وانقسم المصريون بين مرحب بقدوم السودانيين إلى بلادهم، وبين معارض ومتخوف من حدوث تأثير سلبي لتزايد أعداد مواطني الدولة المجاورة على الاقتصاد المصري.
ودعت الروابط التاريخية بين الشعبين المصري والسوداني العديد من المصريين إلى الترحيب بأشقائهم السودانيين، وهو ما أظهرته حملات إلكترونية ضمن هاشتاغات تعلن ترحيبها بالسودانيين حتى تتجاوز بلادهم أزمتها السياسية المشتعلة.
ويرى بعض المرحبين بدخول السودانيين إلى مصر أنه "لا يوجد من هو أولى بأهل السودان من إخوتهم في مصر، ولا يصح أصلا إطلاق لقب لاجئين عليهم" نظرا لوجود تاريخ مشترك بين البلدين وجغرافيا واحدة وعلاقات دم ومصاهرة.
من ناحية أخرى يتخوف الفريق المعارض من تحولات ديموغرافية وسياسية في مصر بسبب تدفق موجات اللاجئين إلى البلاد، حتى أن البعض ذهب إلى تشبيه ما قد يحدث عند قدوم السودانيين بأعداد غفيرة إلى مصر بما حدث من آلاف السنين عندما احتل الهكسوس مصر القديمة لعشرات السنين بعدما كان سبب قدومهم إلى البلاد هو هروبهم من ظروف قاسية وبحثهم عن الأمان في مصر.
وتشكك بعضهم في أن هناك قوى إقليمية تقف وراء تشجيع السودانيين على اللجوء بأعداد كبيرة إلى مصر، حيث لاحظ أحد المستخدمين أن إحدى وسائل الإعلام العربية بالغت في تسليط الضوء على هاشتاغ الترحيب بالسودانيين في مصر وأنها قللت من التناول الإعلامي لقضية إنقاذ السودانيين من محنتهم بشكل عام.
أثير هذا الجدل في ظل إعلان وزارة النقل المصرية، اليوم الأربعاء، قدوم أكثر من 10 آلاف شخص من السودان إلى مصر، من مختلف الجنسيات عبر المنافذ البرية، خلال فترة الـ5 أيام الماضية.
وقالت الوزارة في بيان إن "إجمالي عدد العائدين من السودان عبر منفذ قسطل البري، خلال الفترة من 21 إلى 25 أبريل/نيسان 2023، بلغ 1297 عائداً من مختلف الجنسيات".
وأضاف البيان أن العائدين من السودان من مختلف الجنسيات عبر منفذ أرقين البري، خلال الفترة نفسها، بلغوا 8897 شخصا.
وأكد البيان أن السفارات الأجنبية في مصر، قامت بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والنقل والجهات المعنية في مصر لاستقبال مواطنيهم العائدين.
وأضاف البيان أن العائدين من السودان من مختلف الجنسيات عبر منفذ أرقين البري، خلال الفترة نفسها، بلغوا 8897 شخصا.
وأكد البيان أن السفارات الأجنبية في مصر، قامت بالتنسيق مع وزارتي الخارجية والنقل والجهات المعنية في مصر لاستقبال مواطنيهم العائدين.
وشدد على سرعة إنهاء جميع إجراءات الوصول وتقديم كل أنواع الدعم لهم، وكذلك التنسيق معهم لتوفير الوجبات والأدوية اللازمة لهم، كما تم إعفاء الأشخاص ممن لا يملكون نقوداً لدفع رسوم الوصول.
ودخل الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان يومه الـ 12، دون أي بوادر لحل قريب، ودفعت المعارك المتواصلة بين الطرفين الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد بعثات دبلوماسية برا وبحرا وجوا.
كما تسببت المعارك منذ 15 أبريل، بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق تقرير لمنظمة الصحة العالمية، عن مقتل أكثر من 420 شخصًا وإصابة 3700 آخرين، بينهم عمال إغاثة، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.