وقال في اتصال مع "سبوتنيك"، اليوم الثلاثاء، إن الإعداد للقاء التشاوري الجنوبي وحجم الدعوات التي وجهت إلى مشاركين مختلفين من مكونات سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات، وكذلك المجالس المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي نفسه، تؤكد أن الموضوع ليس لقاء تشاوريا جنوبيا بل الموضوع هو احتفاء بمناسبة ذكرى تأسيس المجلس الانتقالي، وليس له صلة حقيقة بتشاور جنوبي بين المكونات السياسية الجنوبية.
وأشار راشد إلى أن "مشروع الميثاق الوطني حينما جرى الحوار بين المكونات الجنوبية مع لجنة حوار الانتقالي الجنوبي، تم عرض الكثير من الملاحظات على الميثاق، وأنه يمثل استباق للحوار نفسه، فكيف يمكن أن نوقع ميثاقا وطنيا يشير إلى الخطوط العريضة العامة في قضيتنا اليوم ومستقبلها غدا، دون أن نناقش ونتباحث في ملفات الحوار المتعددة التي اتفقنا عليها مع المجلس الانتقالي نفسه حينما قدم عرضا بهذه الملفات".
وأوضح رئيس الحراك الثوري أن الواقع وبكل أسف يشير إلى أن الإخوة في المجلس الانتقالي مهووسون بعملية حصر التمثيل الجنوبي في مكونهم فقط، وهذا اللقاء التشاوري أو هذا المهرجان الذي يستعجلونه يهدفون من ورائه الحصول على تفويض سياسي من المكونات الجنوبية، بحصرية التمثيل الجنوبي في المجلس الانتقالي، وهو أمر مكشوف ومزعج، وكنا نود أن نترفع عنه جميعا، كما كنا نود أن نخوض حوارا وطنيا جنوبيا حقيقيا، لنصل إلى تفاهمات وتوافقات إيجابية في مسار القضية الجنوبية.
وأردف فؤاد راشد أنه "للأسف الشديد المجلس الانتقالي لا زال يصر على حصر الحوار بتمثيله الشخصي، لهذا نحن قاطعنا اللقاءات التشاورية، لكن تواصلنا نحن مع بعضهم وأبلغناهم حينما تستأنفون الحوار سنتحاور وبطريقة جديدة، سنتحاور عبر تشكيل لجنة مشتركة وليس لجنة خاصة بالانتقالي، للأسف الوقت يمضي والاستحقاقات السياسية الجنوبية هي يعني اليوم ماثلة، لكن دون وحدة وطنية جنوبية، نحن سنُضًيع الكثير من الفرص المتاحة".
ومن المقرر عقد لقاء تشاوري، نهاية الأسبوع الجاري، بين القوى الجنوبية في العاصمة عدن، تمهيدا لحوار جنوبي جنوبي خلال الأسابيع القادمة تزامنا مع ذكرى تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن هناك مخاوف من فشل المشاورات الجديدة كما أخفقت الدعوات السابق، ويسوق الرافضين للمشاركة مبررات أن العقبات التي أفشلت أي توافق جنوبي سابق لا تزال كما هي ولم يتغير شيء منها.
وتسيطر "أنصار الله" منذ أيلول/ سبتمبر 2014، على غالبية المحافظات وسط وشمالي اليمن، بينها العاصمة صنعاء، فيما أطلق تحالف عربي بقيادة السعودية، في 26 آذار/ مارس 2015، عمليات عسكرية دعماً للجيش اليمني لاستعادة تلك المناطق من قبضة الجماعة.
وأودت الحرب الدائرة في اليمن، حتى أواخر 2021، بحياة 377 ألف شخص، كما ألحقت بالاقتصاد اليمني خسائر تراكمية تقدر بـ 126 مليار دولار، في حين بات 80 % من الشعب اليمني بحاجة إلى مساعدات إنسانية، حسب الأمم المتحدة.