جاء ذلك في بيان للوزارة، نشرته وكالة الأنباء السودانية الرسمية، اليوم الجمعة، في ظل استمرار المعارك بين قوات الجيش بقيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي" منذ منتصف شهر أبريل/نيسان الماضي، دون أن تتمكن هدنة هشة تجددت عدة مرات من وقفها.
وقالت الخارجية في بيانها: "لا زالت قوات الدعم السريع المتمردة مستمرة في تعدياتها وانتهاكاتها الإنسانية، وقد اختارت هذه المرة منع المواطنين من الوصول لصيدلية الإمدادات الطبية المركزية (بالعاصمة الخرطوم)".
وتابعت: "يضاف هذا التصرف غير الإنساني لسجل قوات الدعم السريع الإجرامي الممعن في انتهاك المواثيق والأعراف الدولية، والذي استهدف جميع القطاعات الحيوية بالعاصمة الخرطوم لا سيما مؤسسات القطاع الصحي".
واتهمت الخارجية السودانية قات الدعم السريع بـ "ترويع المواطنين واتخاذهم كدروع بشرية بل واستخدام المستشفيات كثكنات عسكرية والمواصلة في النهب والإتلاف الموثّق للصيدليات المجتمعية، ومنع العاملين بصيدلية الإمدادات الطبية المركزية بالخرطوم من تقديم الخدمة، مع عدم تمكين المواطنين من الوصول إليها، مما أدى لاغلاقها التام".
واعتبرت أن تلك الممارسات تمثل "جريمة في حق مواطنين الأبرياء، تسّتوجب الإدانة".
وقالت إن استهداف الصيدلية المركزية بمثابة "الإمعان في صنع كارثة صحية لما تقدمه من خدمات توفير الأدوية المنقذة للحياة وأدوية الأمراض المزمنة والمستهلكات والأجهزة والمعدات الطبية الأخرى، فى وضع يتسم بشح الإمداد وصعوبة الوصول إليه".
ودعت الخارجية "المجتمع الدولي ومنظمة الصحة العالمية لإدانة المليشيا المتمردة علي الانتهاكات والجرائم المستمرة ضد مؤسسات الدولة والمواطنين الأبرياء والمرافق الصحية ومنافذ الخدمة الصيدلانية في البلاد، وتصنيفها كمنظمة إرهابية، وتطبيق إجراءات المسآءلة القانونية والعدلية في الوقت المناسب".
ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان، قوات الدعم السريع في السودان، اليوم الجمعة، الموافقة على تمديد الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة استجابة لوساطة أمريكية سعودية.
ودخل الصراع الأخطر في السودان أسبوعه الثالث، دون أي بوادر لحل قريب.
ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، كثيرا من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد البعثات الدبلوماسية، برا وبحرا وجوا.
كما تسببت المعارك الدائرة منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، وفق تقارير لمنظمة الصحة العالمية، بمقتل المئات وإصابة آلاف آخرين، بينهم عمال إغاثة، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.
واتفق البرهان وحميدتي عدة مرات على وقف لإطلاق النار لم يتم التقيد به بشكل جيد، ومددا الهدنة الرسمية الأخيرة يوم الأربعاء لمدة أسبوع، حيث ألقى كل طرف باللوم على الطرف الآخر مرارا للانتهاكات المتكررة.