خبراء يوضحون أهداف زيارة وزير الدفاع الإيطالي للجزائر

ضمن الزيارات المكثفة التي أجراها المسؤولون الإيطاليون للجزائر، من المقرر أن يجري وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروزيتو، زيارة للعاصمة الجزائر خلال الفترة المقبلة.
Sputnik
الزيارة المقررة جرى الحديث بشأنها خلال لقاء جمع سفير الجزائر لدى روما، عبد الكريم طواهرية، مع وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروزيتو، للتباحث حول سبل وفرص تعزيز التعاون بين البلدين في مجالي الأمن والدفاع، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الجزائرية أمس.
برلماني جزائري: نراهن على جعل إيطاليا منصة لتوزيع الغاز نحو أوروبا
وفق خبراء فإن الزيارة المرتقبة تهدف لتعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في قطاع الصناعة العسكرية، عبر الشراكة مع الشركات الإيطالية الكبرى، مثل شركة "ليوناردو" في مجال صناعة الطائرات المروحية، كما تستهدف تعزيز التعاون والتنسيق على كافة المستويات.
كما أعرب وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، عن "رغبته في القيام بزيارة عمل إلى الجزائر مستقبلا. لمزيد من التبادل بشأن مشاريع التعاون والشراكة الحالية والمستقبلية".
أهداف الزيارة
في الإطار قال الخبير الأمني الجزائر، أحمد ميزاب، إن العلاقات المشتركة بين البلدين على مستوى الدفاع تعرف تقدما قويا، بشأن المشاورات وتبادل الخبرات والتعاون.

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التعاون بين البلدين في مجال الصناعات العسكرية قائم بمستويات مختلفة، وتعمل عليه اللجنة المشتركة بين البلدين، ضمن مشروعات عدة، في مقدمتها صناعة الطائرات المروحية.

وفق الخبير الأمني، فإن الزيارة تستهدف تعزيز التعاون بشأن الصناعات العسكرية والتحول إلى مستويات متعددة، لتحقيق احتياجات القوات المسلحة الجزائرية في مختلف القطاعات.
رئيس الوزراء الجزائري: حجم التبادل التجاري مع إيطاليا بلغ 8.5 مليارات دولار في 2021
بشأن التنسيق بين البلدين، يوضح ميزاب، أن زيارة وزير الدفاع الإيطالي تهدف للتأكيد على الالتزام بمستوى التعاون الدفاعي بين البلدين، وتبادل الرؤى حول ما تشهده المنطقة من أحداث ومتغيرات في منطقة الساحل الأفريقي.
الوضع في ليبيا
يمثل الملف الليبي مساحة مشتركة لكل من إيطاليا والجزائر، حيث ينخرط البلدان بشكل قوي في الأزمة الليبية، ويشير الخبير الأمني إلى أن الوضع في ليبيا من أبرز الملفات الحاضرة على الطاولة، نظرا للأهمية التي يمثلها للبدين، مع الأخذ في الاعتبار التطابق في الرؤى بشأن التعاطي مع الأزمة الليبي ومسار الحل، فضلا عن تداعيات وانعكاسات الملف السودان، وتأثيره على منطقة الساحل والصحراء.

يوضح الخبير:" العلاقات العسكرية بين البلدين تسير بوتيرة متقدمة، كما تعمل اللجان المشتركة على مستويات متعددة بشكل مستمر، خاصة في ظل الحضور المشترك في العديد من الملفات في المنطقة والهيئات والبعثات المعنية بالاستقرار في المنطقة".

ويشير ميزاب إلى "أن وزارة الدفاع الإيطالية تتوجه نحو إعادة ترتيب توجهاتها في مجال السياسة والدفاع، واتضحت عبر الإحاطة التي قدمها وزير الدفاع الإيطالي في مارس/ آذار 2023، والتي كشف فيها عن إطلاق الوزارة مراجعة لمفهوم السياسة العسكرية والتعاون، وتبنت نهجا أكثر ديناميكية واستباقية، وما يمكن تطبيقه على زيارة الوزير الإيطالي إلى الجزائر".
إيطاليا تحل محل إسبانيا في ملف الغاز الجزائري… ما السيناريوهات المرتقبة؟
وفق ميزاب فإن العلاقات بين الجزائر وإيطاليا ارتقت إلى المستوى الاستراتيجي، ما يعني أن هناك اتفاقيات ولقاءات تتم بشكل دوري على مستويات عدة ومجالات مختلفة.
تعويض استراتيجي
في الإطار قال نبيل كحلوش الباحث الاستراتيجي الجزائري، إن العلاقات الجزائرية-الإيطالية باتت (تعويضا استراتيجيا) بشكل ضمني عن العلاقات مع فرنسا وإسبانيا.
وفق الباحث تأتي زيارة وزير الدفاع الإيطالي في إطار تعاون استراتيجي بين البلدين لمواكبة الرهانات الجيوسياسية في حوض المتوسط.

"في فترة التسعينات تمكنت إيطاليا من كسب ثقة الجزائر اقتصاديا رغم الأزمة الأمنية التي مررنا عليها، كانت إيطاليا أهم زبون للجزائر طيلة عشرية كاملة بشرائها لما لا يقل عن 18.7% من صادراتنا سنويا نحو الخارج. وبقيت إيطاليا كذلك إلى غاية سنة 2002"، وفق كحلوش.

يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التعاون على المستوى العسكري "أن شركة ليوناردو باتت شريكا رسميا للجزائر في مجال تصنيع المروحيات منذ سنة 2019، واتفق الطرفان قبل ذلك منذ سنة 2017 على إنشاء عمل مشترك على أن يكون المقر بولاية (سطيف) شرق الجزائر".
وتابع "فيما يخص الملف الليبي فهناك تقاربا في وجهات النظر لأن التداعي الأمني لهذا الملف يعتبر مشتركا، وذلك بحكم الجوار الإقليمي مع ليبيا".

على المستوى العسكري، يقول كحلوش "على الرغم من توجهات الحكومة اليمينية في إيطاليا، إلا أنها وجدت نقاط اتفاق عدة مع الجزائر (مفاهيميا)، مثل مبدأ السيادة الوطنية والأمن القومي والإرث الثقافي المحلي والحدود السياسية الثابتة وغيرها، مما يسهم في تقارب مفاهيمي سياسيا".

ومضى بقوله: "أما تجاريا فإن الأنبوب الطاقوي بين البلدين قد أسهم في رفع المبادلات وترسيخها استراتيجيا، إضافة إلى مصنع المركبات (فيات Fiat) الذي يسهم في تحريك الصناعة الوطنية للجزائر".
طالع أيضا: ترسيم الحدود البحرية بين إيطاليا والجزائر.. ما علاقته بـ "صراع المتوسط"؟
مناقشة