ما أكسب مروي أهمية عسكرية كبيرة خلال جولة الصراع هذه هي احتواؤها على مطار عسكري يحمل اسمها، كان شاهدا على معارك كر وفر بين القوات المتصارعة وصولا إلى إحكام قوات "حميدتي" سيطرتها عليه، وسط تضارب الأنباء عن إعادة الجيش السيطرة عليه.
ويقع مطار مروي العسكري إلى جانب آخر مدني، ويعتبر قاعدة جوية مساندة، ومنطقة تمركز بديلة للقواعد العسكرية الأخرى في السودان.
ومطار مروي يعتبر أحد أكبر المطارات في أفريقيا، إذ يقع على مساحة 18 كيلومترا، وقد صمم لاستيعاب هبوط وإقلاع الطائرات الضخمة، بمهبط طائرات بطول حوالي 4 كليومترات وعرض 60 مترا.
ولا تتوقف حركة الطيران في المطار طيلة أيام العام، بما في ذلك خلال انعدام الرؤيا نتيجة للعواصف الرملية التي تهب على المنطقة، حيث تم تزويده بأنظمة هبوط آلي حديثة، ويمكنه استقبال نحو 10 طائرات دفعة واحدة بما في ذلك تلك الضخمة من طراز "إيرباص".
وفي مطار مروي ومحيطه تنتشر قوات الفرقة 19 التابعة للجيش السوداني والموكل إليها مهام حماية المرافق الإستراتيجية في المنطقة.
ومنذ مارس/آذار عام 2021 تشهد القاعدة العسكرية في مطار مروي وجودا للقوات المصرية بما في ذلك في إطار تدريبات ومناورات عسكرية مشتركة، قيل إنها تأتي كرسالة لإثيوبيا وسط خلافات مع الخرطوم والقاهرة بسبب سد النهضة الذي تبنيه أديس أبابا على النيل الأزرق.
واعتقلت قوات الدعم السريع (أحد طرفي النزاع في السودان) عددا من القوات المصرية كانت في قاعدة مروي الجوية.
وقال الجيش المصري يوم السبت، إن هناك قوات مصرية موجودة في السودان لإجراء تدريبات مشتركة، وجاء التنسيق مع الجهات المعنية لضمان تأمينها.
ونفى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الاثنين، أن تكون القوات المصرية المتواجدة في قاعدة مروي العسكرية كانت موجودة في السودان لدعم طرف على حساب آخر "غير صحيح".
وقال السيسي خلال ترأسه اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة، إن عناصر الجيش المصري وُجدت ضمن بروتوكول مع الجيش السوداني لإجراء تدريب مشترك.
سد مروي
وتضم المدينة إضافة إلى مطاريها المدني والعسكري وقاعدته الجوية، سد مروي، أكبر سد كهرومائي في السودان.
تم الانتهاء من بناء السد الشاهق في مارس/آذار 2009، ويقع السد على نهر النيل، بالقرب من الشلال الرابع حيث ينقسم النيل هناك إلى فروع صغيرة ويوجد جزيرة كبيرة في المنتصف.
ويقع السد على بعد 40 كم من مدينة مروي، ويغذي معظم مناطق السودان، وهو السابع من حيث الترتيب بقائمة أكبر 10 محطات للطاقة الكهرومائية في أفريقيا، مع سعة توليد قدرها 1250 ميغاواط، لكنه أكبر مشروع للطاقة الكهرومائية في أفريقيا من حيث الحجم؛ إذ يبلغ طوله 7 كيلومترات.
مدينة الحضارة
تضم مروي العديد من المواقع الأثرية القديمة، بما في ذلك آثار الثقافتين النوبية والمروية السائدتين في ظل دولة كوش الثانية، ومن بين ذلك جبل البركل المقدس المدرج منذ عام 2003 على قائمة مواقع التراث العالمي باليونسكو، ويضم 31 معبدا جعلته مركزا دينيا مقدسا لفترات طيلة بحضارات السودان القديمة.
ظلت مروي لقرون طويلة عاصمة للمملكة الكوشية، ويرتبط سكان المدينة التي تضم أكبر مشروعين زراعيين في الولاية الشمالية تم إنشاؤهما منذ عهد الاستعمار الإنجليزي، ارتباطا وثيقا بالأرض وأشجار النخيل حيث يعد التمر من أشهر منتجاتها، فيما بدأ نشاط صيد الأسماك في الاتساع بعد بناء سد مروي.
وبخلاف قبيلة الشايقية وهم السكان الأصليين في مروي، سكنت المنطقة ولا تزال حتى البوم قبائل عربية أخرى مثل الرباطاب والدناقلة والمحس.