وقال عادل عبد الباقي، رئيس المبادرة الوطنية لحل الأزمة السودانية وممثل منظمات المجتمع المدني، إن ما يجري هي خطط تم إعدادها وفق مصالح خارجية تعمل وبطريقة ممنهجة على تفكيك البلاد ونشر الفوضى.
وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك"، إننا في المنظمات والقوى الثورية والشعبية "ندين بشدة بما قامت به اللجنة الثلاثية بقيادة المبعوث الأممي فولكر بيرتس من تصنيف الوضع في السودان بأنه من مناطق النزاعات المسلحة، الأمر الذي ترتب عليه نزوح ولجوء الآلاف من المدنيين السودانيين إلى الداخل والخارج وانهيار البنى التحتية في البلاد بشكل مرعب".
وعبّر عبد الباقي عن المخاوف التي تنتاب غالبية المنظمات المدنية والقوى الشعبية والثورية، من امتداد القتال إلى باقي ولايات السودان، حيث تأتي تلك التطورات في ظل استمرار التدخلات الخارجية والتي تركز فقط على مصالحها وأجندتها التى تثير الفتن بين المجتمعات المختلفة وتمهد لتفتيت النسيج الاجتماعي.
وأشار رئيس المبادرة الوطنية إلى أن منظمات المجتمع المدني السوداني تستبعد تماما سيناريو الحرب الأهلية التي تروج له الثلاثية والمبعوث الأممي، لأن السودان دولة ذات سيادة وقوة مجتمعية متينة قادرة على حلحلة قضاياها وخلافاتها الداخلية.
ودعا عبد الباقي جميع القوى المدنية والكيانات الشعبية والإدارات الأهلية والشبابية والعمد والمشايخ والمجلس الأعلى لنظارات البجا ومواطني البحر الأحمر للخروج في مسيرة يوم الخميس المقبل، الموافق 4 أبريل 2023، شرقي البلاد، وتسليم مذكرة لرئيس اللجنة الأمنية في البحر الأحمر ولقائد المنطقة العسكرية، تطالب بطرد رئيس البعثة الأممية فولكر بيرتس، وإذا أراد المجتمع الدولي تعزيز مكانة البعثة الأممية عليه أن يقوم بسحب فولكر من السودان.
وأشار إلى أن المبعوث الأممي للسودان فولكر بيرتس هو من دمر العراق وليبيا وسوريا والآن يرغب في إشعال حرب أهلية في ربوع السودان، الأمر الذي يقتضي منا كمنظمات مدنية التدخل الفوري للحفاظ على وحدة السودان، وإرساء قواعد السلام الاجتماعي والمجتمعي في أنحاء البلاد.
وناشد عبد الباقي القوات المسلحة والدعم السريع لنبذ الخلاف والصراع جانبا لأن استمرار الوضع الراهن سيقضي على السودان كدولة، ودعاهم للوقوف معا لوأد الفتنة وطرد من يسعون لتدمير السودان.
ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع الكثير من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد البعثات الدبلوماسية، برا وبحرا وجوا.
كما تسببت المعارك منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، بين الجيش وقوات الدعم السريع، وفق تقارير لمنظمة الصحة العالمية، بمقتل المئات وإصابة آلاف آخرين، بينهم عمال إغاثة، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.
واتفق البرهان وحميدتي عدة مرات على وقف لإطلاق النار لم يتم التقيد به بشكل جيد، ومددا الهدنة الرسمية الأخيرة يوم الأحد الماضي لمدة 72 ساعة، حيث ألقى كل طرف باللوم على الطرف الآخر مرارا للانتهاكات المتكررة.