وأضاف في تصريحات خاصة لـ "سبوتنيك"، أن "الاعتداءات الإسرائيلية على المسلمين في الأقصى، والمسيحيين في كنيسة القيامة، والذين يحتفلون اليوم بسبت النور مستمرة، وتتمثل في الإجراءات والقيود التي يفرضها في هذه المناسبات رغم أنها دينية".
وقال إن "الاحتلال الإسرائيلي يمنع آلاف المسيحيين الفلسطينيين من أبناء مدن جنين وبيت لحم ورام الله، وغيرها من المحافظات الأخرى من الوصول إلى القدس وكنيسة القيامة للقيام بالشعائر الدينية"، مؤكدًا أن "معاناة المسيحيين في هذا اليوم تتمثل في عدم تمكنهم من الدخول إلى المدينة".
ولفت نائب محافظ القدس إلى أن
"الاحتلال يتخذ إجراءات صارمة وقوانين تحذر الدخول الحر للمواطنين الفلسطينيين للأمكان المقدسة، حيث تضع اشتراطات قوية وتحدد الدخول لفئات عمرية بعينها فوق الـ50 عاما، أو تشترط الحصول على تصاريح محددة تحت مسمى السلامة الأمنية وغيرها، وهي كلها إجراءات معقدة لا يستطيع القادم إلى القدس أن يحققها".
وأوضح أن "القوانين الإسرائيلية تمنع المسيحيين والمسلمين من دخول المحافظة والوصول إلى الأماكن المقدسة عبر 13 حاجزا تحيط بمدينة القدس، إضافة إلى تحويل المدينة بكل حاراتها وأبوابها إلى ثكنة عسكرية"، معتبرًا أن "هذه الإجراءات تعد اعتداءا سافرا وتشكّل حرمانا للفلسطينيين من ممارسة عباداتهم".
واعتبر نائب محافظ القدس أن
"الحرمان من حق العبادة ومن ممارسة الشعائر الدينية، هو شيء خطير جدا ويعبر عن وجهة نظر الاحتلال الذي تظهر بشكل واضح عنصريته تجاه الطوائف الأخرى، وتأتي في إطار تمكين قانون يهودية الدولة الذي أقره الكنيست الإسرائيلي، والذي يتنكر للآخرين في هذه المدينة".
وفيما يتعلق بقرار رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمنع المستوطنين من الدخول للأقصى في شهر رمضان، قال عبد الله صيام إن "المسجد الأقصى بكل مساحة ما داخل السور (144 دونم) للمسلمين وحدهم خالصة لهم، ولا يجوز أن يشاركهم فيها أحد، وهناك 5 صلوات على مدار اليوم وطوال العام للمسلمين، بيد أن الاحتلال يريد أن يختزل الأمور في آخر 10 أيام من شهر رمضان فقط".
ويرى أن "هذا الإجراء مجرد ذر للرماد في العيون، إذ يجب أن تكون حرية العبادة والوصول إلى المسجد الأقصى دائمة"، مؤكدا أن "الإجراءات والاعتداءات التي تتم في الأقصى مستمرة، واقتحامات المستوطنين تحت حراسة قوات كبيرة من الجيش قائمة، والقوانين التي تفرضها، أمر مرفوض، ومن حق الفلسطينيين ممارسة عباداتهم وشعائرهم الإسلامية والمسيحية".
ووصف صيام قرار نتيناهو بـ"محاولة تجميلية"، يريد من خلالها الاحتلال أن يوجه خطابا للعالم في هذه المرحلة الحساسة، التي يرى فيها المجتمع الدولي مستوى التطرف لدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي.
وأدانت وزارة الخارجية الفلسطينية اعتداء قوات الاحتلال الإسرائيلي على المسيحيين المحتفلين بسبت النور في البلدة القديمة من القدس المحتلة، ومنع دخول العشرات منهم إلى كنيسة القيامة.
وأكدت الخارجية في بيان لها، اليوم السبت، أن هذا الاعتداء دليل قوي على القمع الذي تمارسه قوات الاحتلال تجاه المواطنين الفلسطينيين، وتجاه المؤمنين الذين جاءوا للتعبد في القدس بغض النظر عن جنسيتهم، واعتبرته اعتداء صارخا على الوضع السياسي والتاريخي والقانوني القائم، وانتهاكا صارخا لالتزامات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في القدس، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
وشددت على أن تدابير إسرائيل باطلة وغير شرعية وغير قانونية، ولن تنشئ حقا له في القدس وغيرها من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي انتهاكات جسيمة للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي والاتفاقيات الموقعة، وخطوات استفزازية تصعيدية للأوضاع في ساحة الصراع، مطالبة المجتمع الدولي بسرعة توفير الحماية الدولية لشعبنا عامة وللقدس ومقدساتها خاصة.
وفي وقت سابق، أكدت كنائس القدس رفضها لكل محاولات السلطات الإسرائيلية التضييق على المحتفلين بسبت النور في القدس.
وأوضحت في بيان لها، أن هذا الأسبوع هو أسبوع الآلام، الأسبوع الأقدس للمسيحيين، ويتمثل الاحتفال بمراسم سبت النور التي يشهد المؤمنون خلالها إضاءة النور المقدس، وتتم بشكل منتظم في كنيسة القيامة منذ ما يقرب من 2000 عام، وهي تجذب المسيحيين من جميع أنحاء العالم.