مجتمع

"كنهر من الشموع"... أرمن حلب يحيون ذكرى إبادة أجدادهم على يد العثمانيين... صور وفيديو

بشموعهم المضيئة، وقلوبهم التي يطوف فيها حزن دفين، يمضي تدفق أبناء الطائفة الأرمنية من أحيائهم التي يقطنونها وسط مدينة حلب السورية، لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية بحق أجدادهم على يد العثمانيين حينها.
Sputnik
مع غروب شمس يوم الثالث والعشرين من نيسان/ أبريل، تدفق أبناء الطائفة الأرمنية كنهر من الشموع من أحياء الميدان والعزيزية والسليمانية، وكذلك المدينة القديمة وأشهرها حي "الجديدة"، إلى مقابر مخصصة للأرمن الأرثوذكس، ليشاركوا بخشوع إحياء المناسبة الأليمة التي مرت بشعب لطالما أحب الحياة وتناثر في اصقاع العالم تاركاً تأثيره وبصمته المميزة في مختلف ميادين الحياة.
وتمر الذكرى السنوية الثامنة بعد المئة على أرمن حلب وهي المدينة التي استحوذت على أكبر نسبة من أبناء ذلك الشعب، كمن يسرد صفحة من صفحات حياة الشعوب وتاريخها لكنها مضرحة بدماء بريئة، هكذا يروي جورج مرجانة أحد المشاركين في مسير المشاعل باتجاه المقابر "حقيقة إنه شعب يستحق الحياة" وهكذا يروي الشاب جورج يعمل موسيقا، بالمقابل يضع الأرمن أكاليل الورود ويشعلون الشموع وكأنهم يقولون سنواصل العيش بكل شغف.
أرمن حلب يحيون ذكرى إبادة أجدادهم على يد العثمانيين
وفي حين يرى القس الدكتور هاروتيون سليميان، رئيس طائفة الأرمن البروتستانت في سورية في حديث لـ "سبوتنيك" أن احياء الذكرى ليس لإعادة الألام للأذهان ونبش الذاكرة بقدر ما هو السعي للحياة بإيمان راسخ واضاف: "الشعب الأرمني متحد بالمطالبة بحقوقه المسلوبة بأرمينا التاريخية، والأرمن الذين ترحلوا وسط البوادي السورية وجدت البيئة الملائمة لإعادة الحياة، لسنا فقط نتذكر الألام ونبكي بل نواصل كسوريين من أصل أرمنية، نحدد المفاصل التي نعيش بها كبيت أمن يوحدنا جميعا".
أرمن حلب يحيون ذكرى إبادة أجدادهم على يد العثمانيين
وقال المطران ماكار أشكاريان، مطران حلب وتوابعها للأرمن الأرثوذكس، في حديثه لسبوتنيك إن "هذا التجمع لشكر جميع الشعوب التي كانت لديها لها الجرأة لكي تعترف بابشع إبادة بالقرن العشرين والتي راح بها مليون ونصف المليون من أصل أرمني".
ويعد 24 من كل عام ذكرى الإبادة الجماعية عام 1915 والتي شهدت مذابح ومحرقة واسعة، وعملية قتل جماعي ممنهجة، أسفرت عن طرد الأرمن من بلادهم وبيوتهم في أراضي تركيا التي كان العثمانيون يسيطرون عليها، في حين تنكر إسطنبول "الإبادة" وتعتبرها مزاعم.
أرمن حلب يحيون ذكرى إبادة أجدادهم على يد العثمانيين
وقالت الشابة أرينا بشكنزيان: "اجتماعنا اليوم لتذكير العالم بأبشع إبادة وتحث بشغف وبحماس شباب هذا الجيل الذي لا ينسى حقه، في حين ألقت قصيدة حول هذه المناسبة عن الشعب الأرمني وألم الإبادة.
أرمن حلب يحيون ذكرى إبادة أجدادهم على يد العثمانيين
ووأكد بوغوص بردقجي مسؤول في نادي الشبيبة السوري شكر الشعب السوري على استقباله للشعب الأرمني والذي تحول مع مرور الزمن إلى كونه من نسيج الشعب السوري.
أرمن حلب يحيون ذكرى إبادة أجدادهم على يد العثمانيين
وأفاد بوغوص بردقجي مسؤول في نادي الشبيبة السوري وفي حديثه ل سبوتنيك: "الصوت اليوم يتوجه لكل دول العالم إلى عدم السكوت عن المجازر المرتكبة من قبل الدولة العثمانية، والشعب الأرمني وفي لسوريا".
1 / 6
أرمن حلب يحيون ذكرى إبادة أجدادهم على يد العثمانيين
2 / 6
أرمن حلب يحيون ذكرى إبادة أجدادهم على يد العثمانيين
3 / 6
أرمن حلب يحيون ذكرى إبادة أجدادهم على يد العثمانيين
4 / 6
أرمن حلب يحيون ذكرى إبادة أجدادهم على يد العثمانيين
5 / 6
أرمن حلب يحيون ذكرى إبادة أجدادهم على يد العثمانيين
6 / 6
أرمن حلب يحيون ذكرى إبادة أجدادهم على يد العثمانيين
وأعرب عن شكره للشعب السوري لاستقباله للشعب الأرمني والذي تحول مع مرور الزمن إلى كونه من نسيج الشعب السوري.
وبحسب بردقجي، الجيل الشاب لا يستطيع أن ينسى ما حدث من إبادة بحق الشعب الأرمني، منادياً العالم بالوقوف بجانب الشعب الأرمني والفلسطيني.
مناقشة