الحلم التركي يصبح حقيقة بدعم روسي... "أكويو" تنتظر وقودها النووي

يترقب الشعب التركي، اليوم الخميس 27 أبريل/نيسان، مراسم تسليم الوقود النووي إلى محطة أكويو التركية للطاقة النووية، التي ينتظر مشاركة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بافتتاحها عبر تقنية الفيديو.
Sputnik
وأطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 3 أبريل 2018، بناء محطة أكويو للطاقة النووية عبر الفيديو.
وتعد "أكويو" أول محطة للطاقة النووية قيد الإنشاء في تركيا، ويتضمن المشروع أربع وحدات طاقة مع مفاعلات "VVER-1200" من الجيل 3+ بتصميم روسي، وستكون قدرة كل وحدة طاقة 1200 ميغاوات.
التحضيرات لتسليم الوقود النووي لمحطة أكويو التركية مع مشهد لمجسم مصغر للمحطة النووية يظهر فيه المفاعلات

ويعتبر هذا المشروع، أول مشروع في الصناعة النووية العالمية يتم تنفيذه وفقًا لنموذج البناء والامتلاك والتشغيل، بتكلفة تقدر بنحو 20 مليار دولار، حيث بدأ بناء أول وحدة كهرباء في أبريل عام 2018.

تاريخ الحلم التركي الذي يصبح واقعا اليوم

ظهرت مسألة الحاجة إلى استخدام الطاقة النووية في تركيا لأول مرة، على جدول الأعمال في أوائل سبعينيات القرن الماضي.
وفي عام 1970، تم إنشاء هيئة الكهرباء التركية "تيك"، ومنذ عام 1972، باشرت إدارة الطاقة الذرية بالعمل داخل الهيئة.
وفي الوقت نفسه، تم إجراء الدراسات الفنية الأولى والبحث عن موقع لبناء محطة للطاقة النووية في تركيا.
ونتيجة للبحث، تم اختيار مواقع مرسين-أكويو، سينوب-إنجيبورون، وكيركلاريلي-إغنيدا، كأكثر الأماكن ملاءمة لبناء المحطة النووية.

ونفذت "تيك" التركية العمل على ترخيص موقع "أكويو"، وبناء على دراسات أرضية، وأعدت تقريرا مفصلا، تم تقديمه إلى هيئة الترخيص، ولجنة الطاقة الذرية التابعة لمكتب رئيس الوزراء.

وحصل موقع "أكويو" في عام 1976، على ترخيص لبناء محطة للطاقة النووية، ولكن تم تعليق العمل بسبب الحادث الذي وقع في محطة تشيرنوبيل للطاقة النووية في عام 1986.

انتعاش الفكرة في التسعينيات وإدراجها في الخطة الاستثمارية

تكثفت الأبحاث حول بناء محطات الطاقة النووية لتوليد الكهرباء في أوائل التسعينيات.
وأرسلت "تيك"، في أكتوبر/تشرين الأول 1992، خطابًا إلى كبرى الشركات المصنعة لمحطات الطاقة النووية في العالم تطلب فيها تقديم معلومات فنية ومالية ببناء محطة طاقة نووية من وحدة أو وحدتين في تركيا بسعة 1000 ميغاوات على أساس تسليم المفتاح أو في إطار نموذج البناء والتشغيل الخاص بهدف التكليف في عام 2002.
تركيب وعاء أول مفاعل في محطة "أكويو" للطاقة النووية
وفي يناير/كانون الثاني عام 1993، تم نشر مشروع "أكويو نب" في الجريدة الرسمية التركية وأدرج مرة أخرى في برنامج الاستثمار.

وفي نهاية عام 2002، تم دمج وكالة الطاقة الذرية التركية، بصفتها سلطة الترخيص التابعة لمكتب رئيس الوزراء، في وزارة الطاقة والموارد الطبيعية في تركيا.

وأعلنت وزارة الطاقة والموارد الطبيعية وشركة "تيك"، في نوفمبر/تشرين الثاني 2004، عن بدء بناء ثلاثة مفاعلات نووية بطاقة إجمالية قدرها 5000 ميغاوات في عام 2007.
وفي 18 مارس/آذار 2008، بعد نشره في الجريدة الرسمية، دخل مرسوم أعدته وزارة الطاقة بشأن بناء محطات الطاقة النووية حيز التنفيذ.
وسائط متعددة
محطة "أكويو" للطاقة النووية في تركيا بعدسة "سبوتنيك"

مناقصة مشروع "أكويو نب" أعلنت 4 مرات

تمت المناقصة الأولى لبناء محطة للطاقة النووية في عام 1976، عندما حصل موقع "أكويو" على ترخيص. ومع ذلك، فإن الشركة السويدية "آسيا أتوم"، التي فازت بالمناقصة، لم تتمكن من الحصول على قرض خارجي، ونتيجة لذلك تم تعليق المشروع.

وأجريت مفاوضات العطاء مع ثلاث شركات أخرى، في نهاية عام 1983، وطلبوا ضمانات من الجمهورية التركية بشأن القضايا المالية، لكن الحكومة رفضت تقديمها، وعرضت تنفيذ المشروع وفقا لنموذج "البناء-التملك-التشغيل"، وبعد ذلك انتهت المفاوضات دون جدوى.

وتم طرح مناقصة ثالثة في عام 1998، ولكن تم إلغاؤها بقرار من مجلس الوزراء بعد أن صرح رئيس الوزراء آنذاك، بولنت إيجيفيت، أنه لا توجد حاجة لتطوير مصادر طاقة بديلة.

بدء التعاون مع روسيا في عام 2010

وقعت تركيا وروسيا، في 12 مايو/أيار 2010، اتفاقية تعاون حول إنشاء وتشغيل محطة "أكويو" النووية، والتي أصبحت علامة بارزة في طريق تركيا للحصول على الطاقة النووية الخاصة بها.

وفي 13 ديسمبر/كانون الأول 2010، تم إنشاء شركة مشروع وبدأت عملية الإعداد.

وفي 1 ديسمبر 2014، وافقت وزارة البيئة التركية على تقرير تقييم الأثر البيئي لمحطة الطاقة النووية، وفي 15 يونيو/حزيران 2017، تم الحصول على ترخيص لإنتاج الكهرباء.

"روساتوم" عملاق الصناعة النووية في العالم يضع بصمته

وفي أكتوبر 2017، منحت شركة "روساتوم" ترخيصا محدودا، والذي بدأت الشركة الحكومية بموجبه، في 10 ديسمبر2017، في بناء منشآت غير نووية ذات أولوية ضرورية لبناء وحدات الطاقة.
بناء في محطة "أكويو" للطاقة النووية قيد الإنشاء في مدينة غولنار، تركيا
وبدأ تشييد مبنى مفاعل أول وحدة طاقة، في 2 أبريل 2018. وتم إطلاق تشييد محطة "أكويو النووية" من قبل بوتين وأردوغان.

وأطلق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في 3 أبريل 2018، بناء محطة أكويو للطاقة النووية عبر الفيديو.

وفي 8 أبريل 2020، بدأ بناء وحدة الطاقة الثانية لمحطة الطاقة النووية، وفي 10 مارس 2021 بدأ بناء وحدة الطاقة الثالثة، وتم وضع أساس الوحدة الرابعة الأخيرة في 21 يوليو/تموز 2022.
عمال بناء في محطة "أكويو" للطاقة النووية قيد الإنشاء في مدينة غولنار، تركيا

وبعد تشغيل أربع وحدات طاقة، ستوفر محطة الطاقة النووية 10% من إجمالي الطلب على الكهرباء في تركيا، وستكون قدرة كل وحدة من وحدات الطاقة الأربعة (مفاعلات ففر-1200 من الجيل الجديد "3+" مع تحسين المؤشرات الفنية والاقتصادية التي تلبي أعلى معايير السلامة) سيكون 1200 ميغاواط، وستكون السعة الإجمالية لمحطة الطاقة النووية 4800 ميغاواط.

بناء في محطة "أكويو" للطاقة النووية قيد الإنشاء في مدينة غولنار، تركيا
سيقام حفل تحميل الوقود النووي في أول وحدة طاقة في 27 أبريل، وبعد ذلك ستحصل محطة الطاقة النووية على وضع "منشأة نووية"، ومن المخطط أن يتم تشغيل الوحدات الـ 3 المتبقية بحلول نهاية عام 2026 بفاصل عام واحد. من المتوقع أن تنتج محطة الطاقة نحو 35 مليار كيلوواط / ساعة من الكهرباء سنويا.

وزير الطاقة التركي: توليد الكهرباء سيبدأ خلال عام

أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي، فاتح دونميز، في مقابلة مع "سي إن إن ترك": "في 27 أبريل، سيتم تسليم أول وقود نووي إلى أكويو. بعد ذلك، سيتم إجراء الاختبارات والتجارب، هناك مواعيد نهائية معينة قبل بدء توليد الكهرباء المباشر، أستطيع أن أقول أنه في غضون 9-12 شهرا، أي في غضون عام تقريبا (حتى نهاية أبريل 2024) ، ستبدأ المحطة في إنتاج الكهرباء".

أردوغان: مشروع "أكويو" للطاقة النووية سيجلب نحو 6.5 مليار دولار لاقتصاد البلاد

أكد الرئيس التركي، أنه بفضل تشغيل محطة "أكويو" للطاقة النووية، ستتمكن تركيا من خفض حجم واردات الغاز الطبيعي، الذي يستخدم لتوليد الكهرباء، وإرسال الغاز المنتج في البحر الأسود للبيع، وبالتالي فإن "أكويو" وفقا لأردوغان، ستسمح لاقتصاد البلاد بتلقي 6.5 مليار دولار إضافية.
مناقشة