وكانت طائرات إسرائيلية أطلقت عددا من صواريخ جو-أرض من فوق الأراضي اللبنانية، وحاولت استهداف بعض المواقع العسكرية في محيط مدينة حمص، ليل الجمعة/السبت.
قال مصدر عسكري سوري في وزارة الدفاع، اليوم السبت، إن "3 ثلاثة مدنيين أصيبوا بجروح خلال العدوان الإسرائيلي الذي استهدف مدينة حمص ليل الجمعة".
وأضاف المصدر العسكري، أن الهجوم أسفر أيضا عن اشتعال كازية مدنية واحتراق عدد من الصهاريج والشاحنات.
ولفت المصدر العسكري إلى أن "العدوان الجوي الإسرائيلي نفذ ضربات بعدد من الصواريخ من اتجاه شمال لبنان مستهدفا بعض النقاط في محيط مدينة حمص وقد تصدت وسائط الدفاع الجوي السوري لصواريخ العدوان وأسقطت بعضها".
أسباب متنوعة
اعتبر عمر رحمون، المحلل السياسي السوري، أن القصف الإسرائيلي على مناطق سوريا لم يتوقف منذ بداية الأزمة السورية وحتى اليوم، لكن ازداد حدته بعد نجاح الجيش السوري في طرد الفصائل الإرهابية من درعا وريف دمشق وحماة وإدلب والريف الشمالي.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإنه "يمكن تقسيم القصف الإسرائيلي في سوريا إلى قسمين، الأول عندما كانت الفصائل المحيطة بالمدن السورية موجودة، والثاني بعد طرد الفصائل الإرهابية المسلحة من هذه المدن، حيث كان القصف في المرة الأولى عندما يضيق الجيش السوري ويحاصر الإرهابيين، كنوع من أنواع نجدتهم وحمايتهم."
وأوضح أنه "بعد خروج الفصائل المسلحة، لم يعد هناك من ينفذ الأعمال التخريبية التي ترضي إسرائيل، فلجأت إلى القصف المستمر دون اعتمادها على الإرهابيين الذين كانت تدعمهم من تحت الطاولة، وزادت منه في مطار دمشق وحلب الدوليين."
وأكد أن إسرائيل دائمًا ما تحاول تبرير هذا القصف على أنه استهداف لمناطق ومعسكرات إيرانية، لكنه كذب، فمن يسقط هم السوريون، والأضرار المادية لسوريا وكذلك المواقع، وقليلًا ما تعود إلى إيران.
وعن أسباب القصف، يرى رحمون أنها متعددة ومتنوعة، منها ما استهدف المطارات من أجل منع وصول المساعدات العربية لسوريا، ومرة أخرى لعرقلة عودة دمشق للجامعة العربية، وإعادة علاقاتها مع الدول العربية، لكنه أكد أن في مجملها تهدف إلى إضعاف الدولة السورية، وجيشها، وبنيتها التحتية.
تكتل عربي
بدوره اعتبر الدكتور علاء الأصفري، المحلل السياسي السوري، أن "القصف الإسرائيلي المتكرر، هدفه الأول جس نبض الدفاعات السورية والتعرف على نوعيتها وقوتها، تحضيرا للمعركة الكبرى، التي ستكون قريبا بين إسرائيل وكل محور المقاومة."
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإن إسرائيل تضع دائمًا ذرائع وهمية من وراء قصفها المتكرر، حيث تقول إن هناك أسلحة وميلشيات إيرانية، مؤكدًا أن هذه الأحاديث تأتي للتسويق الإعلامي ليس أكثر.
وفيما يتعلق بتزامن القصف مع زيارة رسمية مهمة الفترة المقبلة، يرى الأصفري أن زيارة الرئيس الإيراني تأتي في مرحلة شديدة الأهمية، ومن المقرر أن تتوج بالكثير من الاتفاقيات الكبيرة التي تخفف بدورها الضغط على الاقتصاد السوري الذي تحاصره الكثير من دول العالم، سواء أمريكا أو الدول المتعاملة معها.
وقال إن هناك بداية جديدة للتبادل التجاري الكبير، ووجود لمشاريع ضخمة إيرانية في سوريا، من إعادة البنى التحتية وترتيب صناعي كبير.
وفيما يتعلق باستقبال الرئيس السوري بشار الأسد للمبعوث الصيني، أكد أنه يأتي تعبيرا عن طبيعة المرحلة بأن هناك محورا يتشكل الآن في مواجهة أمريكا بقيادة الصين وروسيا، وبالتالي الصين تتدخل رويدا رويدا ضد الهيمنة الأمريكية ومن أجل مساعدة الشعوب ومنها السوري.
ولفت المحلل السوري إلى أن المنطقة تتجه إلى سياسة جديدة بتجاوب سعودي وإماراتي وعربي كبير، لا سيما بعد الاتفاق الأخير ما بين السعودية وإيران، معتبرًا أن المنطقة تتجه نحو الاستقرار ونحو التكتل العروبي، بعيدًا عن الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية.
كان آخر عدوان إسرائيلي على سوريا 9 أبريل/ نيسان الجاري حيث استهدف الطيران الإسرائيلي محيط العاصمة دمشق، من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفاً بعض النقاط في المنطقة الجنوبية.