وقال موسى في تصريحات إلى وكالة "سبوتنيك"، "يجب عدم الخلط بين انهيار العملة التي انهارت بحدود 97% وتضخم الأسعار الذي لائم بنحو 30%، على سبيل المثال لا الحصر كانت صفيحة البنزين بنحو 18دولارا اليوم قاربت المليونين على سعر صرف دولار ب 100 ألف ليرة أي نحو 20 دولارا وإذا أخذنا المقياس على سعر الدولار فهو تضخم طبيعي وربما مقبول مع كل التضخم العالمي والأزمات العالمية ولكن العامل الأساسي لقياس التضخم اليوم هو انهيار العملة اللبنانية إلى أماكن غير مسبوقة".
وأضاف أنه "للأسف بلغ الدولار 143 ألف منذ حوالي 40 يومًا وبالتالي الكل يخشى عودة الدولار إذا لم تتدخل منصة صيرفة عبر مصرف لبنان لتضبط الأسعار لكن السؤال الكبير، إلى متى ستعمل منصة صيرفة وإلى متى سيبقى الاحتياطي الذي ينزف من أموال المودعين يعمل، هذا السؤال الكبير".
واعتبر أن "نسب التضخم في لبنان مهولة قياسًا إلى انهيار أسعار العملة اللبنانية، وبحسب الإحصاء المركزي نفسه قال إن بعض السلع تضاعفت 6 آلاف في المائة لا سيما المواد الغذائية، نتحدث عن أرقام فلكية بالتضخم ولا أحد يستطيع ضبطها ما لم يضبط سعر الليرة أمام الدولار".
وأوضح موسى أنه "لا شك أن ارتفاع أسعار الدولار الجمركي ليلامس منصة صيرفة بحدود 90 ألف اليوم لا أحد يضمنه، وكل ما يجري هو لخلق إيرادات جديدة للدولة اللبنانية لكي تواكب الزيادات التي دفعتها بستة وسبعة أضعاف بين موظفين ومتقاعدين، ولكن ما فائدة إعطاء بيد والأخذ باليد الأخرى"، لافتًا إلى أن "هذه الإيرادات حكمًا ستأتي إما بالطباعة أو من أموال المودعين وبالتالي إلى متى سيستطيع مصرف لبنان الملائمة وبالتالي الدولة بكل إيراداتها ربما لا تغطي حجم هذه الزيادات".
ورأى أن "لبنان أمام معضلة كبيرة وحلقة مفرغة من التضخم يصحبه زيادات ثم تضخم أكبر وبالتالي المسألة اليوم باتت تحتاج إلى خطة تعافي حقيقية وبرنامج مع صندوق النقد وهيكلة قطاع المصارف".
وتساءل موسى: "ما فائدة الدولار الجمركي اليوم إذا لم نستطيع ضبط سعر صرف الدولار ولم نستطيع ضبط الكتلة النقدية ولم نستطيع بالتالي ضبط ارتفاع سعر الصرف وبالتالي ستتآكل هذه الزيادات وستزيد الأعباء على اللبنانيين نتيجة هذا الدولار الجمركي بالمباشر إن بمسألة الضرائب أو ارتفاع أسعار المواد الغذائية بحدود 15 إلى 20% والسلع الأخرى التي قد تتجاوز الـ 30 و40% وبالتالي سيعود المواطن اللبناني لتحمل هذه الأعباء في القطاعين العام والخاص".
وذكر أن "الحديث اليوم عن مليون ونصف لبناني بحسب برنامج الأغذية العالمي بحالة انعدام غذائي، وتقريبًا 48% من الأسر اللبنانية بحالة انعدام غذائي، ونحو 1.3 مليون لبناني بالمباشر بحالة انعدام غذائي، وتقرير الإسكوا تحدث عن 82% من اللبنانيين هم فقراء، التضخم يأكل الأخضر واليابس".