تنطلق الوثيقة التي أعلنها مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي، في القاهرة، من أسس تاريخية حول التعايش في البحرين والنهج الديني.
ويعد إعلان مملكة البحرين لتعزيز الحرية الدينية والحوار بين الأديان والتعايش السلمي والتنوع الإنساني ومكافحة الإرهاب والتطرف والعنف والكراهية.
في الإطار نفسه، قال البرلماني البحريني ممدوح الصالح، إن "الإعلان يكتسب أهميته من خلال مدى ما تتمتع به مملكة البحرين من مكانة كبيرة تجاه المجتمع العربي، ولكون هذا التدشين رسالة تحمل في طياتها مبادئ الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد في التسامح والتعايش".
يضيف، في حديثه لـ "سبوتنيك"، أن "العناية والاهتمام بمبادئ وقيم التعايش العالمي السلمي ظهر جليًا مع تولي الملك مقاليد الحكم في مملكة البحرين، وذلك عبر إشاراته المضيئة التي جعل منها نبراسًا ومنهاجًا في جميع خطاباته السامية، التي تفضل بها والتي لا تكاد تخلو من مشاعل المحبة والسلام، والتي تأتي استكمالا لمشروعه الإصلاحي".
أهداف التدشين من القاهرة
بشأن تدشين الإعلان من القاهرة، يوضح البرلماني البحريني أنها "دلالة واضحة على ما تتمتع به مصر من أدوار ريادية وذات طابع فريد لاحتضان مبادرات مختلف الدول العربية، إيمانا منها بضرورة توحيد المواقف المشتركة، ولما تتمتع به جمهورية مصر العربية من أدوار ريادية تصب في مصالح الدول العربية منذ سنين بعيدة".
وتابع: "جاء اختيار القاهرة من لدن الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد، كدلالة على حنكته ورؤيته الحكيمة وتوجيهاته السديدة في توحيد الصف العربي والنهوض بالإنسان على المستوى العربي، بل العالمي، وكان في اختيار القاهرة من جلالة الملك إصرارا منه على هذه الثوابت والمنطلقات التي سعى جلالته لتكون خارطة طريق للنهوض بالإنسان محليا وعربيا وعالميا".
علاقات تاريخية
ولفت إلى أن "المرتكز الأساس في التقيم ينبع من عمق العلاقات التاريخية التي تربط مملكة البحرين بجمهورية مصر العربية، وكونها بلد يحمل طابعا فريدا لاحتضان مبادرات مختلف الدول العربية".
ومما لا شك فيه أن للإعلان تأثيرا عميقا في جعل السلام والتسامح هو السبيل للنهوض بالمجتمعات، وكافة الشعوب.
فيما أكد النائب أحمد السلوم أن "مملكة البحرين تعتبر أحد الدول الداعية والمهتمة بقوة بمبادئ التسامح والتعايش السلمي، يأتي ذلك في إطار التوجيهات الدائمة والمستمرة، من قبل الملك حمد بن عيسى عاهل البلاد، الذي يولي اهتماما كبيرا بهذا النهج، الذي يعتبره الملك أحد الركائز الأساسية لبناء الأمم ونهضة ورقي المجتمع، من خلال التآلف والمحبة والسلام بين مختلف مكونات المجتمع".
وأشار السلوم، في حديثه مع "سبوتنيك"، إلى أن "تدشين إعلان مملكة البحرين من مصر كوثيقة تأسيسية لمركز الملك حمد للتعايش السلمي، هو تجسيد للتوجيهات الملكية واستمرار للنهج الذي يتبعه مركز الملك حمد للتعايش السلمي في إرساء مبادئ التعايش ونشر الرؤى الملكية السامية، الداعية إلى احترام الأديان والمذاهب وتعايش الجميع في سلام واحترام".
وأكد السلوم أن تدشين " إعلان مملكة البحرين" من مصر هو خير دليل على قوة وخصوصية العلاقات البحرينية المصرية، والتي تعتبر مثالا يحتذى به في مختلف المجالات، في ظل التنسيق الكامل بين قيادة البلدين، ودعمهما الكبير لتوطيد تلك العلاقة المتجذرة بين شعبي البلدين".
مكانة القاهرة
وأضاف: "أن استضافة العاصمة المصرية القاهرة لمثل هذا الحدث الكبير سيكون له مردود إيجابي، وصدى كبير نظرا لما تتمتع به مصر من مكانة كبيرة على مستوى العالم العربي والإسلامي وقارة أفريقيا، كما أن بها العديد من المنظمات الإقليمية المهمة، مثل الجامعة العربية والبرلمان العربي، كما أن مصر تتشابه مع مملكة البحرين في مدى التعايش والتآخي بين مكونات مجتمعها".