وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، الذي حدث قد يكون بسبب عدم توفيق من قبل الآلية الثلاثية بقيادة المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس، والذي استعجل الاتفاق الإطاري دون مراعاة لإحداث توافق أوسع حوله، بضم لجان المقاومة وكتلة التغيير الجذري وتحالف الحرية والتغيير (الكتلة الديمقراطية).
وأشار مصطفى إلى أن الإقدام على التفريق بين شطري المكون العسكري (القوات المسلحة والدعم السريع)، وإدراجهم كمكونيين للتوقيع على الاتفاق الإطاري بعد التقارب الواضح بين قائد قوات الدعم السريع مع الحرية والتغيير المجلس المركزي ثم حدوث بعض التراشقات الإعلامية بين قيادة القوات المسلحة والدعم السريع ومن ثم الحشود العسكرية والتعزيزات التي حدثت، خاصة من قبل قوات الدعم السريع في الخرطوم وبعض المدن السودانية دفع الأوضاع إلى مرحلة الانفجار التي حذر منها الكثيرين.
ولفت رئيس الحركة الشعبية إلى أن، الحكمة تقتضي أن تتوافق القوى السياسية وتتعامل مع المكون العسكري ككتلة واحدة دون أي استقطابات سالبة تؤسس لمواجهة قد تمنح فرصة لعناصر النظام المباد، لتدخل عبر نافذة الحرب وليس أن تمنحهم كل الفرص ثم تأتي وتتباكى خوفًا من عودة الإسلاميين.
ونوه بأن الحركة الشعبية لتحرير السودان قدمت أفضل مقترح عملي لتحقيق التوافق لكن القوى السياسية التي ظلت تتعنت إلى أن حدث السيناريو الأسوأ، وسوف تستمر المواجهة حتى تحسم إحدى القوتين الأمر أو تضعفهما وتملي عليها شروطها، لكن لا أظن أن تكون هنالك فرصة لإنهاء الحرب في وجود ندية قائمة قد تعيد المشهد مرة أخرى إلى ما كان عليه.
وتدور منذ صباح أمس السبت، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري في الخرطوم ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
وبدأ التصعيد الأخير بإعلان قيادة "قوات الدعم السريع" السودانية، في بيان صباح السبت، أن القوات المسلحة السودانية، هاجمت مواقعها ومقراتها في الخرطوم ومروي ومدن أخرى، لافتة إلى أنه تم الرد على الهجوم وتكبيد الجيش السوداني "خسائر كبيرة"، فضلا عن السيطرة على مطار وقاعدة مروي ومطار الخرطوم.
ومن جانبه، أعلن الجيش السوداني، في بيان صباح نفس اليوم، أن القوات المسلحة السودانية "تصدت لهجمات قوات الدعم السريع في منطقة المدينة الرياضية جنوبي العاصمة وفي عدة مناطق محيطة".
كما أعلن الجيش السوداني، في بيان لاحق، قوات الدعم السريع، قوات "متمردة"، حيث ذكر، عبر بيان، أن "الاشتباكات الآن تدور بين قواتكم المسلحة وقوات الدعم السريع المتمردة في المواقع الاستراتيجية".
ويواصل الجانبان، نشر البيانات عن الانتصارات التي يحرزها والخسائر التي يوقعها في صفوف الطرف الآخر.
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) للعلن، بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.