وفق خبراء من تشاد وليبيا، فإن الامتداد القبائلي في الدول الثلاث، يدفع نحو احتمالات انخراط المزيد من المسلحين في المشهد، بما يؤثر بدرجة كبيرة على الاستقرار في البلدين.
وترتبط الدول الثلاث بحدود كبيرة، بالإضافة للقبائل المشتركة في هذه الدول، وعلاقات بين أطراف الصراع ومسلحين في الأراضي الليبية والتشادية، الأمر الذي يحتمل مع انخراط مباشر من بعض القبائل أو المسلحين في ليبا وتشاد في الداخل السوداني، بصورة معلنة أو غير معلنة.
وكانت المعارك قد تواصلت لليوم الرابع على التوالي، بين قوات الجيش والدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، بما في ذلك في العاصمة الخرطوم.
وتدور منذ يوم الجمعة الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها في العاصمة الخرطوم والولاية الشمالية، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري في الخرطوم ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.
تحذيرات ليبية
في البداية يقول اللواء صالح رجب، وزير الداخلية الليبي السابق، إن تداعيات الأزمة في السودان تحمل مخاطر عدة على الجانب الليبي.
يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن هناك مخاوف من انتقال عناصر سودانية إلى الداخل الليبي، واستخدامها نقطة انطلاق لتنفيذ عمليات في الداخل السوداني، لافتا إلى أن ما يحدث في السودان يهدف لتقسيمه، بدعم غربي، في إطار سعيه لتقسيم ليبيا لاحقا.
وشدد على أن ليبيا تتحمل فاتورة أمنية باهظة إثر استمرار الأزمة التي توشك أن تنتقل إلى الدول المجاورة عبر دعم الجماعات الإرهابية وانخراطها في المشهد.
تداعيات على الداخل التشادي
يقول أبكر إدريس حسن، إن تداعيات أحداث السودان، على تشاد، تتمثل في الجانب الاقتصادي بين البلدين، حيث توقفت الحركة التجارية بين الحدود، فضلاً الانفلات الأمني بينهما، إذ تنشط عمليات قطع الطرقات على الناس وممتلكاتهم.
يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التداخل القبلي له تأثير كبير، في ظل مخاوف من انخراط بعض القبائل التشادية في الأحداث، وبنفس القدر بالنسبة للحالة الليبية.
مخاطر مرتقبة
العديد من المخاطر تترتب على استمرار الوضع الحالي تتمثل في تفشي حالة الفوضى وتراجع تأمين الحدود بما يساعد بشكل كبير في تهريب الأسلحة عبر الحدود وانتقال العناصر الإرهابية عبر الحدود.
فيما يقول العابد مصطفى البشير العابد مصطفى البشير، المفوض باللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بتشاد، إن تداعيات ما يجري في السودان، على الحدود السودانية الليبية التشادية يرتبط بتهريب السلاح والاتجار بالبشر وتنقل الجماعات الإرهابية.
ويضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن استمرار المعارك يدفع بالحركات المسلحة وخاصة المعارضة لتشاد إلى الشرق.
تحرك الآلاف نحو السودان
كما توقع تحرك جماعات تقدر بالآلاف من أجل تعزيز قوات الدعم السريع، من القبائل العربية ذات الأصول التشادية (محاميد ليبيا)، الأمر الذي يؤدي إلى نشاط الحركات المسلحة التشادية ضد نظام "انجمينا".
يحذر البشير من نشاط الجماعات الإرهابية بسبب الفراغ الأمني، الذي سيتركه الدعم السريع المنشغل بحسم معركته في الخرطوم، وفق رأيه.
وفق البشير فإن "مخاطر استمرار الصراع المتوقعة تتمثل في دخول كثير من العصابات المسلحة من ليبيا وأفريقيا الوسطى إلى السودان، ربما للنهب والتخريب، وبحثا عن الذهب".
محذرا من "أن أخطر التداعيات قد تتمثل في تدخل تشاد في دارفور بدعم "اركوي مناوي" المرتبط بنظام انجمينا، بدعمه وتمكينه في المعادلة السودانية، عموما والدار فورية على وجه الخصوص".
وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان، وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، للعلن، بعد توقيع "الاتفاق الإطاري" المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع في شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.