبلية والجهوية أحيانا كثيرة، وهذا ينذر بدمار وشيك وهتك ما تبقى منها".
واختتم بقوله إن "الحرب واقعة في البلاد لا محالة رغم الجهود التي تبذل هذه الأيام من قبل دول متعددة، إذ لا يمكن للنخب أن تتخلى عن الثدي الذي ظلت تستأثر بحليبه وحدها دون الشركاء، ولا يمكن للمليشيات أن تترك لها الثدي وحدها بعد أن ذاقت أكوابا من الحليب المحلى وبخاصة أن الحكمة قد قبرت في السودان".
يذكر أنه في الـ 25 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، اندلعت أزمة سياسية في السودان عندما أعلن رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، عن إجراءات استثنائية شملت حل مجلسي السيادة والوزراء وإعلان حالة الطوارئ، وهي الأزمة التي يسعى الاتفاق الإطاري إلى حلها.