وذكرت صحيفة "إندبندنت" العربية، أمس الخميس، أنه في حدث جديد وتاريخي تم الكشف عن تمثال لبوذا من العصر الروماني، عمره حوالي 1900 عام، جنوب غربي مصر، اعتبره أثريون دليلا على التبادل التجاري بين الإمبراطورية الرومانية والهند في العصر القديم.
والتمثال المكتشف في معبد المدينة الأثرية "برنيكي" في محافظة البحر الأحمر المصرية يبلغ ارتفاعه 71 سنتيمترا، ويصور تمثال "بوذا" واقفا وحول رأسه هالة من أشعة الشمس المصورة، كما توجد إلى جانبه زهرة اللوتس المصرية.
وأكد بيان لوزارة السياحة والآثار المصرية أن بعثة أمريكية بولندية قد كشفت عن التمثال، الذي يعد كشفا أثريا وتاريخيا جديدا، حيث نقلت عن رئيس البعثة الأثرية من الجانب البولندي ماريوس جويازدا، أن "التمثال المكتشف مصنوع من الحجر الذي ربما جرى استخراجه من المنطقة الواقعة جنوب إسطنبول في تركيا حاليا، أو ربما نحت في المدينة المكتشف بها برنيكي، وتخصيصه للمعبد من قبل أحد التجار الأثرياء في الهند".
وأكد أحمد عامر، المتخصص الأثري في علم المصريات، للصحيفة العربية، أن "هذا الكشف سيعيد كتابة تاريخ منطقة البحر الأحمر مرة أخرى، وسيجعل المنطقة ذات أهمية كبيرة مع الاكتشافات الأخرى لتكون مقصدا سياحيا وثقافيا مهما خلال الفترات المقبلة".
وكان الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار المصري، مصطفى وزيري، قد ذكر في بيان له أن "موسم حفائر البعثة الأثرية البولندية الأمريكية الحالي بموقع برنيكي شهد دلائل مهمة عدة على وجود صلات تجارية بين مصر والهند خلال العصر الروماني، إذ كانت مصر في موقع مركزي على الطريق التجاري الذي يربط الإمبراطورية الرومانية بعدد من مناطق العالم القديم بما فيها الهند، وتعمل تلك البعثة في الموقع منذ عام 1994 تحت إشراف المجلس الأعلى للآثار".
ويشار إلى أن برنيكي أهم الموانئ على ساحل البحر الأحمر خلال العصر الروماني، وكان حلقة التجارة الرئيسية بين الإمبراطورية الرومانية والهند، آنذاك، حيث كانت السفن تصل إليها من الهند محمّلة بمنتجات مختلفة، مثل التوابل والأحجار شبه الكريمة ليتم تفريغها ونقلها برا عبر الصحراء الشرقية المصرية بواسطة الجِمال إلى نهر النيل، ومنها إلى سفن أخرى لمدينة الإسكندرية على البحر المتوسط، وبعدها إلى بقية الإمبراطورية الرومانية.