الزيارة المقررة جرى الحديث بشأنها خلال لقاء جمع سفير الجزائر لدى روما، عبد الكريم طواهرية، مع وزير الدفاع الإيطالي، غويدو كروزيتو، للتباحث حول سبل وفرص تعزيز التعاون بين
البلدين في مجالي الأمن والدفاع، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الجزائرية أمس.
وفق خبراء فإن الزيارة المرتقبة تهدف لتعزيز التعاون بين البلدين، خاصة في قطاع الصناعة العسكرية، عبر الشراكة مع الشركات الإيطالية الكبرى، مثل شركة "ليوناردو" في مجال صناعة
الطائرات المروحية، كما تستهدف تعزيز التعاون والتنسيق على كافة المستويات.
كما أعرب وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، عن "رغبته في القيام بزيارة عمل إلى الجزائر مستقبلا. لمزيد من التبادل بشأن مشاريع التعاون والشراكة الحالية والمستقبلية".
في الإطار قال الخبير الأمني الجزائر، أحمد ميزاب، إن العلاقات المشتركة بين البلدين على مستوى الدفاع تعرف تقدما قويا، بشأن المشاورات وتبادل الخبرات والتعاون.
وفق الخبير الأمني، فإن الزيارة تستهدف تعزيز التعاون بشأن الصناعات العسكرية والتحول إلى مستويات متعددة، لتحقيق احتياجات القوات المسلحة الجزائرية في مختلف القطاعات.
بشأن التنسيق بين البلدين، يوضح ميزاب، أن زيارة وزير الدفاع الإيطالي تهدف
للتأكيد على الالتزام بمستوى التعاون الدفاعي بين البلدين، وتبادل الرؤى حول ما تشهده المنطقة من أحداث ومتغيرات في منطقة الساحل الأفريقي.
يمثل الملف الليبي مساحة مشتركة لكل من إيطاليا والجزائر، حيث ينخرط البلدان بشكل قوي في الأزمة الليبية، ويشير الخبير الأمني إلى أن الوضع في ليبيا من أبرز الملفات الحاضرة على الطاولة، نظرا للأهمية التي يمثلها للبدين، مع الأخذ في الاعتبار التطابق في الرؤى بشأن التعاطي مع الأزمة الليبي ومسار الحل، فضلا عن تداعيات وانعكاسات الملف السودان، وتأثيره على منطقة الساحل والصحراء.
ويشير ميزاب إلى "أن وزارة الدفاع الإيطالية تتوجه نحو إعادة ترتيب توجهاتها في مجال السياسة والدفاع، واتضحت عبر الإحاطة التي قدمها وزير الدفاع الإيطالي في مارس/ آذار 2023، والتي كشف فيها عن إطلاق الوزارة مراجعة لمفهوم السياسة العسكرية والتعاون، وتبنت نهجا أكثر ديناميكية واستباقية، وما يمكن تطبيقه على زيارة الوزير الإيطالي إلى الجزائر".
وفق ميزاب فإن العلاقات بين الجزائر وإيطاليا ارتقت إلى
المستوى الاستراتيجي، ما يعني أن هناك اتفاقيات ولقاءات تتم بشكل دوري على مستويات عدة ومجالات مختلفة.
في الإطار قال نبيل كحلوش الباحث الاستراتيجي الجزائري، إن العلاقات الجزائرية-الإيطالية باتت (تعويضا استراتيجيا) بشكل ضمني عن العلاقات مع فرنسا وإسبانيا.
وفق الباحث تأتي زيارة وزير الدفاع الإيطالي في إطار تعاون استراتيجي بين البلدين لمواكبة الرهانات الجيوسياسية في حوض المتوسط.
يضيف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن التعاون على المستوى العسكري "أن شركة ليوناردو باتت شريكا رسميا للجزائر في مجال تصنيع المروحيات منذ سنة 2019، واتفق الطرفان قبل ذلك منذ سنة 2017 على إنشاء عمل مشترك على أن يكون المقر بولاية (سطيف) شرق الجزائر".
وتابع "فيما يخص الملف الليبي فهناك تقاربا في وجهات النظر لأن التداعي الأمني لهذا الملف يعتبر مشتركا، وذلك بحكم الجوار الإقليمي مع ليبيا".
ومضى بقوله: "أما تجاريا فإن الأنبوب الطاقوي بين البلدين قد أسهم في رفع المبادلات وترسيخها استراتيجيا، إضافة إلى مصنع المركبات (فيات Fiat) الذي يسهم في تحريك الصناعة الوطنية للجزائر".