مسؤول سوداني سابق: هناك مبادرات عديدة لوقف القتال لكن لم يقع الاختيار على أي منها بعد

قال المدير الأسبق لإدارة الإعلام بالرئاسة السودانية، أبي عز الدين، إن "هناك عدة مبادرات تتقاطع مع بعضها بعضا للتهدئة ووقف الاشتباكات، حيث ظهرت مبادرات أمريكية لقطع الطريق أمام المبادرة المصرية-الإماراتية، وغيرها".
Sputnik
وأضاف أبي عز الدين، في حديثه لـ"سبوتنيك"، اليوم الاثنين، "قامت الولايات المتحدة الأمريكية بالضغط على الجيش وعلى قوات الدعم السريع المتمردة للقبول بالهدنة عدة مرات، بغرض إجلاء مواطنيها وتخفيف ضربات الجيش السوداني على القوات التي تمردت عليه".
وأشار إلى أن "قوات الدعم السريع بقيادة حميدتي وشقيقه تغيرت أيديولوجيتها بصورة راديكالية منذ العام الماضي، فصارت أقرب لفرنسا وأمريكا وتحالفت مع المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، للتوقيع على اتفاق فولكر الإطاري، وبالتالي فقدت أغلب المناصرين داخليا وفقدت بعض الحلفاء خارجيا، رغم محاولات الإعلام الأمريكي لتضليل المشهد السياسي، وأبرز دليل على ذلك هو عدم قدرة أمريكا على إدانة التمرد في السودان ووصف المليشيات هذه بالإرهابية".
نقابة أطباء السودان تعلن ارتفاع ضحايا الاشتباكات في البلاد إلى 436 قتيلا مدنيا
وأوضح عز الدين، "الآن تحاول أمريكا التأثير وزرع الفتن بين دول المنطقة وعلى الاتحاد الأفريقي، بغرض حماية القوات المتمردة من الخروج خارج الملعب السياسي، دون التوقيع على اتفاق بعثة اليونيتامس الإطاري".
ولفت إلى أنه "وبناء على تلك المعطيات، فإن رئاسة المجلس السيادي وقيادة القوات المسلحة تضع في حسبانها تأثير قبول أي مبادرة من المبادرات على علاقات السودان الخارجية، كما تدرس تأثيرها السياسي المقبل، حيث أن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير كان قد هدد مرارا وتكرار باللجوء إلى الحرب في حال عدم توقيع كل من الجيش والكتلة الديمقراطية على ما يسمى باتفاق فولكر الإطاري".
وأكد عز الدين، أن "هذا المشهد المعقد برمته، أمام طاولة القيادة العليا في السودان يخضع لتقدير الموقف، قبل قبول أي مبادرات مطروحة في الساحة، وكي تختار الخيار الأكثر أمنا للبلاد، وكي لا يتكرر سيناريو وخيار التمرد العسكري كورقة ضغط مسلحة لتنفيذ أجندة أي حزب من الأحزاب المسيطرة على المشهد عقب انقلاب ابن عوف وقوش في أبريل/ نيسان 2019".
طرفا الصراع في السودان يوافقان على مفاوضات من المحتمل عقدها في السعودية
واتفق البرهان وحميدتي عدة مرات على وقف لإطلاق النار لم يتم التقيد به بشكل جيد، ومددا الهدنة الرسمية الأخيرة يوم أمس الأحد لمدة 72 ساعة، حيث ألقى كل طرف باللوم على الطرف الآخر مرارا للانتهاكات المتكررة.
وقال المبعوث الأممي إلى السودان، في وقت سابق اليوم، إن قائدي الجيش وقوات الدعم السريع وافقا على إرسال ممثلين لإجراء مفاوضات من المحتمل عقدها في المملكة العربية السعودية.
وقال فولكر بيرتس، لوكالة "أسوشيتد برس" إن المحادثات ستركز في البداية على التوصل إلى وقف إطلاق نار "مستقر وموثوق" يراقبه مراقبون "وطنيون ودوليون".
برنامج الأغذية العالمي يعلن استئناف أنشطته في السودان
في هذه الأثناء، تلقى رئيس مجلس السيادة السوداني، القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، اتصالا هاتفيا من رئيس الاتحاد الأفريقي، رئيس جمهورية جزر القمر غزالي عثماني.
ودعا رئيس الاتحاد الأفريقي، وفقا للبيان إلى "ضرورة التهدئة ووقف التصعيد"، مبيناً أن "الاتحاد الأفريقي سيطلق مبادرة لمعالجة الوضع في السودان"، معرباً عن أمله في "قبول الأطراف لهذه المبادرة".
ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد البعثات الدبلوماسية، برا وبحرا وجوا.
كما تسببت المعارك منذ 15 أبريل/ نيسان، بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق تقارير لمنظمة الصحة العالمية، بمقتل المئات وإصابة آلاف آخرين، بينهم عمال إغاثة، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.
مناقشة