تحركات ومبادرات… لماذا يكثف الأردن مساعيه لإعادة سوريا للجامعة العربية؟

وسط الجهود العربية الرامية إلى إعادة سوريا لمحيطها العربي واستعادة مقعدها بالجامعة العربية وإشراكها في القمة المقبلة بالرياض، يبرز دور الأردن في هذا السياق بشكل كبير، حيث سبق وأن طرح مبادرات عدة ترمي للهدف نفسه.
Sputnik
وأعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أنه سيتم النظر في عودة سوريا للجامعة العربية قريبا، لافتا إلى أن جميع الدول العربية منخرطة لإنهاء الأزمة السورية، فيما أعلنت عمان عن خارطة طريق لحل أزمة دمشق.
وطرح البعض تساؤلات بشأن السبب وراء الاهتمام الأردني لإعادة سوريا للجامعة العربية، وعلاقته بالعلاقات السورية الإيرانية القوية والاستراتيجية.
الرئيس الإيراني: الزيارة إلى سوريا نقطة تحول في تطور العلاقات بين البلدين
صرح المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية جمال رشدي، ردا على سؤال عما إذا كان سيتم اتخاذ قرار بشأن عودة سوريا إلى الجامعة العربية في اجتماع الأحد، بأن قرار إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية، قد يتم اتخاذه يوم الأحد، في اجتماع استثنائي لوزراء خارجية المنظمة.
وقال رشدي: "القرار (بشأن عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية) يمكن اتخاذه… هذه القضية قيد النظر ويمكن اتخاذ القرار غدا، وسيشارك جميع أعضاء (المنظمة) في هذه القضية خلال الاجتماع الوزاري".
ويبحث الاجتماع ملف رفع تعليق مقعد سوريا في الجامعة العربية، ومشاركتها في القمة العربية المقبلة المقرر انعقادها في العاصمة السعودية، الرياض، في 19 مايو/ أيار الجاري.

استقرار مطلوب

اعتبر نضال الطعاني، المحلل السياسي والبرلماني الأردني السابق، أن الأردن يبذل جهودا كبيرة لإعادة سوريا إلى مقعدها بجامعة الدول العربية، وأبرزها اللقاء الخماسي الذي جاء توافقيا وتكميليا للقاء الذي تم عقده في جدة مؤخرا.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإنه سبق وأن أعلن الأردن عن خارطة طريق للتعافي السوري وإقرار خطة الإصلاح، وخلق حالة من التوافق الدولي لعودة سوريا لمحيطها العربي والعالمي، وإقناع الدول العربية والدولية الرافض لهذه الخطوة، معتبرا أن كل هذه اللقاءات تأتي تمهيدا للقمة العربية المقرر انطلاقها بعد أيام في المملكة العربية السعودية.
خبير يكشف موقف المغرب من عودة سوريا للجامعة العربية
وأكد أن القمة المقبلة قد تكلل هذه الجهود بنجاح عبر إعادة دمشق لمقعدها، نحو خلق حالة عربية متكاملة في المنطقة، يمكنها مواجهة كل التحديات، لا سيما تلك التي تدفع بها إسرائيل نحو المزيد من الإرباك وتعقيد المشهد.
ويرى الطعاني أن الدوافع الأردنية من وراء هذه التحركات، تعود إلى رغبة حقيقية للدفع نحو استقرار المنطقة العربية برمتها، وخلق توافقات دولية نحو إيجاد أقطاب أخرى في الشرق الأوسط، في ظل الوضع غير المستقر، معتبرا أن عودة دمشق سيدفع إلى هذا الاستقرار.

هدف عربي

بدوره اعتبر المحلل السياسي السوري فريد سعدون، أن مؤشرات عودة سوريا للمحيط العربي بدأت منذ عام 2018 عندما أعادت الإمارات فتح قنصليتها في دمشق، حيث كان هناك مساع عربية لعودة سوريا للجامعة أولا، وإعادة العلاقات بينها وبين الدول العربية، والتي معظمها قطعت علاقاتها مع دمشق، ووقفت ضد الحكومة وقدمت مساعدات للمعارضة.
وبحسب حديثه لـ "سبوتنيك"، فإنه بعد أكثر من 10 سنوات من الحراك والصراع بين الدول العربية وسوريا، يأست هذه الدول في تحقيق أهدافها وغايتها ولم يعد أمامها سوى أمرين، أولهما هو الاستمرار في عداء الحكومة السورية، والثاني الانتقال للطرف الآخر، ومحاولة فتح قنوات حوار للتوصل إلى تفاهم ما ما دمشق لحل الأزمة السورية.
الجامعة العربية: قرار إعادة سوريا إلى جامعة الدول العربية قد يتم اتخاذه غدا
وأوضح أن الطرفين (العربي والسوري) لهما شروطهما الخاصة لإعادة هذه العلاقات، بيد أن شروط الحكومة السورية أكثر رسوخا وتشددا في تنفيذها، باعتبار أن الطرف الآخر هو من سعى لإعادة العلاقات مع دمشق، فيما استخدمت سوريا أسلوب الصبر والنفس الطويل في التعامل مع هذه الوضع، وكسبت الرهان بفعل الزمن والظروف الأخرى، أهمها الدعم الدولي الروسي والإيراني.
ويرى فريد سعدون أن الدول العربية في سعيها إلى إعادة علاقاتها مع دمشق تهدف بشكل أساسي لإعادة سوريا لمحيطها وإبعادها عن علاقاتها القوية والاستراتيجية مع إيران، لكنه اعتبر أن رهان هذه الدول سيكون خاسرا كذلك، حيث لا يمكن لأحد أن يعزل دمشق عن طهران، في ظل العلاقات القوية و المتجذرة بينهما، ووقوف إيران بجانب سوريا في أزمتها.
وقال سعدون: "هذه العودة لن تكون مدخلا لتخفيف العلاقات أو قطعها ما بين سوريا وإيران".
وكان الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، قد صرح الأربعاء الماضي، بأن عودة سوريا إلى مقعدها في الجامعة يجب أن يتم على مراحل.
وأوضح أبو الغيط، أن ذلك يبدأ باجتماع ونقاش ثم توافق (بين الدول الأعضاء في الجامعة)، وبعد ذلك يتم تقديم دعوة إلى سوريا، عندئذ تأتي سوريا وتشارك في أي اجتماع وزاري آخر، وتعود إلى كل فعاليات الجامعة العربية.
خبير سعودي: عودة سوريا إلى "الحاضنة العربية" هو انتصار للدبلوماسية الروسية والعربية
وتوقع أبو الغيط موعد عودة سوريا، وقال في رده عما إذا كان يتوقع عودتها في قمة الرياض: "مما أرصده من نشاطات واتصالات ومتابعات وزخم، فإنه من الوارد جدا عودة سوريا للجامعة العربية".
وتأتي هذه التصريحات وغيرها من التصريحات لمسؤولين عرب، في ظل توجه رسمي متزايد لدى دول عربية لإعادة سوريا إلى محيطها العربي، وإلى مقعدها في جامعة الدول العربية، الذي تم تجميده على خلفية الأزمة السورية التي بدأت في عام 2011.
عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية... من مع ومن ضد؟
مناقشة